-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صحيح‭ ‬ولكن‭!‬

حفيظ دراجي
  • 5025
  • 2
صحيح‭ ‬ولكن‭!‬

بعد الذي سمعناه وقرأناه من ردود فعل قاسية ومتشائمة لشدة التأثر بتعثر المنتخب الجزائري أمام تنزانيا وخسارته مع جمهورية إفريقيا الوسطى، والشكوك التي صارت تحوم حول المنتخب ومستقبله، وتشاؤم الكثيرين بعودة الخضر إلى مستواهم.. حان الوقت لكي نعود مجددا إلى جادة الصواب،‭ ‬ونضع‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬نصابها‭ ‬وإطارها،‭ ‬ونفكر‭ ‬في‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬والذي‭ ‬نتوقعه،‭ ‬ونفكر‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬فعله‭ ‬وتصحيحه‭ ‬بكل‭ ‬شجاعة‭ ‬ودون‭ ‬مزايدة‭ ‬على‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭..‬بعد الذي سمعناه وقرأناه من ردود فعل قاسية ومتشائمة لشدة التأثر بتعثر المنتخب الجزائري أمام تنزانيا وخسارته مع جمهورية إفريقيا الوسطى، والشكوك التي صارت تحوم حول المنتخب ومستقبله، وتشاؤم الكثيرين بعودة الخضر إلى مستواهم.. حان الوقت لكي نعود مجددا إلى جادة الصواب،‭ ‬ونضع‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬نصابها‭ ‬وإطارها،‭ ‬ونفكر‭ ‬في‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬والذي‭ ‬نتوقعه،‭ ‬ونفكر‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬فعله‭ ‬وتصحيحه‭ ‬بكل‭ ‬شجاعة‭ ‬ودون‭ ‬مزايدة‭ ‬على‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭..‬

