-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صالح بن عبدالله بوغانمي التونسي

عبد الرزاق مقري
  • 8548
  • 36
صالح بن عبدالله بوغانمي التونسي

زرت المغرب وتونس خلال الأسبوع الماضي بغرض التواصل مع شركائنا في مناصرة القضية الفلسطينية للتباحث في سبل مشاركة أقطار المغرب العربي في إنجاح مسيرة القدس العالمية التي ستنظم في 30 من شهر مارس الجاري، فأجريت اتصالات كثيرة والتقيت شخصيات مهمة في البلدين، وكانت تلك اللقاءات مهمة ونافعة كلها، والأشخاص الذين لقيتهم فضلاء محترمون جميعهم، ولكن أقول بلا مبالغة بأنني لم أسمع حديثا هز كياني وبلل مقلتي وانتفعت به نفعا لا يعادله شيء في أسفاري هذه كالحديث الذي سمعته عن الأستاذ صالح بن عبد الله بوغانمي التونسي. كل الذين التقيتهم في البلدين الشقيقين معروفون وقد صاروا اليوم بعد نجاحهم أعلاما، ولكن سي صالح غير معروف عند عموم الناس. ولئن كان الحديث عن أولئك السادة المشهورين مفيدا فإن الحديث عن مثل هذا الرجل المغمور أفيد حتى يعلم الناس بأن في الأمة أخيارا، وفي قادة المشروع الإسلامي رجالا تُستمطر بهم الرحمات وينزل بهم النصر والتمكين، لا يعرفهم أحد ولا يتنبه لفضلهم إلا القليل.

 

صالح بن عبد الله بوغانمي قائد من قادة حركة “النهضة” واصل دراسة القانون في أرقى الجامعات الفرنسية ونال فيها أعلى الشهادات، وبعد عودته لتونس صار قاضيا مُبجّلا ومحترما بين أقرانه، وحينما انتبه إليه الحاكم المستبد ألقى عليه القبض وأدخله السجن ولكنه لم يجد قاضيا يحكم عليه الحكم القاسي الذي يريده للهيبة التي كان يتمتع بها الرجل في سلك القضاء  . وبعد سنة ونيف أُطلِق سراحُه ولكنه حوصر في رزقه فطُرِد من العمل نهائيا ولم يُمكّن من أي وظيفة أخرى تحفظ له كرامته وكرامة أسرته. لقد جعل هذا الظلمُ صالحًا في وضع رجل بطال فقير لا يملك شهادة ولا خبرة، عليه أن يتدبر حاله لكي يعيشليأكل ويشرب فحسب.

قرر سي صالح أن يعمل أي عمل يكسب به شيئا من المال الحلال حتى لا يصبح عالة على الناس يعطونه يوما ويحرمونه يوما، أو ربما لكي لا يتسبب في معاقبة من تسول له نفسه أن يعينه. رضي عالم القانون وخريج الجامعات الأوروبية والقاضي المحترم أن يزاول عملا لا يخطر على البال، أصبح سي صالح يترقب الأسواق حتى تنفض فيعمد إلى جمع ما يتركه الباعة على الأرصفة والطرقات من كراتين وبضائع فاسدة فيفرزها وينظفها ثم يبيعها بما يفتح الله به. وبعد سنوات من الكد في هذا العمل، الذي يفضل كثير من فقراء اليوم أن يتسولوا ويتشردوا ولا يعملونه، استطاع أن يشتري عربة صغيرة تجرها دراجة نارية يحمل عليها خضرا وفواكه يشتريها من أسواق الجملة ويبيعها خفية عن أعين الشرطة المتربصة. لم يكن الحاكم المستبد وشرطته يكترثون لما يفعله القاضي لكي يعيش في بداية الأمر، بل ربما كان الطاغية الساديُّ يتلذذ بذلك… أن حول عالما مرموقا إلى مشتغل في الزبالة وبائع خضار.

