الرأي

طائرة الرئيس

عمار يزلي
  • 4136
  • 19

أمام ما يحدث في اليمن وفي العراق وفي سوريا وليبيا وفي مصر السيسي، واختلاط الحابل بالنابل، بسبب شيخوخة النظام العربي الذي بقي أزيد من 40 سنة متربعا على كراسي العرش ولا يزال يقول: “هل من مزيد”، وجدت نفسي أشفق لحال من يقول هل من مزيد، وأقول في نفسي: لعل الله يطيل عمر من يريد المزيد حتى “يزيد ونسموه سعيد”!

نمت لأجد نفسي ألتقي رئيس الجمهورية وهو في كامل صحته ـ أطال الله في عمره وأكسبه الصحة في العقل وفي الجسم، وأكسبنا معه بركة الحكم الراشد! دخلت لأشكره على حسن فعله مع الممثل اليهودي الفرنسي “جورج حنين” الذي أوصى بدفنه في الجزائر أرض “الحنين”. فخامة الرئيس كان في غاية اللطف والحنكة الدبلوماسية لما وضع سيارته الخاصة ـ أستغفر الله.. “طائرته الخاصة”، لنقل جثمان الراحل إلى الجزائر. قلت له: بارك الله فيك فخامة الرئيس، الله يجعلها في ميزان حسناتك! قال لي: “حنين أو “حنا”، يهودي شيوعي وصديق الجزائر ولابد أن نكون أوفياء مع الأوفياء! قلت له: سيدي الرئيس، لكن أنا “حنا” راها تموت منذ عام في دوارنا ولا واحد تذكرها، رغم أنها جزائرية ومسلمة ومجاهدة وأم شهداء! قال لي: علاه “حناك” يسموها جورج؟ قلت له: لا لا.. اسمها.. “حنا جرجرة” قال لي: هابلع فمك! قلت له: بصح “محمد الميلي” الديبلوماسي الجزائري، والوزير السابق عبد الحفيظ أمقران “أيضا مناضلان ومثقفان جزائريان خدما الدولة والوطن والنظام وهما الآن يستجديان ويناشدان تكفل الدولة بهما، لماذا لا ترسل طائرتك الخاصة لنقلهما إلى كبريات المستشفيات؟ قال لي: ما علاباليش! بصح راهم عاد حيين؟ مازال ما ماتوش؟ قلت له: أطال الله في عمرك سيدي وفي أعمارهما، ما زالوا على قيد “الوفاة”! قال لي: ها.. لكل مقام مقال! حتى “يزيد ونسموه سعيد” قلت له: “حتى يموت ونعلموه الفوت”! قال لي: مازالوا أحياء وأنت تطلب مني أن أنقلهم بطائرتي الخاصة إلى فرنسا؟ قلت له: أسمحلي سيدي الرئيس، لم أقل هذا، إنما لم أكن أعرف أن الطائرة فقط للموتى! قال لي: هاو بغيت تردها “أمبيلانص”؟.. عندي “الكروا روج” أنا؟ قلت له: مهلا سيدي الرئيس، ما تفهمنيش خطأ؟ أنا فقط أردت أن أستفسر لأكتب مقالا عن هذا الموضوع؟ قال لي: قوله لروحك هذا المقال! روح ترقد باش تنوم خير لك روح..!

قلت له: معذرة سيدي الرئيس، أطال الله في عمره وأعطاك الصحة والستر والعافية لكي تقود “الطائرة” آآه.. أقصد.. أن تقود ما تبقى من البلاد والعباد إلى “عتبة” الباك.. آه.. إلى البرلمان.. آآه… بر الأمان 

 

وأفيق وأنا أتساءل: متى نصل إلى البرلمان.. آه .. بر الآمان!

مقالات ذات صلة