شجار بين أفراد عصابة أحياء ينتهي بقتل جارهم بوهران

قضت محكمة الجنايات الابتدائية، بمجلس قضاء وهران، بمعاقبة المتهمين بقتل جارهم دهسا بسيارة أثناء مشاجرة مسلحة وحامية الوطيس نشبت بينهم، ولم يكن للضحية أي دخل فيها، بأحكام تراوحت بين 3 سنوات حبسا نافذا وسنة موقوفة التنفيذ، في قضية تم تكييفها على أساس ارتكاب المتورطين جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها.

جرت فصول هذه الحادثة بتاريخ 15-04-2020 بالحي الفوضوي كوشة الجير بوهران، أين تعرض الضحية (ب. العربي)، وهو أب لأطفال لإصابات بليغة في أنحاء متفرقة من جسمه، نتيجة دهسه من طرف شخص كان يسير بسرعة فائقة وبطريقة متهورة بسيارة من نوع شيفروليه سبارك، حيث جاء في ملف قضية الحال أن الضحية كان بصدد التوضؤ والاستعداد لصلاة الظهر أمام مسكنه، ليفاجأ بسيارة مجنونة تصعد صوبه إلى الرصيف، ثم تلقي به أرضا وتخترق الواجهة الأمامية لمنزله، محطمة بذلك جزء من الجدار في مشهد يوحي يحجم الكارثة التي حلت بسكانه، خاصة أن الضحية لم يقاوم الارتجاجات والمضاعفات الصحية التي تعرض لها بسبب الحادث، ليتوفى بالمستشفى في اليوم الموالي.

ومن خلال ما توصل إليه التحقيق في واقعة الدهس، وبالاستناد إلى شهادات من عاينوا المشهد المأساوي، وأيضا ما دار قبله من أحداث، فإن شجارا كان قد دار في وقت الزوال بين شلتين من أبناء حي كوشة الجير، معروفين بنشاطهم في تجارة “الزطلة” وترويجها، وهذا بسبب اختلافهما حول أماكن البيع، ورفض إحداهما أن يقتحم أو يحتل الطرف الآخر ما تعتبره حدودها التي تجري في نطاقها مختلف تعاملاتها في تجارة المخدرات بالمنطقة، الأمر الذي تفاعل معه المتهم الرئيسي المدعو ( ب. ي)، المتزعم للجماعة “الغازية”، وعلى طريقة عصابات الأحياء، بحمله رفقة آخرين حوالي 20 سلاحا ناريا وأبيضا خاصا بالصيد، والدخول في نزال مع خصومهم، حيث جاء في إفادات الشهود تواجد هذا الأخير في مكان وتوقيت الواقعة رفقة المتهمين (س. ع)، (ج. م) و(م. ه)، وبعد اشتداد العراك بين الطرفين، شوهد المدعو (ب. ي) يستعين بسيارته سالفة الذكر بغرض فرض سيطرته على الوضع، وراح يقودها بسرعة جنونية، لينتهي بها المطاف إلى اعتلاء الرصيف المحاذي واصطدامها بالجدار المقابل، مخلفة سقوط أحد الجيران دهسا تحت عجلاتها.

المدعو (ب. ي) جاء خلال المحاكمة برواية جديدة، أنكر فيها علاقته بباقي المتهمين، مشيرا إلى أنه مر بالصدفة بعين المكان لأجل نقل والدته في زيارة عائلية على متن سيارته إلى الحي، أين تقاطع على الطريق مع جماعة وجدها تتشاجر فيما بينها بالأسلحة، مضيفا أنه عندما حاول الانحراف لتفادي التعرض لخطر المتناحرين، قال أنه في وسط زحام والفوضى التي عمت المكان، لم ينتبه للضحية الذي دهسه بمركبته في رجله، نافيا تماما استعماله السرعة المفرطة في القيادة، بحجة أن سيارته كانت بها مشاكل ميكانيكية تستدعي السير في حدود 30 كلم /سا.

في حين صرح المدعو (س. ع) أنه لم يحضر الواقعة أصلا، وكذلك قال المتهم الثالث (ج. م) الذي أكد على سماعه مجريات الحادث من جيرانه بالحي، فيما صرح المدعو (م. ه) أنه مر صدفة بعين المكان عندما كان في طريقه إلى محله الخاص بالحلاقة، وكاد أن يكون ضحية للسرعة الجنونية التي استعملها المدعو (ب. ي) لولا هروبه منه وتجاوز خط سيره في الوقت المناسب، لكن النيابة العامة لم تقتنع بتصريحات المتهمين، لتلتمس معاقبة المتهم الرئيسي بالسجن النافذ لمدة 15 سنة، وأقصى العقوبة في حق البقية.