طفل يفقد ذكورته وحقنة تخدير توقف قلب طفلة!
لأول مرة في الجزائر ينظم مجموعة من الأطفال ضحايا الأخطاء الطبية اعتصامات متكررة أمام قصر الرئاسة والبرلمان، لمحاسبة من سرق منهم عافيتهم وحوّلهم إلى معاقين ومشوّهين وأموات..، هؤلاء الأطفال قصدوا الشروق اليومي لنقل شهاداتهم ومعاناتهم، واستغاثة المسؤولين لتوقيف قطار الموت والإعاقة الذي يحصد يوميا عشرات الأطفال بسبب أخطاء وجرائم طبية أبطالها أطباء وجراحون..
- بدر الدين “فقدت ذكورتي بسبب طبيب بدون إحساس”
-
قصد بدر الدين 11 سنة الشروق اليومي قادما من ولاية البليدة رفقة والده لتسجيل شهادته حول ما تعرض له من جريمة طبية في مستشفى مفتاح تسببت في فقدان ذكورته ودخوله في دوامة لم يخرج منها لحد كتابة هذه الأسطر، مؤكدا أن الطبيب الذي أشرف على عملية ختانه كان غاضبا ومتوترا جدا، ولدى عودته إلى البيت بعد عملية الختان، بدأت معاناته مع آلام لم يهدّئها أي مسكن، قبل أن ينتفخ عضوه التناسلي بصفة غير عادية، فنقل إلى مستشفى الرويبة في اليوم الموالي، إلا أن حالته تفاقمت وأصيب بنخر كلي للفلقة المحيطة حتى قاعدة القضيب، وظهرت بقع سوداء تشبه الحروق على مستوى عضوه التناسلي رافقتها حالة تعفن متقدمة وسيلان للقيح، كما أصبح غير قادر على التحكم في البول وغير قادر على الحركة، مما تطلب نقله في 9 أوت 2008 على عجل إلى مصلحة جراحة الأطفال بمستشفى بني مسوس، حيث أعد البروفيسور حنضلة تقريرا طبيا، يشير إلى أنه وبتاريخ 13 أوت كان التدخل الجراحي الأول باستئصال النخر والفلقة المتعفنة تحت التخدير العام، وتم تحضير مناطق الزرع، أما التدخل الجراحي الثاني يوم 28 أوت فتم نزع مزقتين جلديتين من منطقتين أربيتين من بطن بدر الدين قياسهما 7سم/ 2سم ووضعهما في جهازه الذكري.
-
ومن جهته أكد البروفيسور حنضلة على أن ما تعرض له الطفل بدر الدين من مضاعفات جراء عملية الختان خطأ طبي من الدرجة الأولى، ناجم عن إجراء العملية خارج قاعة الجراحة في مكان يفتقد لشروط النظافة والتعقيم بمستشفى مفتاح، وأكد والد بدر الدين أنه يطالب بتدخل شخصي لوزير الصحة قصد التكفل بإصابته، كما طالب من المحكمة إعادة النظر في الحكم وتعيين خبير آخر لقييم الأضرار التي لحقت بابنه والتي لا تقدر بثمن .
-
-
أسامة “طبيب قطع عصب يدي وحرمني من الدراسة”
-
“لم أكن أدري أن حادث بسيط تعرضت له في مباراة لكرة القدم، سيقلب حياتي رأسا على عقب، ويتسبب لي في شلل جزئي ليدي اليمنى، بسبب طبيب تسبب في قطع عصب يدي وتحطيم مرفقي..ضيّعت امتحان شهادة التعليم الابتدائي وسنتين بسبب الخطأ الذي تعرضت له ..” بهذه العبارات الحزينة سرد أسامة 16 سنة ما تعرض له من خطأ طبي في مستشفى “بارني” بالعاصمة حوّل حياته إلى جحيم، حيث نقله والده للعلاج في فرنسا على حسابه الخاص بمصاريف فاقت 200 مليون، في وقت لم تبذل فيه وزارة الصحة أي جهد للتكفل بأسامة، وفي هذا الإطار أكد والد الضحية أن أكبر مشكل تعرض له وهو يحاكم المستشفى، تمثل في تهرب “الخبير الطبي” من المسؤولية، فبعد أزيد من 04 سنوات من الحادث “فشلت في الحصول على تقرير خبير طبي” لتقييم الأضرار التي تعرض لها ابني، وجميع من عيّنتهم المحكمة كخبراء طبيين تنصلوا من المسؤولية وتواطؤوا ..” وفي هذا الإطار طالب المتحدث بضرورة وضع قوانين جيدة لتسهيل عملية الحصول على تقارير الخبرة الطبية التي تحوّلت إلى هاجس، فالضحية ينتظر أشهر طويلة وبعدها يفاجأ برسائل تنفي فيها تخصص الخبير، وطالب السيد جناتي ضرورة تكفل الدولة بابنه حتى يتمكن من مواصلة حياته واستكمال دراسته.
