-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شعبٌ أَنْهَى إمبراطورية

شعبٌ أَنْهَى إمبراطورية

فأمَّا الشعبُ فهو هذا الشعب الجزائري المجيد الذي “وُلِدَ حُرًّا”، وزاده اعتناقُه الإسلامَ عِزًّا، إذ “لله العزة ولرسوله وللمؤمنين”، فامتطى “سنامَ الإسلام” وهو الجهاد كما صَحَّ في الحديث النبوي الشريف.

وأما الإمبراطورية التي أنهاها هذا الشعبُ المجاهد فهي الإمبراطورية الفرنسية الصليبية بشهادة الأدبيات الفرنسية، التي تستوحي مقولاتها من العبارة المشهورة وهي “فرنسا هي البنت البكر للكنيسة”، وكان المجرمُ الصليبي دوغول يقول: إن “المسيحية هي روحُ فرنسا” (اندري مالرو، سقوط السنديان، ص 136)، حاشا السيد المسيح عليه السلام.

كتب المجرمُ الفرنسي الصليبي غابريال اسكير كتابا تحت عنوان: “بدايات امبراطورية: أَخْذُ الجزائر”، (Les commencements d’un empire : la prise d’alger. ) ، وأكّد مقولته المجرم شارل دوغول في مذكراته “الأمل”، الذي قال عن أسباب تمسُّك فرنسا الصليبية السارقة المجرمة بالجزائر بأنها كانت قاعدة لتوسُّعنا شرقا وغربا وجنوبا، بعد ما “كلّفتنا تضحياتٍ كثيرة” (ص49).

 وقد ألهب الشعبُ الجزائري الأرضَ تحت أقدام فرنسا، وشوى جُنُوبَ الفرنسيين وكَوَى جباهَهم، ووَسَمَ خَرَاطيمَهم طيلة تدنيسهم لهذه الأرض التي سمّوها “الأرض البركانية” (la terre volcanique) لكثرة ثورات الشعب الجزائري التي لا عيبَ فيها إلا أنها لم تكن شاملة للتراب الجزائري، موحِّدة للشعب. وهذا ما أدركه الشبانُ الذين أعلنوا الجهاد في 5 ربيع الأول 1374هـ (1 نوفمبر 1954م).

وما دمنا في الرمزيات، فإن شهر ربيع الأول هو ميلادُ أمتنا الإسلامية ـونحن من أهم أجزائهاـ وذلك بميلاد سيدنا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وبداية نوفمبر هو عيدُ الأموات، أو عيد “القدّيسين” عند أعدائنا الدائمين الفرنسيين.

أدرك الشبانُ الذين خطّت الأقدار في صحائفهم أن يفجّروا “البركان” الذي زلزل الأعداء الفرنسيين؛ أدركوا أن سببَ فشل المجاهدين السابقين أن جهادهم لم يكن موحَّداً؛ إذ كان كلُّ فريق يجاهد في منطقته؛ ولهذا قرروا أن يكون “أول نوفمبر” عامّاً، شاملاً للجزائر والجزائريين، وكانت النتيجة بعد سبع شدادٍ أن ولّى العدوُّ الفرنسي المجرم الأدبار، وترك جميعُ الفرنسيين اللصوص الدار، ورجعوا من حيث جاءوا مكللين بالخزي والعار، وتطهّرت الجزائرُ من هؤلاء الكفار.

لم تكن نتيجة الجهاد الجزائري تحرير الجزائر فقط؛ ولكن هذا الجهاد المجيد كان خيرا وبركةً على الشعوب الإفريقية، لأن فرنسا المجرمة أرادت أن تجمع في الجزائر قواتها الموزَّعة على البلدان الإفريقية، حتى إذا “قضت” على الجهاد الجزائري، رجعت بطريقة أو بأخرى إلى تلك البلدان.

كان أول من استفاد من جهاد شعبنا هما الشعب المغربي والشعب التونسي، إذ منحتهما فرنسا “استقلالاً خديجاً”، كما كان لهذه الاستفادة فائدةٌ لجهادنا، إذ كان الشعبان الشقيقان ظهيراً أرضاً وشعباَ لجهادنا.

أما بقية المستعمرات الإفريقية التي كانت تحت الهيمنة الفرنسية فقد سلّم المجرم دوغول كما قال “ثلاثة عشر رئيس دولة من يدي علم الاتحاد في ساحة الكونكورد” (مذكرات الأمل ص 75)، ويعني “اتحاد” هذه الدول مع فرنسا المجرمة السارقة.

وأما معنى نهاية الإمبراطورية الفرنسية فهو مستوحى من عنوان مذكرات الجنرال المجرم راؤول صالان، الذي هو بلسانهم “Fin d’un empire”. أما أنا فأدعو اللهَ لي ولأحبائي وجميع الجزائريين أن يجعل آخر كلامنا قبل كلمة التوحيد هو: “اللهم أنزل اللعائن عدد مخلوقاتك ممّا علِمنا وما لم نعلم على فرنسا المجرمة”. ورحمة الله الواسعة على كل من مسَّته فرنسا المجرمة بأذى ولو كان “كلمة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!