في الوقت الذي كان سي صالح يكابد عناء الظلم والفقر كان أغلب قادة “النهضة” ومناضليها في السجن أو في المهجر، فاتفق من بقي منهم في تونس خارج السجن على تعيينه رئيسا لتنظيمهم السري، وكانت مهمة التنظيم تتعلق خصوصا بالرعاية الاجتماعية لأسر المسجونين والمهجرين وقضايا حقوق الإنسان والاتصالات والعلاقات السياسية الممكنة. تواصلت رئاسة صالح بوغانمي لهذا الإطار التنظيمي من 1991 إلى غاية 2004 دون أن يكشف البوليس السياسي أمره، وكانت تصله أثناء ذلك مساعدات مالية من تنظيم “النهضة” في المهجر ليوزعها على المعنيين بها. كان سي صالح من هؤلاء المعنيين، وكان من حقه أن يأخذ لنفسه قسطا من ذلك المال، بل كان هذا واجبه، فمآسيه كلها بسبب انتمائه وثباته على فكرته، ولو فعل ذلك ما لامه أحد. لم يفعل هذا الأمين الزاهد ذلك، لقد فضل أن يكون فقيرا يعيش من عمل يديه، لم تحدثه نفسه بأنه هو ذلك الدكتور الذي وطئت قدماه الصروح العلمية الراقية، وجلجل صوته في المحاكم و قصور العدالة العالية فكيف يقبل أن يكدح كدح المساكين والمال جار بين يديه، يوزعه على الناس ولا يأخذ منه شيئا.

كان محدثي عبد الكريم سليمان أحد أعضاء المكتب الجديد في “النهضة” متأثرا جدا وهو يقص علي هذه القصة على مائدة الغداء في مطعم دار الجلد الفاخر الملتصق بمقر رئاسة الحكومة الذي لا تُحكى فيه مثل هذه القصص عادة. لقد كان عبد الكريم رفيق سي صالح في القيادة داخل تونس في تلك الفترة كلها ورأى معاناته وتعففه بنفسه. حاولت أن أهون عليه بأن أخذت منه الكلمة حين تحجرجت الكلمات في حلقه، وبدأت أحدثه عن أهمية هذا النوع من الرجال في تثبيت الفكرة وثبات أهلها وعن الفائدة التربوية لذكر هذه القصص للأجيال، وأخذت أقص عليه قصة أخرى من هذا القبيل في سياق مختلف وبيئة مغايرة، فذكرت له حال رجل فاضل عندنا عيّنه إخوانه في مجلس الأمة دون استشارته فغضب غضبا شديدا، ولما عجز عن تقديم استقالته اعتبر ذلك بلاء نزل عليه من السماء وقرر أن لا يأخذ من راتبه كنائب سوى ما يعادل أجرته العادية كأستاذ جامعي، وبقي يتصدق بالباقي طيلة عهدته وبعدها. حينما سمع صديقي هذه القصة ازداد تأثرا وفاض الدمع في عينيه قائلا: “سأحكي لك ما هو أغرب” قال لي: “اتفقنا ذات يوم في مكتبنا السري بأن نجعل لسي صالح مُرتّبا شهريا على أن يتوقف عن جر عربة الخضار والتنقل بين الأسواق فرفض ذلك، ولما اتُّخِذ القرار بإجماع تام ناقص صوت واحد هو صوته، قال لنا بأنه لا بد أن يستمر في بيع الخضار بطريقة ما لفترة أخرى رغم هذه الأجرة، حتى لا ينتبه البوليس السياسي بأنه قد أضحى يأخذ أجرا من جهة ما فيضايقه وربما يُكشف أمرُ الجميع فاقتنعنا بذلك، فإذا بنا نكتشف ذات يوم أن ثمة محتاجين آخرين لم يكن هو المكلف بهم تصلهم المساعدات عن طريقه، فلما دقّقنا في الأمر علمنا بأن الأجر الذي كان يأخذه لا يستعمل منه شيئا ويعطيه كله لغيره”!.