-
-
ّ”وإذا ذكرى سئلت بأي ذنب قتلت”
-
لم يتسن لذكرى نقل شهادتها لما تعرضت له من خطأ طبي تسبب في وفاتها وهي التي لم تتجاوز خمسة سنوات من عمرها، لكن أهلها أصروا على سرد ماتعرضت له من جريمة حوّلت بنتهم المدللة إلى جثة هامدة، وهي التي دخلت المستشفى في كامل قواها العقلية والجسدية، بل إنها كانت دائمة الابتسامة والمرح وهي في قاعة العلاج حسب شهادة من كان بجانبها، لكن كان قدر الصغيرة أن تفقد حياتها بسبب إهمال طبي وحقنة تخدير تسببت في توقف قلبها وموتها التدرجي لتفارق الحياة أمام ذهول أهلها الذين لم يصدقوا ما حدث لابنتهم، عم الضحية قصد الشروق اليومي ليكشف حقيقة ما حدث لابنة أخيه التي جاءت من ولاية سوق أهراس لتكمل علاجها في العاصمة بعدما تعرضت إلى حريق في البيت، مؤكدا أنها جاءت في الطائرة في كامل قواها وهي التي كانت دائمة الابتسامة، وما إن دخلت للعيادة المركزية للمحروقين بالعاصمة حتى بدأت متاعبها بسبب الإهمال الكبير الذي تعرضت له من طرف القائمين عليها لدرجة أن رئيس المصلحة لم يتفقدها ولو ليوم واحد حتى فقدت الحياة بسبب خطإ وإهمال طبي، حيث تلقت حقنة تخدير تسببت في توقف عمل قلبها، ثم نتج عنها تعطل العديد من الوظائف الحيوية للطفلة ذكرى التي بدأ جسمها ينتفخ من يوم لآخر وسط صمت وإهمال الأطباء حتى فارقت الحياة بعد 17 يوما من مكوثها في العيادة.
-
-
سلمى.. الأوكسيجين لم يصعد لدماغها لأنها ولدت بالملقط بدلا من العملية القيصري
-
“ربحي سلمة” ذات سبع سنوات، طفلة شقراء في ربيع الطفولة، لكنها تعاني من مشكل صحي، بدأ يوم ولادتها بالملقط، حيث لم يصل الأوكسيجين لدماغها أثناء الولادة، ومنذ ذلك الحين أصبحت الطفلة معاقة… هكذا عاين الأطباء حالتها، لكنهم أكدوا أن علاجها ممكن عن طريق الترويض…جاءت أمها “ربحي نعيمة” منهارة محبطة إلى “الشروق اليومي” تحمل ابنتها على ذراعها، وقالت لنا وعينيها تذرف الدموع “كنت حاملا بطفلة سنة 2004 وأبلغتني الطبيبة أنني سألد ابنتي بعملية قيصرية، ذهبت إلى عيادة البرتقال الخاصة بالرويبة يوم 24 أكتوبر 2004، ولكنهم فاجؤوني عندما حان موعد الولادة، قالوا لي ليس لدينا طاولة عمليات شاغرة، لكي نجري لك عملية قيصرية لذلك سنساعدك حتى تتمكني من ولادة ابنتك بطريقة عادية ودون عملية، وفعلا كان ذلك، غير أن عملية الولادة استغرقت وقتا طويلا وفات الوقت المحدد للولادة، وتعذبت ابنتي كثيرا داخل بطني دون أن تولد، وهو ما دفع بالطبيبة إلى استعمال الملقط لإخراج ابنتي، وعندما ولدت كان لونها أزرق ولم تصرخ مثلما كل المواليد، كان وزنها 3 كيلوغرام، لكنهم قالوا لي بأنها في صحة جيدة، وقبل أن أغادر العيادة عاين طبيب الأطفال مولودتي، وقال لي إنها في صحة جيدة…بعد سبع أشهر بدأت ألاحظ أن ابنتي لا تتحرك بشكل عادي ولا تتقلب في فراشها، ولا تلعب، في البداية كنت أعتقد أنها مازالت صغيرة، ولكن عندما وصلت سبعة أشهر تأكدت بأن هناك شيء غير عادي، فأخذتها إلى طبيب أطفال، في البداية قال لي إنها تعاني من فقر الدم، ولابد لها من الفيتامينات والتغذية الجيدة، بعد مرور سنة وأربعة أشهر قال لي الطبيب أن سبب المشكل الذي تعاني منه ابنتي بدأ أثناء ولادتها بالملقط، حيث أن الأكسيجين لم يصعد لدماغ المولودة أثناء ولادتها…لكني لم أجد مراكز صحية تجري الرياضة للأطفال الصغار”.
