صورة متداولة لجندي صهيوني “يجرّ شابتين فلسطينيتين بالقوة”.. ما القصة؟
انتشرت، مؤخرا، وبالتزامن مع انتشار مزاعم اغتصاب قوات الاحتلال لنساء فلسطينيات في مستشفى الشفاء، صورة قيل إنها تُظهر جنديا صهيونيا وهو يجر شابتين فلسطينيتين بالقوة.
يظهر في الصورة رجل بلباس عسكري، وهو يجرّ امرأة على الأرض بالقوة، وعلى مقربة منها فتاة. وجاء في التعليقات المرافقة، أن الصورة لـ”جندي إسرائيلي يعتدي على شابتين فلسطينتين”.
وحصدت هذه الصورة مئات المشاركات والتفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن تقريرا حول ضحة الأخبار نشرته وكالة فرانس برس قال إن الصورة قديمة ولا تُظهر شابتين فلسطينيتين، بل مستوطنتين إسرائيليتين.
وأضاف تقرير الوكالة الفرنسية أن هذه الصورة نشرتها وكالة “أسوشيتد برس” عام 2008، مما ينفي أن تكون حديثة مثلما ادعت أو ألمحت المنشورات.
وحسب “أسوشيتد برس”، تُظهر الصورة شرطياً إسرائيلياً يُخرج بالقوة مستوطنتين إسرائيليتين من بيت مُتنازع عليه في الضفة الغربية.
قضية اغتصاب فلسطينيات
وكان نشطاء قد تداولوا أيضا صورة أخرى لشابة تتعرض للاعتداء، قيل إنها إحدى الضحايا، ما أثار استياء واسعا.
تظهر في الصورة التي تم تداولها على نطاق واسع شابة فلسطينية رابضة على ركبتيها أرضا وحولها جنود صهاينة من الجنسين، وجاء في التعليق المرافق: “قبل اغتصاب النساء في مستشفى الشفاء في غزة الآن”.
وبحسب تقرير حول صحة الأخبار نشره موقع “مسبار” المتخصص في تحري صحة ما يتم تداوله عبر الشبكات فإن الادعاء غير صحيح، إذ إنّ الصورة المتداولة قديمة، وليست لاعتداء قوات الاحتلال على سيدة فلسطينية قبل اغتصابها في قطاع غزة.
وأضاف التقرير أن الصورة تعود إلى 10 ماي 2021، والتي وثقت اعتقال شرطة الاحتلال لامرأة فلسطينية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، خلال الوقفات الاحتجاجية التي خرجت احتجاجًا على التهجير القسري للعائلات الفلسطينية من الحيّ.
ورفض أهالي حي الشيخ جراح وأحياء أخرى في القدس الشرقية المحتلة في ماي 2021، عمليات الاحتلال لتهجيرهم من منازلهم، واستيلاء مستوطنين عليها وانتقالهم للعيش فيها بعد طرد أصحابها الفلسطينيين منها.
مرحبا
تحقق #مسبار من الادعاء المتداول ووجد أنه مضلل. إذ إنَّ الصورة تعود إلى 10 مايو عام 2021، لاعتقال الشرطة الإسرائيلية امرأة فلسطينية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، خلال الوقفات الاحتجاجية التي خرجت احتجاجًا على التهجير القسري.
التفاصيل هنا 👇https://t.co/k8xsnrF98Y— Misbar – مسبار (@misbarfc) March 26, 2024
وبالرغم من تضارب الآراء حول صحة موضوع الاغتصاب الذي تعرضت له فلسطينيات في مجمع الشفاء الطبي إلا أن القضية لا تزال تثير الكثير من الجدل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ما فتح المجال أمام انتشار المزيد من الشائعات.
ما الفائدة من تجييش الشارع العربي باكمله بخبر اغتصاب كاذب للنساء في مستشفى بقطاع غزه ؟
نفت كل المصادر قبل قليل صحة خبر اغتصاب النساء في غزه ومسحت قناة الجزيره الخبر ونحن نقف ونتضامن بشكل كامل مع ما يحصل ولكن هذا ليس مبرر لتجييش الشارع بخبر لا اخلاقي مثل الاغتصاب !!!… pic.twitter.com/kYCESdR1Vm
— Sanad mjalli | سند مجلي (@sanad_rawashdeh) March 24, 2024
وأعادت قناة الجزيرة التي كانت أول من نشر الخبر، صياغة التقرير لعدم توفر الأدلة، لكن الموضوع أخذ أبعادا أخرى وتصدر التريند عبر منصة إكس.
الجزيرة تعيد نشر خبر اغتصاب النساء في غزة من قبل قوات الاحتلال بطريقة أكثر مهنية مما عرضته في المرة الأولى.
علمًا أنها حذفت التقرير السابق عن منصاتها
واكتفت بهذا التقرير الذي أسندت الروايات فيه للنشطاء والمغردين وتقرير الأمم المتحدة #غزة_الآن #نساء_غزة_تغتصب #inesreg pic.twitter.com/jmN9gRCAMl— مطلق بن محمد (@mlqbnmmd3) March 26, 2024
ما حقيقة تعرض فلسطينيات للاغتصاب في مجمع الشفاء؟
وضجت شبكات التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين بالحديث عن اغتصاب جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يزعم قادته بأنه الأكثر أخلاقا في العالم، لفتيات فلسطينيات في مجمع الشفاء أمام أهاليهن، منهن امرأة حاملا ما أثار غضبا واسعا.
وقالت الفلسطينية جميلة الهسي التي كانت محاصرة بمحيط مجمع الشفاء لقناة الجزيرة إن قوات الاحتلال اغتصبت نساء وقتلتهن ثم أحرقت المبنى الذي كان يتحصن بداخله الكثيرون.
🔴: هذا لقاء من الجزيرة قبل قليل مع سيدة اسمها جميلة الهسي كانت محاصرة في محيط مستشفى الشفاء…
المقطع عباره عن 9 دقائق، فيه وصفت كل أشكال وأصناف الجرائم والعذاب اللي يعيشونه هناك “اغىًصاب النساء، اعدام، تنكيل، حرق، دهس تحت الدبابات، بالرصاص، بالصواريخ، بالجوع، بالعطش والجفاف،… pic.twitter.com/oOa2XunhX9
— MOATH | معاذ (@M0ATH) March 23, 2024
ونشر الداعية الفلسطيني من قطاع غزة جهاد حلس، تغريدة قال فيها: “يا مسلمون، اغتصبوا نساءكم في شهر رمضان ثم قتلوهن، فماذا أنتم فاعلون!!”، ليتراجع بعدها عن أقواله ويوضح أنه ما من إثبات على حدوث ذلك سوى تصريحات شاهدة لقناة الجزيرة تبين لاحقا أنها لم تر بعينها بل قالوا لها!
🔻تعليق الكاتب والداعية في غزة جهاد حلس حول حادثه الإغتصاب في محيط مستشفى الشفاء pic.twitter.com/TxpApQLSTH
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 25, 2024
وأضاف في تدوينة أخرى عبر حسابه على منصة إكس: “في حياتي كلها لم أسمع بقضية اغتصاب واحدة لسيدة في غزة، ذلك لأن نساء غزة قويات عفيفات لدرجة أنهن يفضلن الموت ألف مرة ولا يمس أحد عرضهن أو يتعرض لشرفهن، ويا ويل من فكر في ذلك”.
وأردف: “فهل أدركتم حجم القهر الذي نعيشه والألم الذي نذوقه.. اللهم استر عورات نساء غزة واحفظ عليهن أعراضهن”.
في حياتي كلها لم أسمع بقضية اغتصاب واحدة لسيدة في غزة، ذلك لأن نساء غزة قويات عفيفات لدرجة أنهن يفضلن الموت ألف مرة ولا يمس أحد عرضهن أو يتعرض لشرفهن، ويا ويل من فكر في ذلك !!
فهل أدركتم حجم القهر الذي نعيشه والألم الذي نذوقه !!
اللهم استر عورات نساء غزة واحفظ عليهن أعراضهن !!— جهاد حلس، غزة (@Jhkhelles) March 24, 2024
ونشر البعض تدوينة للإعلامي اليمني اليهودي موشي يائير أكد من خلالها وقوع الاغتصاب بحق فتاة في مجمع الشفاء أمام أهلها.
🚨اعترافات صهيونية بوجود حالات اغتصاب من جنود العصابات الصهيونية الارهابية لنساء فلسطينيات داخل مجمع الشفاء الطبي
اعتقد ان كل حاكم عربي يعلم بهذه المعلومة فبالتأكيد الاجهزة الامنية العربية تعمل بنشاط في غزة وتنقل التفاصيل بدقة لكن هل تحرك احد؟؟!#نساء_المسلمين#غزة #مستشفى_الشفاء pic.twitter.com/OtcFWN6bY8— Eng..Tarek Zohry (@tarkzhry) March 23, 2024
وقال يائير: ” تأكيد الخبر.. مؤلم اغتصاب فتاة في مجمع الشفاء أمام عائلتها جنود بلا أخلاق وبلا شرف.. تغطية للفشل العسكري”.
🔴🔴🔴
تم تاكيد الخبر
مؤلم اغتصاب فتاة في مجمع الشفاء
امام عائلتها جنود بلا اخلاق وبلا شرف
تغطية للفشل العسكري— موشي يائير יאיר משה (@mosha3324) March 23, 2024
في ذات السياق تناقل ناشطون فلسطينون رواية صادمة، حول اغتصاب جنود الاحتلال الاسرائيلي لامرأة حامل في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.
ونقل نشطاء على لسان زوج السيدة قوله: “أمروها بخلع ملابسها وبدأوا بضربها .. قالت للجيش أنا حامل بالشهر الخامس لا تضربوني، ثمّ استمروا بضربها، وبعد ساعات أخرجوا جميع النساء ما عدا السيدة الحامل، وأطفالها .. أخذوها أمام زوجها وأطفالها واغتصبوها، وأمروا الرجال بعدم إغماض أعينهم وإلا سيطلقوا عليهم النار”.
اغتصاب نساء وقتلهم داخل مستشفى وفي رمضان شهادة صادمة ومرعبة وبطير العقل ، ولما تتدخل في تفاصيل واحده من تلك القصص بتكره نفسك وحياتك والعالم .
على لسان زوج واحدة من تلك النساء : “أمروها بخلع ملابسها وبدأوا بضربها قالت للجيش أنا حامل بالشهر الخامس ما تضربوني، استمروا بضربها، وبعد…— Tamer | تامر (@tamerqdh) March 23, 2024
وتسبب تداول هذه الأنباء بموجة غضب واسعة إذ أعرب نشطاء عن صدمتهم من تجاوزات الجيش الصهيوني إزاء الصمت العربي، خاصة ونحن في شهر رمضان الذي كانت تخشى أمريكا من ثورة المسلمين فيه على تمادي إسرائيل.
وصمة عار في جبين المتخاذلين ..
“اغتصاب وقتل وحرق نساء و عائلات كاملة في مجمع الشفاء بغزة..
كانت أمريكا تخشى استمرار الحرب في رمضان كي لا يثور المسلمون.. حتى فعل الاحتلال ما هو أبشع من ذلك بكثير، ولم يحرك المسلمون ساكنا..
أين هم القادة العرب والأئمة والشيوخ و الدعاة ؟ أين هو… pic.twitter.com/BOpWpNKYLP— hafid derradji حفيظ دراجي (@derradjihafid) March 24, 2024
أين أنتم يا عـرب ويا أمة الإسلام من اغتصاب النساء في غزة؟
الإسلام كرم المرأة وأعـزها ورفعها…
والجنه تحت أقـدامهن..
ماذا أنتم فاعلون أمام اغتصاب فتاة فـي مجمع الشفاء أمام عائلتها؟#نساء_غزة_تغتصب #لعنكم_الله_ياحكام_العرب pic.twitter.com/CKwrWbYJpf— Maram mamon (@ShkhsyttK29913) March 25, 2024
وقال شقيق جميلة الهسي التي تحدثت عن حوادث اغتصاب في مجمع الشفاء إنها كانت تحت وقع الصدمة، نافيا تعرض حرائر غزة للاغتصاب.
بحجم الألم الذي عاشته أسرتي لأيام طويلة من حصار ودمار في جوار مستشفى الشفاء
ننفي أن يكون هناك حالات اغتصاب لحرائر غزة للنساء الطاهرات لا نبرر للعدو اجرامه لكن هذه الكلمات خرجت من اختي ضمن حديث ١٠ دقائق للجزيرة وتحدثت بلسان مرتبك خرج من الموت للتو#انقذو_مستشفى_الشفاء— أيمن الهسي (@ayman_abed93) March 25, 2024
من جانب آخر أعربت ريم السالم، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، عن قلقها إزاء تزايد حالات الاغتصاب التي يرتكبها جنود إسرائيليون ضد فلسطينيات، حسب تقرير نشرته وكالة الأناضول.
وأوضحت السالم في منشور على منصة إكس، أنه من المثير للاشمئزاز استمرار هذه الحالات في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 6 أشهر.
وشددت على أن الاغتصاب وغيره من أنواع العنف الجنسي يمكن اعتبارها جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو سلوكيات قد تشكل إبادة جماعية.
ودعت المقررة الأممية إلى وقف حالات العنف ضد النساء الفلسطينيات على الفور.