في سنة 2004 أُطلِق سراح بعض قيادات حركة “النهضة” فقرر سي صالح أن يسلم لأحدهم المشعل بمبادرة منه، وبعد انتخابات داخلية سرية حل محله حمادي الجبايلي -رئيس الحكومة الحالي- على رأس الحركة في داخل تونس، واستمر هو يناضل في القاعدة ويتردد على الأسواق يبيع الخضار للناس ويهب القدوة الصالحة للجميع. وفي يوم من أيام تونس الكالحة بالظلم والعابسة بالطغيان يكون فيها الطاغية قد شعر بشيء ما عن نضاله اعتدت عليه مجموعة من رجال الأمن بالضرب بحجة عمله غير المرخص له، ثم كبُرت القضية فحُكم عليه بست سنوات سجنا في المحكمة الابتدائية، وأثناء استئنافه للقضية وقبل النطق بالحكم النهائي تعرض شاب جامعي من سيدي بوزيد اسمه البوعزيزي لنفس الإهانة في قصة غريبة التشابه مع ما حدث لسي صالح فأحرق نفسه وأذن باندلاع الثورة التونسية و”بن علي هرب” وجرت الانتخابات ونجح المظلومون وصار المهجّرون والمضطهدون والمسجونون هم حكام تونس، وفُتحت دروبُ المجد وصُروحُ الحكم وبهارج السلطة والجاه لسي صالح ليختار منها ما يشاء وهو الأحق بها، لا يزاحمه على أبوابها أحد، ولا يُستغرب من اهتباله لها شيء، يكون فيها الوزير بلا غرابه أو النائب بكل جدارة…. ولكنه لم يفعل.

اختار صالح بن عبد الله بوغانمي التونسي أن يعود بكل طواعية للقضاء، وظيفته الأصلية فحسب. ربما يكون سي صالح قد فعل ذلك حبا لوظيفته، أو لتعفف في سجيته، أو ادخارا لأجره كله عند ربه، ولست أدري هل هو الذي حرم نفسه من منصب لم يأخذه أم المنصب الذي لم يأخذه هو المحروم، ولست أدري هل هو يدري بالبعد القيمي الذي أعطاه للعمل السياسي والشهادة التي أقامها على السياسيين من كل الآفاق، والآثار التربوية التي تركها صنيعُه في نفوس العاملين في الحقل الإسلامي في كل الأقطار… إنها الغاية التي كتبت من أجلها هذا المقال.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
36
  • khaled

    ou en est mon commentaire

  • khaled

    pourquoi vs n'avez pas publié mon commentaire d'hier

  • هدي اابوغانمى

    الحمد لله ربي اقوي من الناس الكل .انشاء الله ربي اطول في عمرك يا عم صالح

  • belkheir

    علينا أخذ العبرة والإقتداء بمثل هؤلاء

  • الأستاذ مراد العبيدي

    ذلك غيظ من فيض وأنا محاميه في المظملة التي تعرض لها في آخر عهد الطاغية، لم يحضر جلسة الاستئناف رغم أنه كان الأقوى كما لم يكن أبدا وكلفني بالمرافعة في غيابه شاء القاضي ذلك أم لم يشأ وقد حفظ التهمة في حق المظلوم لصفة القاضي ولم يكلف وجدانه أن يتحرر من قيوده حتى بعد فرار بن علي ويحقق في الموضوع ليعرف أن المشتكي ( الشرطة البلدية) هو من اعتدى ثم اشتكى ..و في تونس قصص أخرى يحكيها الرواة على مهل ولن يعرف أصحابها الأضواء في حكومات يُتسابق على كراسيها

  • -_-

    الجنة لا توضع في يد الفاسدين، و لم توضع في يد الرسول صلى الله عليه و سلم و هو خير البشر، الحمد لله ما تطلبه غير ممكن فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون أمثال من كانوا يبيعون صكوك الغفران و أراضي في الجنة

  • brahim bb

    مقال في القمة بأتم معنى الكلمة.. وأبعاده التربوية جلية واضحة، أنت مربي ناجح يادكتور.. أرجو ألا تعير اهتماما لبعص التعليقات السخيفة التي تعبر عن سخف أصحابها وظلامية نفوسهم. شكرا مرة أخى يا دكتور

  • محمد

    ن صور ما صرحت عيني فيها الا زادت ايمانا ويقينا بأن الله متم نوره برجال من امثال سي الصالح التقاة الورعين .... والذين ما برحوا يعلمون الخاصة والعامة من دروسهم العملية الاخلاقية الشيء الكثير .... بارك الله في سي صالح وأمثاله وبوركت استاذي مقري على مقالتك الطيبة

  • جابر طاهر

    حياك الله يا دكتور :نسأل الله أن يحفظه ويسدد خطاه ويقوي ظهره ويرزقه الثبات والإخلاص والرشاد وكثر الله من أمثاله في الأمة.

