-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حيوانات أليفة ومفترسة تبعث رسائل هادفة بالعربية الفصحى  

“ضيعة محروس”.. برنامج تعليمي جمع الجزائريين حول شاشة تونسية!

الشروق
  • 4554
  • 2
“ضيعة محروس”.. برنامج تعليمي جمع الجزائريين حول شاشة تونسية!
ح.م
ضيعة محروس

مثلت سلسلة “ضيعة محروس”، مع بداية بثها عبر التلفزيون التونسي، أحد أهم البرامج التعليمية والتربوية التي جمعت حيوانات أليفة ومفترسة في ضيعة واحدة حول مبادئ مشتركة وقيم الصداقة، وجمعت الجزائريين من جيل التسعينات حول شاشة عربية واحدة.

تزامن العمل مع إصدار العديد من البرامج العربية، الموجهة أساسا للطفل على غرار سلسلة “افتح يا سمسم”، حيث اعتمد القائمون عليها على اللغة العربية الفصحى بهدف دعم التكوين اللغوي وقدراته التعبيرية. كما ضمّ العمل 61 حلقة تنقسم إلى جزأين، الأول من إنتاج “شركة زيني فيلم للإنتاج التلفزي”، والثاني من انتاج “شركة حسان للإنتاج الفني” بالتعاون مع “مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية”. أنتجت الشركة 25 حلقة بالنسبة للجزء الأول بين سنتي 1995 و1996، بما لا يتجاوز 20 دقيقة، قبل أن يتم استكمال باقي الحلقات عام 1997.

هؤلاء نجوم “ضيعة محروس”!

ولعل ما تميزت به السلسلة علاوة على اعتمادها على اللغة العربية، هي طبيعة الشخصيات التي قامت بأداء الأدوار، وهم أبرز الوجوه الثقافية والمسرحية في ذلك الوقت. وظهرت جميعها في شكل حيوانات، أين بدا الحمار مرجان “حكيم الضيعة” في تناقض مع المخيال الشعبي الذي يعتبر الحمار حيوانا غبيا، فيما كان القط “محروس” الأحمق، يدافع عنه أصدقاؤه رغم ما يرتكبه من مشاكل تقوده في النهاية إلى الندم والاعتذار.

ويظهر “نمرود”  ممتعضا من محروس وأفعاله، أما “نسنوسة” فهي قطة يشغلها جمالها وتعتني بنفسها كثيرا، كما تدافع دائما عن محروس. ويبدو “ثعلوب وثعلوبة”، زوجان محتالان وماكران يحاولان الإيقاع بمحروس دائما وهما بمثابة قطاع الطرق.

أما “كوكو” فهو ديك الضيعة الذي يوقظ أصدقاءه باكرا من أجل الذهاب إلى العمل في الحقل (مصدر رزقهم)، وتمثل “أرنوبة” دور الطيبة المتفهمة للآخرين، تعدّ لهم الأكل وتحضر لهم ما يلزهمم في المنزل.  ويؤدي “سعدون”، دور القرد، أما “سحرورة” فهي كما يشير اسمها ساحرة، إضافة إلى الخروف “بعبع”. ولم يكن هذا التوجه بالغريب على الثقافة العربية باعتبار أنّ العديد من الأعمال الأدبية اتخذت من قصص الحيوانات مادة رمزية تعليمية وتربوية على غرار كتاب “الحيوان” للجاحظ أو “كليلة ودمنة” لابن المقفع، التي لا تخلو من الخرافات والأساطير والحكايات الشعبية ذات المغزى الإنساني.

حققت السلسلة نجاحا هاما في تونس والجزائر وبعض الدول العربية الأخرى، مع حصولها على الجائزة الأولى لمهرجان التلفزيون العربي بالقاهرة بقيمة 50 ألف دولار. ولم تتكرر التجربة منذ التسعينات لعدة أسباب أهمها غياب الإرادة لدى المنتجين بتقديم برامج للأطفال وانشغالهم بالأعمال الدرامية الاجتماعية والعاطفية.

ميزانية لا تتجاوز 900 مليون سنتيم!

يقول إلياس الغزواني، الذي أدى دور “مرجان الحكيم”، أن التجربة الأولى لاقت نجاحا كبيرا، لكن الخلاف الذي وقع بين المخرج (المنصف البلدي) والمنتج (شركة زيتي) أدى الى إنتاجه من قبل شركة ثانية، والتخلي عن فكرة استكمال 100 حلقة. وأضاف في حوار له أن ضيعة محروس، مثلت عملا إبداعيا مهما على مستوى النصّ والأداء والإخراج والصورة. وفي حديثه عن كواليس العمل، أكد أن الشخصيات درست بشكل جيد، في ذلك الوقت، حيث كان فريق العمل من ممثلين وتقنيين أشبه بالعائلة، رغم أنّ ميزانية الجزء الثاني مثلا لم تتجاوز 150 ألف دينار تونسي (900 مليون سنتيم بالعملة الجزائرية). كما دعا  “الحكيم” إلى ضرورة السعي لإنتاج أعمال أخرى، منتقدا المجال الفني المسرحي والتلفزيوني والسينمائي الضيّق، الذي أضحى  حكرا على الوجوه دون غيرهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • شخص

    الآن، نحن نعيش عصر عبادة الهاتف و الفايسبوك التي أصابت العقول بالشلل و الجنون

  • bassem

    الزمن الجميل...يا حسراه