-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صلاة الغائب على روح جو بايدن

صلاة الغائب على روح جو بايدن

بث جو بايدين في منتصف السنة الأولى لإدارته البيت الأبيض الفوضى في أفغانستان، وعجز عن اعتماد انسحاب منظم لجيوش أمريكا الغازية ومعاونيها من الأفغان، وأضحى هو المسؤول عن مشهد همجي أذهل البشرية، فماذا سيكون شكل العالم بعد ثلاث سنوات ونصف تقريبا في ظل قيادته؟؟

رجل غير مؤهل لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يفتقر إلى أبسط قواعد الحكمة في صياغة قرار سياسي، كان همه الأكبر الوصول إلى الكرسي الرئاسي في البيت الأبيض بأي ثمن، ليطوي عقود فشل مساره السياسي الطويل.

فوضوي في إدارة الأزمات، ينهي فوضويتها بفوضوية أكبر، ويحولها إلى قانون قائم يستميت في تطبيقه، لا يمتلك منظارا إنسانيا ولو قريب المدى، يرى في بث الفوضى في حياة الشعوب ضمانا لأمن أمريكا القومي.

قاد جو بايدن أمريكا ثماني سنوات خلف الغطاء الرئاسي لباراك أوباما، فجرّ بلاده إلى أزمة مال كادت تودي بها، لولا تسارع دول العالم في إنقاذها من اجل ضمان سير قاطرة الاقتصاد العالمي دون توقف، أزمة مازالت بعض آثارها قائمة.

قرر سحب جيوشه الغازية من العراق بعد سنوات من احتلاله، وهو من كان يدير الملف العراقي “2008 – 2016” من دون حساب للعواقب المنتظرة، فمنح إيران شرعية الهيمنة على العراق، وإطلاق يد ميليشيات طائفية صادرت مؤسسات الدولة، وعاثت فيها فسادا، قبل أن يطلق يد تنظيم بلاد العراق والشام “داعش” في إقامة إمارته الإسلامية في الموصل وأجزاء من سوريا، فيضطر للعودة من جديد بتحالف دولي.

كان خياره تقسيم العراق إلى أقاليم طائفية، هذه عينة من رؤيته القاصرة، حتى لقبه العراقيون بـ”عراب التقسيم” فنبذوه كما نبذوا سيء الصيت جورج دبليو بوش وانهوا مشواره السياسي بضربة حذاء بغدادي.

أدار الملف النووي الإيراني في الوصول إلى اتفاق 2015، وسبقه بمفاوضات سرية أمريكية – إيرانية، انتهت بإعادة تأهيل إيران عسكريا وسياسيا على حساب أمن وسيادة دول منطقة الشرق الأوسط، فوجدت أمريكا نفسها خاسرة فيما بعد في هذا الاتفاق الذي اضطرت لإلغائه.

خسرت أمريكا في إدارته نائبا للرئيس باراك اوباما، نفوذها العسكري في البحر الأسود، حين ضمت روسيا جزيرة القرم لأراضيها، فانكشف أمن أوروبا كله عبر البوابة الأوكرانية.

خسائر تتوالى، تحصد خيباتها أمريكا خيبة تلو خيبة، وهي تقترب من فقدان مكانتها كدولة عظمى تقود قاطرة الاقتصاد العالمي، وتتحكم بمفاتيح أمن الكرة الأرضية.

قالها جو بايدن في حملته الانتخابية: أنا صهيوني، لم يقل أنا أمريكي، كان يتنقل مغازلا التجمعات الإسلامية في أمريكا، مؤمنا طائعا في مقرات المنظمات الصهيونية، مدركا ان المراد هو بث الفوضى في كل مكان.

انطوى ملف جو بايدن إلى الأبد، مودعا تراثه المثقل بخيبات سياسته في كهوف قندهار، التي وصفها بـ”مقبرة الإمبراطوريات” متحاشيا وصفها بـ”مقبرة الحالمين” باعتلاء كرسي العرش الأمريكي في البيت الأبيض، وهو يشهد طقوس صلاة الغائب على روحه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محسن

    اذا كانت صلاة الغائب على روح جو بايدن في 2021 فمتى نصلي صلاة الغائب علينا وعلى المسلمين من شرق العالم الى غربه والذين مات فيهم الاحساس والشعور والتفكير ...... بل مات فيهم كل شيء ولم تبقى الى الجثث .