طلبة يرفضون العودة إلى الجامعة بوهران

لقي قرار خلية متابعة السنة البيداغوحية لجامعة محمد بن امحمد – وهران 2 في اجتماعها المنعقد، الأحد، والقاضي باستئناف امتحانات الطلبة بداية من هذا السبت، موجة من الانتقادات في صفوف الكثير من هؤلاء، لاسيما المنتسبين منهم إلى الكليات التي ظهرت فيها عديد الإصابات بكوفيد – 19، وكانت سببا في إخضاعها وغيرها من الهياكل الجامعية لإجراءات الغلق والإخلاء منذ الخميس الماضي.

وفي تصريحات استقتها “الشروق” اعتبر الطلبة الرافضون للعودة إلى مقاعد الجامعة بداية من تاريخ 29 يناير المقبل، وخلال فترة تعرف فيها الوضعية الوبائية بسبب تفشي عدوى الفيروس التاجي المستجد تطورا متسارعا ومقلقا في الوسط الجامعي، وولاية وهران عامة، بمثابة مخاطرة غير محسوبة العواقب بصحتهم وحياتهم، ذلك أن مدة تعليق الامتحانات، ومن وراء ذلك مسعى كسر انتشار الوباء في أوساطهم، تبقى بالنسبة إليهم غير كافية وليس فيها أي ضمانات لحمايتهم من خطر العدوى بعد العودة، خاصة أن مدة التعليق لم تتجاوز أسبوعا واحدا في وقت لا يزال فيه مؤشر الإصابة في تصاعد لم يصل بعد إلى مرحلة الذروة.

ويتداول الطلبة أنباء عن ظهور أعراض نزلات برد شديدة الأثر على زملاء لهم، ومنهم من هم حاليا طريحو الفراش، ويشتبه في تلقيهم العدوى بفيروس كورونا جراء مخالطتهم حالات كانت قد تأكدت إصابتهم بالوباء خلال الأسبوع الأول من انطلاق الامتحانات، مثلما أشار البعض إلى طبيعة هذا الوباء الذي لا تبدي فيه كثير من الحالات أعراض الإصابة رغم حملها للفيروس إلا بعد مرور أيام، ما يعني – برأيهم – أن خطر انتقال العدوى في صفوف الأصحاء يمكنه أن يتضاعف أكثر بعد العودة، متسائلين في المقابل عن فائدة تعليق الامتحانات في البداية ما دام أن إعادة برمجتها سريعا في أوج تفشي المرض من شأنه أن يبدد كافة تدابير الوقاية والعزل السابقة.

وفي جانب ذي صلة، كانت إدارات بعض الكليات قد فرضت شروطا ملزمة للطلبة الذين لم يتعافوا من كوفيد-19 خلال فترة الامتحانات أو الدراسة، بإيداع الشهادة الطبية التي تثبت خضوعهم للعطلة المرضية وفترة الحجر الصحي، لتبرير غيابهم عن الاختبارات بسبب الوباء في اليوم الأول من انطلاقه، وهذا كشرط أساسي حتى يضمنوا حقهم في التأجيل وإعادة الامتحانات بعد المثول للشفاء، وكذلك حتى يكفل لهم إمكانية الإعفاء من إجراءات الردع في حال التخلف في مرحلة الدراسة عن حضور حصص الدروس التوجيهية.

وعن هذه التدابير يقول طلبة إنهم باتوا مهددين بالإقصاء بموجب شرط كهذا، وإن الأمر قاس جدا ويحمل الكثير من التعسف في حقهم، ذلك أنه لا يراعي الظروف التي يخضع لها مريض كورونا، عندما تنهار قواه، ولا يركز اهتمامه سوى على التعافي والنجاة من أخطر مضاعفات المرض، لاسيما بالنسبة لأولئك الذين يظهرون أعراض ضيق التنفس والحاجة الملحة للتنفس الاصطناعي، داعين إلى تخفيف الإجراءات، أقلها رفع شرط تقديم الشهادة الطبية في يوم الاختبار، خاصة بالنسبة للطلبة المقيمين، ممن لا تسمح لهم ظروفهم الصعبة بالاستعانة بالغير للاتصال بإدارة الكلية.