  • بدون اسم

    عتيق ـ (تونس)
    يا وليدي راك ما تعرفوش وانت راك غير دخل في روحك بلاك راك حاب تعلق واما هو راه عارف وزيد اساله يعطيك الجواب
    يا سي عاتيق الشيتة ما تنفعش

  • جايح

    الحقيقة الناصعة ان طبيبنا مقري عليه ان يداوي اولا رئيسه بوقرة اول من اقتنى الهامروالذي انفق في ليلة واحدة بمناسبة زفاف نجله في احد الفنادق التي يشرفون على وزارتها ميزانية قارونية وحضرها من ذوي الابهة والجاه واسالوا عن نجل بوقرة وعن حجم انفاقه اليومي وعندها يمكن ان تقص علينا مثل هذه القصص ولا نظلم الناس ولكن الخلائق التي تشاهد على زعيمك هي التي تحكم صحيح ان الحكاية مؤثرة ولكن اسقاطها لا يصح على الحمامصةاو بقية الاسلامويين الجزائريين الذين يرضعون من بزول النظام الذي يغدق عليهم بلاحساب

  • السوداني تاع غزة

    شكرا لك استاذ على مواضيعك القيمة و المدغدغة للمشاعر و الباعثة للهمم و المشحنة للقيم ( ان لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا و خافوا الفتنة) و جزاك الله كل خيرا و ثبت خطى كل الصالحين في هذه الامة

  • عتيق

    انت ايها المعتوه تريد ان تجعل من مقال الاستاذ الفاضل قضية شخصية لا لمناقشته ،، شاهد بنفسك اصحاب القلوب النقية والعقول النيرة كيف تناقش وتحلل المقال وتدعو لبطل القصة الحقيقي ان يرزقهم اخلاصه وان يجعله خادما للاسلام والامة ككل، لكن انت ترى من منظارك السلبي ويظهر من تعليقك انك حاقد حاسد ذو عقل جامد.. تحية الى الاستاذ عبد الرزاق مقري

  • مصطفى

    صدق القلب مع الله ..يفعل العجب..ثلة من الاولين وقليل من الاخرين...اللهم استخدمنا في طاعتك ولا تستبدلنا..

  • صامط هدرة

    اظن ان تقص هذه الحكاية على نفسك انت اولا وتقصها على بقية لحمامصة ثانيا لعل ذلك تتوبوا وترجعوا الى انفسكم اما بقية الشعب فاصبح فاهما متنورا ولا يحتاج الى مثل هذه القصص لان النموذج القدوة في اوساطكم مفقود ومعدوم وبالتالي فانه في النهاية فالتاثير ياتي بالقدوة الحسنة اما انتم ومن على شاكلتكم فقد انعم عليكم النظام والسلطة الفعلية بالغدق والبسكم باوشحة وانزلكم منزلة لايمكن ان تكون في تونس او غيرها وهذا مقابل الانبطاح عني ان قصة التونسي لايمكن اسقاطها عليكم ولكنها حجة عليكم فاتقوا الله في انفسكم

  • بن جود

    هذا هو السؤال الحقيقي الذي يجب أن يطرحه الجميع ... من المجرمين إلى الأحرار إلى المغفلين و السذج : من هم القتلة الجدد الذين يخوفوننا بهم؟ و الإجابة بالصراحة ستكون الحل لأزمة العقول الحائرة والنفوس الخائفة... و ستطيش بعدها نظرية مؤامرة الربيع العربي و الفتنة .. و نظرية "احنا مختلفين عن الدول العربية" و مقولة "اخطونا يا عرب" و غيرها من المقولات البالية ... و بعدها سيكون رضوخ الجميع لحتمية التغيير ... و تبديل المسار الذي تسوقنا فيه مجموعة من الغربان و التيوس الزهايمريين إلى الوادي الذي ليس له قرار.

