الرأي

طلائع‭ ‬الجامعة‭ ‬ومجازر‭ ‬الأسد‭!‬

رشيد ولد بوسيافة
  • 5070
  • 24

في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الضحايا في المدن السورية على يد الجيش العربي السوري، وفي الوقت الذي تزداد فيه المجازر الجماعية تكتفي الجامعة العربية بإرسال بعثة “طلائع” تتكون من خمسين شخصا مهمتها تحضير الأجواء لزيارة وفد المراقبين العرب، في عملية بطيئة جدا‭ ‬تعطي‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لنظام‭ ‬الأسد‭ ‬كي‭ ‬ينهي‭ ‬الصراع‭ ‬لصالحه‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬المقابل‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬أرواح‭ ‬السوريين‭.‬

 إن هذا النظام الذي وصلت به العبقرية إلى تغيير لون المجنزرات والدبابات إلى الأزرق لتظهر على أنها آليات تابعة لقوات حفظ الأمن، والنظام الذي صنع بنفسه جماعات مسلحة وحاول إلصاقها بالمتظاهرين، هذا النظام لن يعجز عن إخفاء ملامح الجريمة أمام أعين المراقبين العرب‭.‬
بل إن الأخبار الواردة من هناك تشير إلى تحويل المعتقلين إلى المستشفيات العسكرية، لأن البروتوكول العربي يقضي بمنع المراقبين من دخولها، ولا يستبعد أن يعمد نظام الأسد إلى وضع لافتة “مستشفى عسكري” أمام كل مبنى يعتقل فيه المتظاهرين.
لقد بات واضحا أن إجراءات الجامعة العربية تجاوزها الزمن، بل أصبحت تشجّع شبيحة الأسد على ارتكاب مزيد من الجرائم والمجازر، والدليل ما حدث مباشرة بعد توقيع البروتوكول العربي، حيث أصبح عدد الضحايا يحصى بالمئات بعد أن كان يحصى بالعشرات.
 المشكلة أن الوضع في سوريا خرج عن السيطرة، والنظام البعثي أصبح مرادفا للإجرام والقهر والتعذيب والقتل الجماعي، ويستحيل أن يواصل حكمه للسوريين بهذه المواصفات، حتى ولو أرادت الجامعة العربية ذلك ومن ورائها المجتمع الدولي.
غير أن المسؤولية الكبرى هنا تقع على عاتق المعارضة السورية وكل قوى الثورة في الداخل، بأن لا تقبل التدخل الأجنبي إلا بما يوفر الحماية للمدنيين، وأن لا تسمح بانزلاق الوضع إلى حرب أهلية وطائفية، لأن نتائجها ستكون كارثية على مستقبل سوريا، وهو أمر حدث في ليبيا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬زالت‭  ‬تواجه‭ ‬خطرا‭ ‬عظيما‭ ‬جراء‭ ‬فتح‭ ‬خزائن‭ ‬السلاح‭ ‬للمدنيين‭.‬
‭   ‬
‭   ‬

مقالات ذات صلة