جواهر

طلقني بعد 11 عاماً لأنني لم أنجب

جواهر الشروق
  • 15818
  • 0
ح.م

السلام عليكم.. أنا سيدة عمري 28 عاماً من ليبيا، تزوجت منذ 11 عاما، ولم يرزقني الله بالأطفال، رغم أن الأطباء أكدوا لي مراراً عدم وجود أسباب تمنع الإنجاب، ولكنها مشيئة الله عز وجل، وكان الأمل يراودني دائماً أن أرى أطفالي، وكنت أدعو الله كثيراً في صلاتي، رغم أن زوجي لم يسمعني كلاماً في أي مرة بشأن عدم الإنجاب، إلا إني كنت أحس به، كنت أحب زوجي كثيراً، كنت أشتاق إليه وهو خارج المنزل، وأشعر بسعادة لا مثيل لها وهو معي، وكان هو يخبرني دائماً أن يحبني حتى الموت.

شاء الله تعالى أن أمرض مرضاً شديداً وأفقد سمعي، وعجز الأطباء عن علاجي، وأحسست أن نهايتي مع زوجي قد حانت، وبعد ثلاثة أشهر من هذا اليوم قال لي إننا يجب أن ننفصل، وقد كانت الصدمة عنيفة علي ففقدت وعيي، وعندما تحسنت توسلت إليه كثيراً لكنه رفض تماماً، وترك لي البيت لمدة أسبوع حتى آخذ أغراضي وننهي إجراءات الطلاق، كان أسبوعاً بائساً، كنت أخاف من المبيت وحدي في البيت خصوصاً في الليل، عرضت عليه أن يتزوج علي، من تسعده وتسمعه وتنجب له، لكن ليتركني معه، لكنه رفض، وقال إنه لن يتزوج فهو يريد أن يعيش وحده، وكان يغطي وجهه كي لا يراني ! وفي الفترة الأخيرة كان يهجرني في الفراش، ويضربني بأي شيء في يده، بل حاول مرة أن يخنقني.

تم الطلاق منذ فترة، لكنني لا أستطيع نسيانه، لا أدري ماذا أفعل، فقد جاءت الإبتلاءات متوالية وبسرعة، فأنا الآن لا أسمع ومطلقة وبلا عمل أنفق به على نفسي وبلا أهل فقد كنت وحيدة أبي وأمي وقد توفيا، خائفة وبشدة من المستقبل كيف هو وماذا أفعل؟

خديجة

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

وعليكم السلام.. أهلاً بك معنا يا خديجة على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك كله، وأن يعوضك خيراً وأن يعجل لك به.

ما أعظم الوفاء بعد الحب، وما أجمل المروءة، وما أثمن الرجولة عندما تقترن بهما، فما أقسي الغدر، وما أصعب الخيانة المباغتة، وما أسوأ كفران العشير.

الأبناء يا خديجة رزق من الله تعالى، والذي قال عز وجل :” يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًاً” ، وقد أختار زوجك الشقاء والتعاسة بعد أن تخلى عنكِ، وقد عاش هذا العمر الطويل مع زوجة وفية أحبته رغم أنه قد يكون هو سبب عدم الإنجاب، ولم تفكر يوماً أن تطلب منه أن يذهب للطبيب للفحص الطبي!

لا تحزني يا خديجة، فما أبتلى الله المؤمن إلا ليختبر إيمانه، وليتقرب منه عز وجل بالدعاء والتضرع، لا أجد مبرراً لطليقك بعد كل هذا الحب أن يهجرك ويضربك ويحاول خنقكِ، فهذا ينم عن ضعف الإيمان بالله عز وجل، أؤمن أنه لن يكون سعيداً في حياته، فقد خسرك في لحظات عدم رضا بقضاء الله وقدره، وقد يعاود التواصل معك، فلا تكوني ضعيفة أبداً، وإن طلب فلا تعودي إليه إلا بعد شروط قاسية، تضمنين بها عدم تخليه عن رجولته مجدداً بما حدث.

وإن لم يعود تائباً فسيكون أفضل أن تستكملي حياتك، بالبحث عن المستقبل الجديد، يجب أن تبحثي عن وظيفة مناسبة لك، واحمدي الله عز وجل فهناك من هي في مثل عمرك وتعاني الإعاقة الكاملة، أو أخذ الله بصرها، فأنت أهون بإذن الله، وستجدين عملاً بإذن الله، فقط استعيني بالله، وابحثي بهمة وعزيمة، وحتى ذلك مارسي هواياتك المفضلة، مارسي رياضة المشي في كل صباح، واهتمي بنفسك ودلليها بالتواصل مع صديقاتك، وجيرانك، وكوني شبكة علاقات جيدة، قدمي لهم كل ما لديكِ.

شاركي في الأعمال الخيرية والتطوعية، والتي ستجدين فيها سعادة بالغة بأن تقدمي لغيرك يد العون، كوني دائمة واثقة من نفسك، ومن قدراتك، ولا تتركي أحد يهزمك!

وسوف يعوضك  الله خيراً، حتى لو كنتي تحبينه، فهو لم يستحق هذا الحب، سوف يعوضك الله خيراً برجل آخر يكون حبيباً وفياً صادقاً.

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق وتابعينني بأخبارك.

للتواصل معنا:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة