-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يعيشون ويلات القصف والرعب وفقدان الأهل

صدمات نفسية تواجه أطفال غزة والجزائر مستعدة للتكفل

كريمة خلاص
  • 2471
  • 0
صدمات نفسية تواجه أطفال غزة والجزائر مستعدة للتكفل
ح.م

يتعرضون للقصف الإسرائيلي يوميا تدمّر منازلهم ويموت آباؤهم وإخوتهم تمزق كتبهم وتتلف لعبهم.. ينتظرون الموت ويترقبونه ويدوّنون وصاياهم البسيطة.. إنهم أطفال غزة الصامدون في وجه القصف الجوي ليل نهار.. أطفال يعيشون الموت كل دقيقة ويتعرضون لاستهداف صهيوني غير مسبوق جعلهم يتصدرون قائمة ضحايا العدوان ردّا على عملية “طوفان الأقصى”.
رغم كل الصدمة والبشاعة التي تلحق بهم يقدم أطفال غزّة للعالم صورا للبطولات “الخارقة” ويتمسكون بمواصلة رسالة الشهداء أمام صمت رهيب للعالم أجمع الذي يتغنى بحقوق الأطفال، لاسيما العالم الغربي والمتقدم الذي يحاول “النبش” في ما يسميه انتهاكات حقوق الأطفال في دولهم التي قد تغفل عن بعض جوانب رفاهية العيش، بينما تغض الطرف وتتجاهل الوحشية والهمجية التي يتعرض لها الأطفال في غزة.. أطفال يحرمون حق الحياة ويخشون حلول الليل لما يطالهم من قصف.
استهداف الأطفال في فلسطين وفي غزة تحديدا ليس أمرا بريئا ولا عشوائيا، إنّه أمر مخطط ومدبر للقضاء على مستقبل المقاومة وعلى وجود غزة وترهيب وترويع الأطفال للكفر بالمقاومة، وتؤكد الأرقام الرسمية الصادرة عن الطرف الفلسطيني أنّ 40 بالمائة من ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هم من الأطفال بعدد يفوق 1700 وفاة وتواجد نحو 700 طفل آخرين تحت الردوم والركام.
ودعت حركة حماس لجعل يوم الأحد 22 أكتوبر يوما عالميا للتضامن أطفال غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أزيد من 15 يوما.

شبكة “ندى” الجزائرية ضمن شبكات دولية وإقليمية لدعم أطفال فلسطين
وأكد في هذا السياق، عبد الرحمان عرعار، رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل “ندى”، في تصريح للشروق، أنّ الشبكة كغيرها من الجزائريين والأحرار في العالم تتابع باهتمام وترقب كبيرين للأوضاع في غزة وفلسطين من اعتداء وحصار على إخواننا وبالدرجة الأولى الضحايا الأطفال من الشهداء والجرحى الذين يشكلون 40 بالمائة تقريبا من مجمل الضحايا.
وأمام هذا الاعتداء البربري والهمجي الذي لا يستند لا للأخلاق ولا للإنسانية ولا لقانون دولي ولا أي شريعة من الشرائع الكونية، يقول عرعار، كل الأوراق لعبت على المستوى الدولي خاصة من طرف المجموعة الدولية وتأكد الجميع من عدم وجود عدل بين أطفال العالم من منطقة لأخرى وأنّ هنالك تمييز وعنصرية فأغلب المنظمات الدولية منحازة للاحتلال في قراراتها وعملها، مقابل منظمات إقليمية ودولية قليلة في المنطقة العربية والإفريقية وأوروبا تتعاون معهم شبكة ندى الجزائرية حتى هذه اللحظات في إطار تنسيق وعمل مشترك من أجل تقديم المساعدة، مؤكدا استنكار وتنديد هذه الهيئات لكن القرار ليس في أيديها لأنّ جهات مؤثرة هي من تتحكم في القرارات وتتحكم فيها لوبيات صهيونية بما فيها المنظمات الأممية التي تنتمي للمجتمع الدولي الأممي.
وأضاف عرعار: “نحن كشبكة تتكون من 150 جمعية لا نستسلم أمام هذا الواقع ونعمل مع العديد من الشبكات العربية والعالمية للدفاع عن حقوق الطفل ومنها الشبكة العربية لحقوق الطفل “منارة” التي تضم 35 جمعية عربية ومنظمة أفلاطون الدولية التي تضم 120 بلد وإيكيتاس منظمة دولية عالمية من أجل تدارس كيفيات تقديم دعم مادي إذا سمحت الفرصة للدخول إلى فلسطين مع توفير تكفل نفسي للأطفال، وأطلقت في هذا الشأن حملات تعبئة وجمع التبرعات على المستوى الدولي لأن الخسائر كبيرة والاحتياج أكبر وستمتد إلى شهور وسنوات لأن الوضع كارثي..