  • لأن الأمر يتعلق بسمعة يجب الحفاظ عليها من طرف منتخب تأهل إلى المونديال ولكنه لم يعد يلعب جيدا، ولم يفز منذ مدة، ومهاجموه لا يقدرون على تسجيل الأهداف.. والأمر أيضا يتعلق بمعنويات الجماهير التي تأثرت ولم تعد قلوبها تخفق لفوز أو خسارة المنتخب، وهو الأمر الأخطر‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬حققناها‭ ‬بفضل‭ ‬المنتخب‭ ‬ولسنا‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للتفريط‭ ‬فيها‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الخطوات‭ ‬العملاقة‭ ‬التي‭ ‬قطعناها‭.‬
  • الاستنتاجات والانتقادات تحمل الكثير من الحقيقة المرة التي يقف عندها العام والخاص، والصغير والكبير، ولا يختلف بشأنها أي عاقل، ولكنها ليست جديدة، وليست عسيرة على أبنائنا، ولا ينبغي أن تكون سببا لتحطيم معنوياتنا والتشكيك في قدراتنا، لأن هناك من هم أسوأ منا في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬وفي‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬المقبل‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬حالنا‭ ‬أسوأ‭ ‬مما‭ ‬نحن‭ ‬عليه‭ ‬اليوم،‭ ‬ومباراة‭ ‬جمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬لن‭ ‬تتكرر‭..‬
  • – صحيح أن الأداء أمام إفريقيا الوسطى كان هزيلا ورديئا جدا ولا يحتاج الأمر إلى اجتهاد وتحليل، ولكن ليس إلى درجة التشكيك في نزاهة اللاعبين والقول بأنهم رفعوا أرجلهم ولا يريدون عبد الحق بن شيخة مدربا، وليس إلى درجة إشاعة اليأس في نفوس الجماهير واللاعبين ومحو كل‭ ‬الأشياء‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬حققناها‭.‬
  • – صحيح أن ظروف المباراة المناخية والأمنية لم يتعود عليها اللاعبون وبعضهم يكتشفها لأول مرة، ولكنها ليست كافية لتبرير أداء بهذا الشكل الغريب، والجزائر تقع في إفريقيا ومدعوة للمرور إلى نهائيات كأسي العالم وإفريقيا عبر بوابتها، ومبارياتنا التصفوية سنلعبها في نفس‭ ‬الظروف‭.‬
  • – صحيح أن المنتخب لعب دون خمسة لاعبين أساسيين كانوا مصابين، ولكن هل تساءلنا عن نوعية الإصابات وأسبابها؟ ولماذا في بداية الموسم؟ ولماذا لا نملك البدلاء لهؤلاء؟ هل في الأمر إن وأخواتها، واللاعبون مطالبون بالمزيد من الانضباط في حياتهم اليومية وفي نواديهم وعندما‭ ‬يلتحقون‭ ‬بالمنتخب،‭ ‬ومطالبون‭ ‬بالعمل‭ ‬المستمر‭ ‬والتركيز‭ ‬اللازم‭ ‬في‭ ‬أدائهم‭ ‬مثلما‭ ‬يفعلون‭ ‬مع‭ ‬نواديهم‭.‬
  • – صحيح أننا لم نلحظ تغيرا كبيرا بين سعدان وبن شيخة، ولكن المشكل أكبر من الرجلين وأكبر من مورينهو وكابيلو، والمشكلة ليست في المدرب المحلي أو الأجنبي، ولا في كيفية التعامل مع اللاعبين، ولكنها مشكلة ذهنية ونفسية، والمنتخب يمر بفترة صعبة، وهو بحاجة إلى إعادة شحن‭ ‬معنوي،‭ ‬وربما‭ ‬إلى‭ ‬طبيب‭ ‬نفساني‭ ‬يرافقهم‭ ‬ويفك‭ ‬عقدهم،‭ ‬وهو‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬كاف‭ ‬لتجاوز‭ ‬المشاكل‭ ‬الذهنية‭ ‬والنفسية‭ ‬والفنية‭.‬
  • – صحيح أن الخسارة كانت مرة في بانغي، ولكنها صفعة قوية للاعبين الذين تعرفوا على ردود فعل جماهيرهم عندما تغضب، وتعلموا أن مفتاح النجاح هو التواضع والعمل والصمت عند الضرورة، وليس الغرور والاعتقاد بأننا وصلنا عندما تأهلنا إلى المونديال.
  • – صحيح أن بن شيخة عمره أيام على رأس المنتخب ويحتاج إلى وقت كاف، ولكن يجب عليه أن يتحلى بالشجاعة، فلا ييأس بعد الخسارة ولا يبكي، وأن يكون مصدر ثقة لأشباله وجماهير الكرة في الجزائر، وبإمكانه ذلك.
  • – صحيح أننا مازلنا نعتمد على لاعبين لا يلعبون في نواديهم وآخرين لا يسجلون منذ مدة، وبطولتنا لم تعد تنجب اللاعبين، ومع ذلك لا ينبغي أن نغفل عن العمل مع منتخبات الشبان والآمال والرديف بمدربين أكفاء لتحضير الخلف، لأننا لن نجد بعد أربع سنوات لاعبين آخرين محترفين‭ ‬يلعبون‭ ‬في‭ ‬المنتخب،‭ ‬ولأن‭ ‬اللاعب‭ ‬المحلي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حاضرا‭ ‬في‭ ‬المنتخب‭ ‬الأول‭ ‬ليحفز‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والعطاء‭.‬