  • ^_^

    انا لو منحني النظام بطاقة لدخول الجنة ساسانده وادعمه بكل قوتي وبكل جهدي لان الغرض الحقيقي من العيش في هذه الدنيا البائسة هو دخول الجنة ولا شيئ غيرها ومن يرفض مثل هكذا عرض لا يمكن ان نصفه الى بالجنون

  • ^_^

    انا لو منحني النظام بطاقة لدخول الجنة لساندته ^_^ ومن يرفض مساندته لا يمكنني الا ان اقول انه فقد عقله او انه مجنون لان الغرض من العيش في هذه الدنيا البائسة دخول الجنة ولا شيئ غيرها

    ملاحظة اخرى اخي : خطا املائي بسيط انرجوا منك ان تتنبه له
    حضنة وليست حظنة

  • HOCINE

    انت و الله يا دكتور من الرجال و النمادج القليلة التي تعتبر قدوة كدلك و لا نزكي على الله احدا

  • بدون اسم

    الاولى لك ان تعتبر انت قبل غيرك وان تبحث في سجل العاملين في الحقل الاسلامي في بلدك بل في دوارك الحظنة
    واذكرك بمن هم في اهلك وعائلتك من قالوا
    والله لو منحنا هذا النظام بطاقة لدخول الجنة ما ساندناه ولا اثنانا ذالك
    واذكرك كذلك باحد القضاة الموجود حاليا بغرداية والذي تخرج من ببغداد في 1956 وكان زميله في القسم صدام حسين وهو يصارع الموت ولم يجد ما يسد به رمقه الا بيع نسخ من بعض الصور القديمة له مع بعض الشخصيات السياسية والاجتماعية والعلمية العالمية

  • HOCINE

    إن صناع النصر إنما يصنعونه بالقدوة، والتنازل، والإيثار..وهي قيم يصنعها الزهد في الغنائم (وهي حقهم)، ولكنهم يتنازلون عن هذا "الحق" طواعية منهم ليصنعوا للناس قدوة سامقة إفتقدناها في زمن التكالب على لعاعة الدنيا، فإذا غابوا عنا (لا سأما منهم للكفاح ولا إلقاء عن الكاهل السلاح) وإنما لأنهم يعرفون سفاهة الغائبين عن الفزع..وتفاهة الحاضرين يوم الطمع فيربؤون بأنفسهم عن الزحام على باب "فخفخة" زائلة خسف الله بسببها بقارون وبداره الأرض؟؟ MERCI ENCORE DOCTEUR

  • HOCINE

    هؤلاء الذين تحتاج إلى أمثالهم الدعوة عندما تواجه المؤسسات واقعا مفصليا في مساراتها التاريخية، صفات هؤلاء الرجال أنهم لا يزاحمون الناس على الصفوف الأمامية، ولا يحضرون "القسمة" إذا فتحت الدنيا زهرتها، بل تجدهم ينسحبون من الزحام بمجرد إعلان الفوز، لأنهم يعرفون حقيقة كثيرا ما ينساها تاريخ البشرية، خلاصتها كلمتان :
    - النصر له آباء كثيرون. بل كل الناس آباؤه (وأكثرهم الإنتهازيون) الذين يجتمعون عند الطمع ويختفون يوم الفزع
    - أما الهزيمة فيتيمة. (لا يتبناها إلاّ من يدرك أنها درس مرّ لن لنصر قادم).

  • HOCINE

    هناك رجال – في هذه الدنيا- يعدُّ غيابهم أو تخلفهم عن الميدان نكسة للمشروع، لأنهم قدوة تحريك تشبه "الدينامو"..فقد سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ربه جل جلاله أن يعزّ الإسلام بأحد العمرين، فلما أسلم عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) سمي "الفاروق" لأن الله فرق بانضمامه للجماعة بين حق الإسلام وباطل الشرك، وقد بكى الفاروق خالد بن الوليد يوم وفاته – وهو الذي لم يبك في حياته قط- وقال قولته الشهيرة "عقمت أرحام النساء أن يلدن مثل خالد" BARAK ALLAHOU FIKA DOCTEUR

  • HOCINE

    - رجل رسالي : حاضر دائما في ساعات الفزع وغائب دائما في لحظات الطمع.
    - ورجل إنتهازي : كثير الحضور عند الطمع..لا أثر له عند الفزع.
    - ورجل تاجر : يحضر في الفزع ويزاحم بشدة على الصف الأول عند الطمع.
    - ورجل ميت : لا وجود له في العير ولا في النفير، لا يحركه فزع ولا يجذبه طمع، فهو غائب غيابا كاملاً، وكأنه من أصحاب القبور.