-
من جهته يضيف والد الطفلة ربحي عيسى “هناك أناس يريدون مساعدتنا لنأخذ سلمة إلى الخارج لمعالجتها، هناك لديهم كل وسائل الترويض الخاصة بالصغار، ولكن هناك عراقيل كثيرة تقف في طريقنا، فمثلا يفترض أن تقوم طبيبة الأعصاب في مصطفى باشا بإعداد تقرير صحي عن حالة الطفلة، وكان يفترض أن يقوم طبيب الرياضة في أزير بلاج بتقرير عن حالتها، لكنهم رفضوا تحمل المسؤولية كل واحد فيهم يرسلني عند الآخر، وكل بروفيسور يرسلني عند آخر، وكلهم يرفضون تحمل المسؤولية…هناك طبيبة أعصاب في بن عكنون قالت لي إن هناك دواء سيشفي ابنتي لكنها رفضت وصفه لي، قالت لي لا أستطيع أن أكتبه لك في الوصفة لأنه لا يباع في الجزائر، ولم يدخل بعد إلى السوق الجزائرية، طلبت منها أن تعطيني فقط اسمه وأنا سأبحث عن شخص يشتريه لي من الخارج، لكنها رفضت وقالت لي لا أستطيع أن أتحمل مسؤولية كهذه..توجهت لوزارة الصحة ووزارة التضامن ولرئيس الدائرة التي نقطن فيها، ولكن لا أحد استطاع مساعدتي…مرت ثلاث سنوات دون أن أتمكن من معالجة ابنتي رغم أن مرضها قابل للشفاء عن طريق الرياضة، لكن ليس هناك عتاد لرياضة الأطفال في المستشفيات الجزائرية، وتخضع ابنتي لحصة رياضة واحدة في الأسبوع عن طريق التدليك في مستشفى برج منايل الذي يبعد عن مقر سكنانا بتيجلابين عشرة كيلومترات، في حين أن الطبيب قال لي عدة مرات “علاج سلمة هو الرياضة المتواصلة بدون انقطاع وليس مرة في الشهر، وبواسطة العتاد وليس عن طريق التدليك، “وأضاف والد الطفلة من المفروض أن تجري ابنتي 3 حصص رياضة في الأسبوع بالعتاد وحصة عند طبيب نفساني، ولكن أين نجري لها هذه الرياضة؟ ليس هناك عتاد في المستشفيات، يقولون لنا أحيانا في المستشفى مارسوا لها الرياضة في البيت، وأحيانا نأخذها إلى القطاع الخاص بـ 500 دينار للحصة الواحدة، ولكن ليس هناك عتاد خاص بالصغار”،”نحن نعاني والطفلة تكبر ويكبر معها مرضها، تعبنا من كثرة الجري هنا وهناك، أمها تحملها على ذراعها، نحن نسكن في تيجلابين وتركب الحافلة لتأخذها إلى مستشفى برج منايل أسبوعيا أين يجرون لها حصة رياضة بالتدليك، الشرطة أيضا قدموا لي المساعدة لوجه الله، حيث تجري ابنتي حصة ترويض أسبوعيا في مركز تابع للشرطة في الدار البيضاء… ولكن العتاد كله خاص بالكبار، ليس لديهم عتاد خاص برياضة الصغار، وأنا موظف بسيط لا أستطيع الإكثار من الغيابات في عملي وإلا سأطرد، ونموت جوعا، وزيادة على كل ذلك أجد صعوبات كبيرة في تعويض مصاريف الرياضة التي تخضع لها ابنتي لديّ حتى الآن 20000 دينار لم يعوّضوها لي في الضمان الاجتماعي…حاولت إدخالها للمدرسة لكنهم رفضوا لأنها معاقة، ولا توجد مدرسة خاصة بالمعاقين في الدائرة التي نقيم بها، ساعدوني …لا أريد أن تكبر ابنتي وتعاتبني وتقول “والدي لم يعالجني”.
-
-
بلقدور عبد الواحد اكتشفت أمه بعد 15 يوما من ولادته أنه لا يتبوّل
- “بلقدور عبد الواحد” عمره سنة، ولد يوم 6 جوان 2010، في عيادة أمينة بالشفة، بعملية قيصرية، عاينه طبيب الأطفال في العيادة، وقال لأمه شعواطي آسيا، إنه في حالة جيدة وأنه سليم، تقول أمه “خرجت من العيادة، ولاحظت خلال الأسبوعين الأولين من عمر طفلي، أنه يبكي كثيرا، لم أتمكن من معرفة السبب، لكن بعد مرور أسبوعين على هذا الحال، أخذته لطبيب أطفال، فاكتشفت أنه لا يستطيع التبوّل وأن الطبيب الذي عاينه في العيادة لم يتفطن لذلك، وطلب مني إخضاعه لعملية ختان فورا، غير أن الأوان كان قد فات فقد بقي ابني 15 يوما دون تبوّل، وسبب له تحجر البول تعفنا “ميكروب” في الكلى، لأنه بقي دون تبول من 6 جوان يوم ولادته إلى 21 جوان، كما سبب له ذلك حمّى شديدة فاقت 40 درجة، تسببت بدورها في مضاعفات على مستوى دماغه.