صديقتي.. كيف أسترجعها؟

السلام عليكم سيدتي

أنا فتاة في السادسة عشر من العمر، من السودان، أعجبت كثيراً بردودك وتفاعل القراء معها، فقررت أن أراسلكم وأتمنى ألا تتجاهلي رسالتي.

كانت لي صديقة مقربة من أقاربي، كانت علاقتنا قوية جداً، فقد كانت تحكي لي كل أسرارها، وأنا كذلك لا أخفي عنها سراً، وعندما كنت مخطوبة وفسخت خطبتي، أخبرتها بسر فك الخطبة رغم أن أبي حذرني من فضح الشاب.

ذات يوم أخبرتني صديقتي أنها على علاقة بشاب معها بالجامعة، وأنها تخشى ألا يوافق والدها – عمي – على زواجها منه، ووعدتها أن أساعدها بكل ما أملك للتزوج ممن تحب.

بعد هذا الحوار بفترة، علمت من أمي أن أحد أقاربنا سوف يتقدم لخطبتها، وكنت أعرف أن أخلاقه ليست جيدة، وأنه كان يحاول إقامة علاقة مع الخادمة التي تقطن في منزلهم، فذهبت لصديقتي وأخبرتها سريعاً ووعدتني بكتم هذا السر، وطلبت منها أن تعلن عن علاقتها بزميل الجامعة حتى لا تتم هذه الخطبة.

لكنني فوجئت بعد أسبوع بإعلان خطبتهما! وعندما ذهبت لأبارك لها تعاملت معي بسخف وجفاء، بل إن والدتها رفضت استقبال أمي، وأخبرتها بأنني تحدثت بالسوء عن خطيب ابنتها، صعقت وبكيت لأنها خانت الصداقة، وقد فعلت كل هذا لأجلها، حتى لا تتم خطبتها لمن لا تحب، والآن أصبح الظاهر أنني أنا السيئة الغيورة حتى في نظر أمي!

كما أخشى أن تفضح سر خطيبي السابق، بما أنها لم تحتفظ بالأسرار.. ماذا أفعل؟ وكيف أسترجع علاقتي بها فقد أصبحت في هم كبير.

سارة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

السلام عليكم يا سارة.

أهلاً وسهلاً بك على صفحات جواهر الشروق، جواهر الشروق يا سارة موقع جزائري موجه للعالم العربي كله، هو موقع يلم شمل الأسر العربية بمختلف جنسياتها، فلا نتجاهل مشكلة ترد إلينا مهما كانت صغيرة، فرسالتنا مساعدة الناس لكي يساعدوا أنفسهم، والله أسأل أن يشرح صدرك وأن يزيل عنك الهم.

هوني على نفسك يا سارة، فالأمر بسيط إن شاء الله تعالى، لكن الأهم أن تتعلمي مما حدث.

 تناقل أخبار الناس ومشاكلهم وأسرارهم هو تصرف سيء جداً وحرام شرعاً، وقد نهانا رسولنا الكريم عن ذلك عندما قال: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه“.

كما أن كثرة الثرثرة تولد الذنوب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” قال صلى الله عليه وسلم: « إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق “وقد قال عز وجل: ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى ﴾ [المجادلة: 9].

والنميمة يا أخيتي هي تناقل الحديث بين الناس، على وجه يسبب الفساد بينهم، فإذا نقل كلاماً لا يحب متكلمه أن يُنقَل إلى الآخر، أو يكره السامع أن يَسمعه فذلك من النميمة، وهي من أسباب إيغار الصدور وإثارة الحقد والخصومات والقطيعة بين المسلمين، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منها أشد الحذر فقال: ” لا يدخل الجنة نمام “!!

استغفري الله أخيتي على ما بدر منكِ، وحاولي أن تحسني التصرف مع كل من تسببت في وقوع المشكلات معهم، عسى أن تتحسن أوضاعهم، قدمي لهم بعض الهدايا من الوقت للآخر، وانتبهي من الاختلاط مع الرجال الأجانب من أقاربك فهذا يولد مشكلات أكبر مما تحدثتي عنها.

وقد كان من باب أولى أن تنهي صديقتك عن علاقتها بشاب في الجامعة خارج إطار الحلال، فالحب الأخوي الصادق بينكما كان ليأمرك أن تنهيها عن المنكر!

وانفضي عنك الفراغ الطويل يا سارة، واشغلي وقتك بما يفيدك ويفيد من حولك، ولن تجدي وقتاً للثرثرة والمشاكل، فالنفس إن لم تشغليها بالحق، شغلتك هي بالباطل! فاحذري.

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق وتابعيني بأخبارك

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com