شركة تركية تتسبب في انهيار خطير للتربة بسطيف

عاشت منطقة عين جوهرة ببلدية عين السبت بولاية سطيف، الأربعاء، حالة من الهلع بعد انهيار منزل إثر انزلاق التربة التي تأثرت بعد إقدام إحدى الشركات التركية على رمي الأتربة وبقايا الأشغال بأحد المرتفعات.
الأتربة انهارت بشكل مفاجئ وكانت وراء انهيار 5 مستودعات ومنزل تحطمت جدرانه واهتزت أرضيته، فبدت المنطقة وكأنها تعرضت لضربة زلزال. وقد اضطر رب العائلة إلى ترحيل أفراد الأسرة خاصة أن زحف التراب مازال متواصلا. وحتى البئر التي أنجزها الضحية التي يبلغ عمقها 24 مترا غمرتها المياه بالكامل واستوى ماؤها مع الأرض. وقد تنقل أمس سكان المنطقة والفضوليون لمتابعة الأرض وهي ترتجف على المباشر مع ظهور تشققات بدأت تتسع في كل اتجاه.
الأمر الذي استدعى تدخل رجال الحماية المدنية ورجال الدرك الذين مكثوا طيلة النهار بالمكان. وبحسب صاحب المنزل المنهار، السيد عبد الحميد جامعي، فإن الانهيار سببه الأتربة التي رمتها إحدى الشركات التركية بالمرتفع الذي يعلو بيته، هذه الأتربة التي تراكمت منذ مدة وبمجرد أن تساقطت الأمطار انهار كل شيء ووقع الضغط على بيت الضحية، وهو شيخ في الثمانين من العمر، أفنى عمره بهذا المكان ليجد نفسه في نهاية المطاف أمام كارثة حقيقية أتت على منزله وشردت عائلته وحطمت مستودعاته، وحتى البئر التي أنجزها بعرق جبينه بتكلفة تقدر بنحو 160 مليون سنتيم، بدأت في الانهيار وصعدت مياهها إلى السطح. وهو الآن يحاول إنقاذ ما تبقى من ممتلكاته.. مع العلم أن الوضع مرشح للتفاقم، لأن ضغط الأتربة مازال متواصلا، والتهديد قد يمتد إلى بقية السكان وكذا الطريق المؤدي إلى منطقة ولبان وولاية جيجل.
من جهتها، تدخلت السلطات المحلية لإنقاذ الوضع، حيث يؤكد رئيس بلدية عين السبت، السيد هشام طوبال، في تصريح إلى “الشروق”، أن الوضعية لا تتعلق بكارثة طبيعية وإنما سببها الأتربة التي رمتها إحدى الشركات وقد تحركت البلدية بآلياتها لوقف الانجراف والشروع في هدم البئر. في حين يقول الضحية إنه حذر الشركة من الكارثة مباشرة بعد رمي الأتربة، لكن نداءه لم يجد آذنا مصغية، والشيخ يقول: لو أعطوني مال الدنيا لن يعوضوا لي المنزل والمستودعات والبئر.. فكل ما أملك بنيته بيدي التي اعوجت من العمل لسنوات.