انهيار نفسي كلي لأطفال غزة
وعلى مستوى نفسية الأطفال وشخصيتهم، وصف رئيس شبكة “ندى” الأمور بالكارثية بالنسبة للأطفال.. انهيار كلي.. صدمات نفسية، غير أنّ العزاء الوحيد في كل هذا هو أن الفلسطينيين غرسوا في أطفالهم قناعات وطنية ودينية وأنّهم شهداء أصحاب حق ومؤمنون بقضيتهم ما يخفف عليهم من الناحية النفسية والروحية.
وأشار عرعار في ذات السياق إلى أن “الصور الوحشية لجرائم الاحتلال الاسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي تقدم رسائل سيئة للأجيال وتغرس فيهم الكره ولا يمكن نسيانها أبدا”.
ويؤكد عرعار أنّ “العمل يتجاوز التكفل النفسي ويتعلق بإعادة بناء شخصية هؤلاء الأطفال من جديد وهذا أمر ليس سهلا يتطلب تضافر الجهود ويتم التنسيق مع جمعيات في غزة وفي فلسطين عن كيفية إخراج بعض الأطفال المجروحين والمصدومين وتوفير إقامة لهم في الجزائر إلى حين التعافي وفق الشروط المتفق عليها وما تفرزه الحرب الآن فنحن لا نعلم ما ستجلبه الأيام المقبلة.”

لوبيات صهيونية تتحكم في قرارات المنظمات الدولية لحماية أطفال غزة
وأشار عرعار إلى أنّ التحقيق الدولي في الجرائم الصهيونية لم يعد له معنى فالجهات التي تقوم به اليوم منحازة للطرف الإسرائيلي واللوبيات هي من تتحكم فيها رغم أننا لا نشك في نيتها ومصداقيتها فهي مقيدة في اتخاذ القرار ولنا في التحقيقات السابقة دروس وعبر فنحن نعلم جيدا أنّ أثرها لن يكون موجودا.
وكشف المتحدث عن عمل تضامني بين أطفال فلسطين وأطفال الجزائر وكذا أطفال المنطقة العربية.. خاصة مع اقتراب 20 نوفمبر تاريخ توقيع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
ويرى عرعار عبد الرحمان بأنّ تجاوز الأطفال الجزائريين للصدمة والمحتويات الوحشية التي يصادفونها في مواقع التواصل الاجتماعي يتطلب عملا متضافرا إعلاميا ونفسيا للتعافي من صدماتهم، موضحا أنّ الأطفال مقتنعين بالفطرة ومستنكرين لما يحدث في فلسطين..

استهداف الأطفال سياسة مبطنة لقطع امتداد أجيال المقاومة
بدوره، اعتبر البروفيسور خياطي مصطفى، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام” استهداف الأطفال في الحرب على غزة بهذا الشكل غير المسبوق أمرا مخططا وممنهجا، خاصة أنّ التركيبة السكانية في غزّة تقارب 2.4 مليون نسمة منها مليون طفل يتعرضون لأبشع عمليات القهر والعنف مع تهاطل القنابل التي بلغت 6 آلاف قنبلة على غزة والنتائج الوخيمة التي أدّت إلى استشهاد 1700 طفل وتواجد 700 آخرين تحت الأنقاض.
وأكّد خيّاطي أنّ ما يتعرض له أطفال غزّة لا مثيل له منذ الحرب العالمية الثانية وهذه سياسة مبطنة لإسرائيل تهدف من خلالها لضرب ضرب الوساطة وقطع امتداد وتجديد الأجيال في فلسطين.
وتأسّف خياطي لموقف اليونيسيف باعتبارها الراعية لاتفاقية حقوق الطفل في مختلف دول العالم، غير أن نداءاتها كانت محصورة في توفير الأكل والشرب وإعانة الأطفال، في حين كان من المفروض عليها التنديد بما يتعرض له الأطفال الأبرياء في فلسطين وغزة وأن تطالب الأمم المتحدة أن تعمل ما في وسعها لإيقاف همجية آلة الدمار الإسرائيلية وفتح ممرات آمنة وإنسانية لتوصيل الدعم الأساسي للفلسطينيين وهو ما يطرح تساؤلات عديدة بخصوص الدول التي كانت وراء إنشاء القانون الدولي الإنساني وهي التي تقف في مجلس الأمن ضد قرار يسمح بتوقيف الغارات الجوية على غزة.
وكشف خياطي عن تأسيس تنسيقية للمجتمع المدني الجزائري تضم 20 جمعية وطنية لأجل فلسطين تتواصل مع منظمات دولية وجمعيات محلية لتوصيل المساعدات إلى الشعب الفلسطيني.

شظايا قنابل محرّمة دوليا تسبّب بترا لأرجل الأطفال
ودعا خياطي إلى دعم غزة بأطقم طبية تتكون من جراحين ورجال إسعاف ومختصين في العلاج المكثف ونصب مستشفيات ميدانية مع كل العتاد اللازم لان الأطقم الطبية في غزة بلغت مرحلة الإنهاك والانهيار وقد تم استنزاف جميع الأدوية والمستلزمات الطبية، لاسيما الخيط الجراحي والبنج أساسيات العلاج.
بالإضافة إلى توفير مختصين نفسانيين للتكفل بالصدمات النفسية التي مست الأطفال الذين يمثلون عددا كبيرا، خاصة مع استعمال قنابل جديدة تطلق شظايا تتسبب في انسداد شرايين الأطراف السفلية، وبالتالي، فإن الضحايا يتعرضون لبتر الأطراف السلفلية “الأرجل”، وقد تم بتر عشرات الأرجل لأطفال أصيبوا بشظايا تلك القنابل، وهذا سلاح جديد يمكن أن يرقى، حسب خياطي، إلى “النابال” أو القنابل الفسفورية المحرمة دوليا، فحتى الأطفال الناجون من الموت سيكونون معاقين وغير قادرين على الحركة.
وندّد خياطي بالصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات وسياسة الكيل بمكيالين مع بقية أطفال العالم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!