-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

طالبان العائد على مركبة العبث الأمريكي

طالبان العائد على مركبة العبث الأمريكي

ما عاد أحد يثق بالعقل الأمريكي الممنهج في استراتيجية إدارة أعمال العنف في برامج العبث بأمن الشعوب، وتدمير أركان وجودها، دون تحقيق أي مكاسب تدعم قواعد اهتزاز هيمنتها على العالم.

كوارث خطط لها العقل الأمريكي القاصر في عهد سيء الصيت جورج دبليو بوش، المنبهر بقوة عسكرية لا تجيد آلتها سوى الخراب غير المحسوبة نتائجه على الأمن العالمي.

أحداث 11 سبتمبر 2001 التي ضربت أمريكا، وضعها البعض في خانة “السيناريو” المقصود في تحقيق أهداف كبرى تخطط لها واشنطن، وتهيئ الرأي العام لتبرير تحرك آلتها العسكرية في مسار عبثي خال من أي جدوى، ساق من أجلها جورج دبليو بوش أكبر الأكاذيب التي دونها التاريخ بعناوين عريضة، في احتلال أفغانستان والعراق.

أكاذيب كشفتها غوندليزا رايس المستشارة السابقة للأمن القومي فيما بعد، معلنة أن احتلال أفغانستان في 2001 واحتلال العراق في 2003 لم يكن من أجل نشر الديمقراطية في الدول العربية والإسلامية كما ادعى جورج بوش المنزلق بزلة لسان “حرب صليبية”.

ماذا خلف الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق سوى الخراب والدمار والتشرد، وفقدان أي ثقة بسلامة العقل الأمريكي المتباهي بعنجهية القوة الغاشمة.

أين قوات الاحتلال الأمريكي الآن؟

حاصرت نفسها في قواعد غير آمنة بالعراق، وهي تتلقى هجمات من ميليشيات نمت في حضن اختلالها، وخرجت من أفغانستان وعادت “جيوش” حركة طالبان تسيطر على 85 بالمائة من أراضيها، وتركت حكومة نصبتها واشنطن محاصرة في قصور العاصمة كابول بلا صلاحيات سيادية.

فتحت واشنطن أبواب التفاوض مع “طالبان” التي اعتبرتها حاضنة لإرهاب القاعدة، فاوضتها رأسا برأس، وانتهت مفاوضاتها بانسحابها من أفغانستان، وفتحت كهوف قندهار مطلة على حياة جديدة، محتفية بهزيمة أمريكا.

ما وعت إدارات البيت الأبيض سر سياسات فشلها المتعاقبة، وما تساءلت عن جدوى حركة قوتها الهمجية، دون تحقيق أدنى هدف سعت لتحقيقه. وقدمت من أجله الخسائر بأنواعها البشرية والمادية والمعنوية.

أهين جورج دبليو بوش بضربة حذاء بغدادي، اختتم بها عهده السياسي، وأهينت أمريكا في رمز قائدها، كما أهينت وهي ترسل وفدها لتنفيذ انسحابها الآمن من أفغانستان برعاية عدوها العائد طالبان.

من يتحمل هذا الفشل الأمريكي، ومن يتحمل خسائر وخيبة جيوش عبرت البحار والمحيطات وتسلقت الجبال من أجل التغطية على أكاذيب أطلقها جورج بوش المسجل في قائمة رؤسائها وصفحات تأريخها المعاصر؟

ما عاد لأمريكا أن تتباهى بقوتها، وكل العالم اليوم يحاربها، حتى الحليف الأوروبي يتحاشى قصور سياساتها، وتقلب مواقفها، ويستهجن أعضاء “الناتو” المتغيرات الخاطئة في استراتيجية قيادتها للعالم.

أين الديمقراطية في أفغانستان؟ أين الجيوش التي قضت فيها عشر سنوات ثم بدأت بالانسحاب برعاية حركة طالبان التي جاءت من أجل القضاء عليها ؟ أين الديمقراطية في العراق الممزق بأسلحة ميليشيات طائفية؟

هل تقوى أمريكا “الديمقراطية” وهي تكاد تقترب من فقدان هيبتها، هل تقوى على محاكمة قياداتها لما ارتكبته من أخطاء وما أطلقته من أكاذيب دمرت بتسويقها الأمن العالمي؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • خليل

    أمريكا نجحت في أهدافها و من بينها تدمير العراق و أفغانستان و سوريا و حث السعودية على تدمير اليمن و ليبيا و ساعدها في ذلك غباء حكام العرب المتمسكين بالكراسي.

  • موسطاش

    فيتنام 2 بالنسبة لأمريكا حيث انفضحت كل الأفلام الهوليودية التي كانت تصوّر تزعم شجاعة الجندي الأمريكي في هذا البلد ؟