-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تعاهدتا ونجحتا سويا

شقيقتان كفيفتان تتمان حفظ المصحف عن طريق السمع

إسلام بوشليق
  • 292
  • 0
شقيقتان كفيفتان تتمان حفظ المصحف عن طريق السمع
ح.م

كان نصيب رقية وأسماء، القاطنتين بحي الممرات بولاية سكيكدة، أن تولدا كفيفتين، إلا أن الله، سبحانه وتعالى، بعث في بصرهما نورا يهتديان فيه إلى آيات القرآن الكريم، يحفظانه ويرتلانه ترتيلا وبالأحكام بروايتي حفص عن عاصم وورش عن نافع، حيث ترعرعتا على موائد القرآن الكريم منذ صغرهما، وبدأت رقية 44 سنة رحلتها مع حفظ القرآن الكريم منذ صغرها، علما أن نسبة إعاقتها 100 بالمائة، ومستواها الدراسي التاسعة أساسي فقط.
والطريق لم يكن ميسرا في أولى خطواتها لحفظ كتاب الله، وأيضا أسماء 33 سنة التي تحصلت على شهادة الليسانس فرع فيزياء من جامعة “20 أوت 1955” وناقشت المذكرة بعلامة 16 من 20، حيث عانيتا في البداية حتى استطاعت عائلتهما احتواءهما وتشجيعهما على الاستمرار في حفظ خير كلام انزل على خير بشر، إلى أن اتمتا حفظه في عامين عن ظهر قلب، برواية حفص عن عاصم عن طريق السمع، إذ شرعتا في حفظه شهر جويلية من سنة 2007 وتم ختمه خلال شهر رمضان لسنة 2009.
جريدة “الشروق اليومي” حاورتهما حول رحلتهما الربانية، حيث قالت أسماء أن الدافع الذي جعلهما تفكران في حفظ كتاب الله وهما لا تبصران، هو أنهما تنتميان إلى عائلة متدينة فعمهما مسعود كان إمام مسجد البدر بحي 20 أوت 1955 وأختها رقية هي الأخرى مكفوفة وساعدتها كثيرا على الحفظ عن طريق السمع، ومنذ صغري تقول أسماء وأنا أتمنى أن أحفظ القرآن الكريم، فكنت دائما أتلوه وأحلم أن أتلوه عن ظهر قلب، فرغبتي الشديدة جعلتني أندفع أكثر للحفظ، وكذلك معرفتي للشيخ محمد المحظي الذي كان يشرف على مدرسة “عمر بن الخطاب” التابعة للمسجد، حيث أكملت الإجازة برواية حفص عن عاصم مع الشيخ سمير حمدوش، وأريد متابعة الحفظ برواية ورش عن نافع وأسعى لإتمام القراءات العشر، وأحلم بعمرة أو حجة وكذلك زرع شبكية للعين للشفاء من مرضي، وبالمناسبة، أوجه ندائي عبر صفحات جريدتكم المميزة إلى ذوي البر والإحسان للتكفل بعملية جراحية لزرع الشبكية.
أما عن رحلة رقية مع حفظ القرآن، فقالت أنها “عاشت رحلة عطرة في حياتها رغم صعوبتها في بدايتها، لكن لذة القرآن – قالت – أنستني كل المتاعب التي كنت ألاقيها وتغلبت عليها بفضل الإرادة وتسابقت مع الزمن وشرعت في الحفظ، فكنت أحفظ في اليوم ما يقارب الجزء، مستغلةً كل وقتي في الحفظ والمراجعة، وقالت أسماء أنه لم تكن لدينا أوقات محدّدة لحفظ القرآن الكريم ولكن المفضّلة بعد صلاة الفجر، أين يكون الذهن صافيا وخاليا من مشاغل الدنيا وكذلك بعد صلاة العصر وبعد صلاة المغرب، أما المراجعة، فكنت أخصّص لها وقت السحر، فأراجع في اليوم ما يقارب الجزء”، من جهتها، رقية أطلعت القراء عن الأثر الإيجابي بعد حفظ المصحف الشريف، وقالت إنه لأثر عظيم، “فالقرآن خير هادٍ لي وللجميع، فزاد ذلك احتراما لي في قلوب أهلي عامةً وإخوتي خاصة، كما لا أنسى الفضل الكبير لأختي اسماء التي ساعدتني كثيرا في طريقة الحفظ وبعد مرور السنة الرابعة على حفظه، فشعوري لا يوصف، وعن طموحاتهما المستقبلية، قالت أسماء إنه مشترك وتتمنى أن تتيح لهما الفرصة للمشاركة في مسابقة دولية لحظة القرآن الكريم وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل، علما أنهما منشغلتان بإتمام القراءات العشر، وتحلمان بعمرة أو حجة وزرع شبكية للعين”، لأن الأطباء أكدوا لهما الشفاء، ويطمحان في فتح حلقة قرآن في سكيكدة يحفظ فيها القرآن الكريم لتتربى الأجيال على مائدة القرآن الكريم وذلك في إطار منصب عمل محترم.
هذا وعادت بنا أسماء إلى الوراء، حيث كشفت لنا أنهما شاركتا في عدة مسابقات وطنية بالعاصمة لحفاظ النصف وتقول تحصلت على المرتبة الرابعة وتتأسف للجنة التنظيم، لأنها لم تمنحها أي جائزة، وفي سكيكدة أيضا شاركت عدة مرات وكل مرة تتحصل على المرتبة الأولى ونالت جوائز عديدة وتطمح لأن تترشح للمشاركة في مسابقة دولية عن طريق مديرية الشؤون الدينية، كما شاركت أيضا في مسابقة تاج القرآن وتحصلت على المرتبة الثالثة ولائيا، أما رقية، فتقول: “كانت لي عدة مشاركات ولائية ووطنية وتحصلت على المراتب الأولى في مسابقة حافظات المصحف كله وتحلم بالمشاركة في مسابقة دولية”، وفي الأخير، وجهت الشقيقتان نداء عبر جريدة “الشروق اليومي” لكل الأصحاء الذين أنعم الله عليهم بنعمة البصر بأن يستغلوها في حفظ كتاب الله الذي يعتبر أسهل وليس كما يتصورون. ونوجه شكرنا إلى كل الذي ساعدنا على عملية الحفظ من بعيد ومن قريب ورمضان كريم لكل المسلمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!