  • – صحيح أن منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى لا يتوفر على إمكاناتنا المادية والبشرية، ولكن الكرة في إفريقيا تغيرت وتطورت، وليس فيها صغير وكبير، وضعيف وقوي، وهاو ومحترف.. فالنيجر فازت على مصر، وغانا تعادلت مع السودان، وبوتسوانا سبق لها أن فازت على تونس وفي تونس.
  • – صحيح أن بعض الفنيين كانوا على حق عندما تحدثوا عن الأداء والمعنويات والجوانب الفنية والتكتيكية، ولكننا بحاجة أيضا إلى هوية لعب خاصة بنا، ولاعبونا بحاجة إلى إعداد نفسي ومعنوي، وبحاجة إلى الوقوف معهم في هذه الظروف، وهؤلاء الفنيين بحاجة إلى العمل أيضا من أجل‭ ‬تكوين‭ ‬اللاعبين‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬وتأهيلهم‭ ‬للعب‭ ‬في‭ ‬المنتخب‭.‬
  • – صحيح أن التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة صار صعبا بعد الخسارة في بانغي، ولكنه غير مستحيل على أبنائنا الذين كانوا دائما في الموعد في الظروف الصعبة، ورفعوا تحديات أكبر من تلك التي تنتظرهم، ويدركون أن إقصاءهم لن يخدمهم وقد يكون بمثابة نهاية لمشوارهم‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭.‬
  • – صحيح أننا تأهلنا إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا السابقة ولعبنا المونديال، ولكننا نملك منتخبا متوسطا ولاعبين محدودين، ولا نملك مدافعا أيمن منذ سنين، ولا نملك بديلا عن بلحاج ولا قائدا ومحركا فعليا، وغزال وجبور لا يسجلان منذ مدة، وإذا غاب لاعب واحد عن التشكيلة‭ ‬الأساسية‭ ‬تتغير‭ ‬خطة‭ ‬اللعب‭ ‬وتختلط‭ ‬علينا‭ ‬الأمور،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تألقنا‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬جاء‭ ‬سابق‭ ‬لأوانه‭ ‬وتحقق‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينضج‭ ‬المنتخب،‭ ‬وكلها‭ ‬معطيات‭ ‬نعرفها‭ ‬ويجب‭ ‬تصحيحها‭.‬
  • – صحيح أن عادة الجماهير أن تفرح بشدة وتغضب بسرعة، ولكن الاعتدال وعدم التفريط أو الإفراط هو المطلوب حاليا من جماهيرنا التي تفهم الكرة وتدرك جيدا أين كنا وكيف أصبحنا، وتعلم أيضا أن المكاسب التي حققناها لاتزال هشة وتحتاج إلى النفس الطويل.
  • – صحيح أن الصحافة من حقها أن تكتب وتتكلم وتنتقد وتبيع أيضا، ولكن من واجبها أيضا الحفاظ على معنويات العباد، والابتعاد عن التشاؤم وزرع الفتن والشكوك، والابتعاد أيضا عن التفاؤل المفرط، خاصة أنها تتحمل جزءا من المسؤولية عندما أعطت هؤلاء اللاعبين أكثر مما يستحقون‭ ‬وجعلت‭ ‬منهم‭ ‬نجوما‭ ‬قبل‭ ‬الأوان،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬تحط‭ ‬من‭ ‬شأنهم‭ ‬اليوم‭ ‬وتنتقد‭ ‬جمال‭ ‬عبدون‭ ‬الذي‭ ‬طالبت‭ ‬بإقحامه‭ ‬أساسيا‭ ‬منذ‭ ‬مدة،‭ ‬مثلما‭ ‬انتقدت‭ ‬زياية‭ ‬بعد‭ ‬مباراة‭ ‬تنزانيا‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬طالبت‭ ‬باستدعائه‭ ‬منذ‭ ‬زمان‭.‬
  • – صحيح أن الكثير من الجزائريين كانوا على صواب في تحاليلهم وتعاليقهم واستنتاجاتهم، والمنتخب في أسوإ أحواله وقد نغيب عن كأس أمم إفريقيا المقبلة، ولكننا سنظل نحب وطننا ومنتخبنا ولن نستسلم، وسنواصل مشوار التصفيات بكل الثقة في أنفسنا وأبنائنا ومدربنا، لأنها فترة فراغ لا بد منها، ولاعبونا بحاجة إلى إعادة شحن وتحفيز، خاصة أنهم وصلوا في ظرف قصير إلى العالمية وحققوا الشهرة وربحوا المال الوفير ويلعبون في أحسن النوادي بفضل المنتخب، ولم يعد لهم في الوقت الراهن تحديات جديدة يرفعونها، والكل يعرف هذا.
  • ولكن.. عندما نشخص الداء بشجاعة وهدوء، سنجد الدواء ونجد الحلول لهوية اللعب التي نبحث عنها، وللعقم الهجومي الذي نعاني منه، وسنجد الفوز الأول الذي نجري وراءه منذ عشرة أشهر، وسنتأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2012، وكأس العالم 2014، بالفعل والحقيقة.. لا بالكلام والأوهام‭. ‬
  • derradjih@gmail‭.‬com‭ ‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • اسيا دراجي

    I LOVE YOU HAFID

  • bell

    كلام جميل وكلنا لنا هذه الافكار ونشاهد يوميا المعاناة وسوء الاحوال ولكننا متمسكين بهذا الوطن ولن نغادره ان شاء الله ولكن نعاتب عليك رحيلك عن الجزائر والاستسلام لهؤلاء الذين يمقتون التفوق والنجاح الذي حققته.نحن رغم بعدك عن الشاشة الصغيرة الا اننا نتابع تعليقك وكأنك في الجزائر بالتوفيق