  • Salmina Mel

    ماشااااء الله .. تدمع اعيننا عند سماع مثل هته القصص // ومثيلاتها الكثير بورك في طرحكمـ دكتور
    احببت ان اطمئنكم ان مثل سي صالح كثيرون وفي كل مكان ،، فمازال في أمة محمد الخير ومازال في هته الدنيا الخير .. جزاكم الله كل خير على هذا المقال الرائع

  • الداموح

    والله لا يمكن ان تقرا هذا المقال ولا تقول شيء ولو في نفسك. اما انا فاقول الاتي : " الله اعلم حيث يجعل رسالاته" .اية قرانية. في اليوم الذي يكون عندنا هذا الصنف من الناس وبالكم غير القليل عند ذلك يمكن ان نطمح في النصر. لان الله لا يمكن لمن يلهثون وراء الدنيا.

  • الداموح

    والله لا يمكن ان تقرا هذا المقال ولا تقول شيء ولو في نفسك. اما انا فاقول الاتي : " الله اعلم حيث يجعل رسالاته" .اية قرانية. في اليوم الذي يكون عندنا هذا الصنف من الناس وبالكم غير القليل عند ذلك يمكن ان نطمح في النصر. لان الله لا يمكن لمن يلهثون وراء الدنيا.

  • houhou derbale

    قصص من الرعيل الأول لا زالت الأمة بخير

  • يا ورقق

    baraka laho fika ya Dr
    c vrai ta7ya 3ami sale7

  • بلال

    بعض الاحيان تاخذنا الدنيا وتبعدنا كثيرا
    ولكن امثال هذه الوقائع ....تردنا الى الجاده ولو بعد حين
    اللهم ارزقنا اخلاص هذا الرجل

  • حبيب النحناح

    أدمعت عيني يا دكتور ، حين قرأتك علمت أن الخير لا زال موجودا في الأمة وفي حملة المشروع الإسلامي.. ولعلك تقصد بعضو مجلس الأمة الأستاذ المربي الشيخ محمد مخلوفي الذي لم يرض أخذ دينار واحد من راتبه كنائب في مجلس الأمة.. تقبل الله منه ومن كل الصادقين..

  • بدون اسم

    قصص معبرة ما أحوجنا الى مثل هذا الرجل. أتعجب من تعجبك في الاخير ان هذا الرجل قد زهد عن منصب الوزير والنائب وتفضيله للقضاء، اما أنا فاعتقد ان هذا هو عين المنطق ولب الذكاء من اجل المصلحة العامة. لو كل ذو خبرة وكل ذو كفاءة يعمل ويبدع في اختصاصه عوض التكالب على المناصب الوزارية والنيابية والإدارية لصفحة البلاد وتطورت بالرجل المناسب في المكان المناسب، فليس كل دكتور مؤهل للوزارة وليس كل استاذ مؤهل للنيابة وليس كل امام مؤهل للادارة٠
    اما الدرس الثاني هو نظال وتظحية ونقص في الرزق والسجن هذا الرجل

  • حمزة

    الاختلاف أمر طبيعي وعادي . نظرة حزب ما إلى أنّ سبيل الحزب الحاكم إلى تحقيق التقدم ليس هو الأمثل للوصول إلى الازدهار بل طريقه هو ، الذي تتجسد به الرفاهية ، أمر مقبول جدا . ما هو غريب فعلا ، أن يتحول إلى منفذ ومطبق لبرنامج غيره الذي ينتقده ويرى عدم نجاعته في تحقيق الرقي.

  • محمد

    جزاك الله كل خير وتلك الايام نداولها بين الناس

  • محمد

    و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير املا بارك الله فيك يا شيخنا

  • سليم أبو أحمد

    وأزيدك من الشعر بيتا سيدي فمنذ أيام ارتفعت حمى الترشح للتّشريعيات وبلغ ثمن رأس القائمة حسبما بلغني ثلاثة ملايير وفتحت حركتنا باب التّرشح واقتنع الإخوة بالإجماع في منطقتنا بأحقيّة وأفضليّة أحد الإخوة وتمنى الكثير ممن يكثرون عند الطمع ويقلّون عند الفزع لو كانوا هو لكن المفاجأة كانت أن هذا الأخ رفض رفضا قاطعا التّرشح رغم الإلحاح ورغم ضمان فوزه لقبوله عند جماهير الشعب .لقد كان نعم المثال وخير قدوة في الزهد بمنصب تدفع من أجله الملايير وتتهاوش عليه الجماهير وتكثر فيه الكولسة والتدبير