-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

طوابير طويلة للظفر بشهادة الميلاد: لا تستخرجوا وثائقكم .. نحن في عطلة !

الشروق أونلاين
  • 1566
  • 0
طوابير طويلة للظفر بشهادة الميلاد: لا تستخرجوا وثائقكم .. نحن في عطلة !

من كان يصدق أن أحمد سيضطر لشراء شهادة ميلاده من بلدية عين المكان، حتى يتسنى له تقديمها في مسابقة ترشح للظفر بوظيفة قبل نهاية موعد تقديم الملفات، فيما اضطر عمر لاستعمال نفوذ قريبه لاستخراج شهادة السوابق العدلية.. هي إذن يوميات مواطن جزائري انتقلت به حمى الطوابير وجنون الأسعار من كيس الحليب صباحا إلى استخراج الوثائق حتى مساء.. يوميات جد صعبة وجد فيها المواطن نفسه في مواجهة إدارة معطلة أحيلت رسميا على عطلة وكأنها بحاجة إلى راحة.تعيش مختلف بلديات العاصمة على وقع ضغوط من طرف المواطنين لاستخراج مختلف وثائقهم الرسمية، مسلسل نتابع حلقاته يوميا في إطار عملنا الميداني وتنقلنا لمختلف المناطق في العاصمة. كنا قبل أمس ببلدية الدويرة عندما اعترض طريقنا مواطن حدث خطأ في كتابة أحرف اسمه على عقد زواجه، لتبدأ معها رحلة البحث عن تصحيح الخطأ، لكنه فوجئ بأن صاحب الإمضاء في عطلة رسمية، أحالت المواطن المسكين إلى إلغاء شهر العسل لأن عقد زواجه أضحى شبه مزور، ” أنا هنا لا أريد سكنا ولا وظيفة، أبحث عمن ألغى من أجندتي شهر العسل وحوّل يومياتي إلى مسلسل للبحث عنه فحتى رقم هاتفه مغلق، هو في عطلة…”.
مواطن آخر من بلدية براقي حاله كحال أغلب مواطني البلدية، كل أشغالهم تعطلت ورحلات البحث عن وثائقهم وحلول لمشاكلهم توقفت فجأة، بعد خبر فرار رئيس البلدية والتحقيق الذي مس أكثر من 20 شخصا من داخل محيطها، فيما يواجه عمر متاعب استخراج شهادة ميلاده الأصلية، تنقل إلى مسقط رأسه ببلدية الأغواط، حيث فوجئ بنوع آخر من الإدارة الموازية، فبحثا عن استخراج الوثيقة في أسرع وقت ممكن لإدراج شهادة ميلاده ضمن ملف ترشحه لمسابقة توظيف، طلب منه مبلغا معينا حتى تتم العملية في الوقت المطلوب، فالإدارة في عطلة والطوابير طويلة والدخول المدرسي على الأبواب والمؤسسات الاقتصادية بدأت تعلن عن مسابقاتها.. الكل يريد وثائقه في نفس الوقت.. أشخاص مكّنتهم مواقع أعمالهم من إبتزاز المواطنين، بطريقة رسمية، طبعا وما كان عليه إلا الخضوع لتحرشات الإداري بجيبه ليقدم له في الأخير ثمن شهادة ميلاده، “إنه ثمن متواضع لكنه يعكس فضاعة الوقت الذي وصلنا إليه”.

جواز السفر .. وثيقة أغلى من الفيزا

بيروقراطية رهيبة بين مختلف مصالح الإدارة ورحلة البحث عن استخراج جواز السفر تحولت إلى كابوس يؤرق نوم فئة من المواطنين لم يكونوا على علم بأنهم على موعد سفر.. هدى، طالبة ماجستير، أتاحت لها ظروف عملها السفر إلى كندا بعد حصولها على التأشيرة، فبدأت رحلة معاناتها لاستخراج جواز السفر في أسرع وقت ممكن وفق ما تطلبه منها الشركة التي تعمل بها في الجزائر، طرقت كل أبواب الإدارة .. النتيجة ليس قبل شهر.. هي الإجراءات القانونية، لكن الرحلة لا تنتظر وفرصة السفر إلى ما وراء البحر قد تضيع في أية لحظة. استنجدت بكل معارفها، ومن بينهم أحد موظفي الإدارة، ابن عم خالتها، كان في عطلة رسمية وكان يكفي منه مكالمة هاتفية حتى يفرج عن جواز سفرها في أقل من أسبوع، لتتمكن من ذلك بعد سلسلة طويلة من زيارة صاحب النفوذ. وإذا كانت هدى حققت مرادها، فإن خالد اضطر إلى التنقل يوميا من مصلحة لمصلحة ومن مدير لمسؤول لموظف لكن دون جدوى، أحدهم في عطلة وآخر في رحلة، وآخر مريض .. نحن في أوت إنتظر حتى شهر سبتمبر..

“طراباندوا” الإدارة الموازية

مواطنون يتصلون بنا، “نريد حلا..فلان في عطلة وعلان يريد نقودا، ماذا نفعل ؟”.. قبل أيام كنا في دائرة باب الواد طرح علينا أحد المواطنين مشكلا من نوع خاص، فحتى يتسنى له تقديم طعن بعد حصوله على سكن لم يرضه، تنقل لتقديم طلبه للجهات المحلية ليفاجأ بأن المصلحة التي تمسك الملفات أعضائها في عطلة..كل شيء بعد شهر أوت. المشكل ليس هنا، حيث يتصل به جاره ويخبره أن تاريخ إمساك الطعون انتهى ومصادر من داخل الدائرة تخبره أن تاريخ دراسة الطعون حدد مع نهاية شهر أوت وكل الملفات ستسوى أوضاعها مع بداية شهر سبتمبر. المواطن المسكين طرح مشكلته على الجريدة، “أريد أن اكتب رسالة مفتوحة إلى وزير السكن، أشتكي من خلالها بيروقراطية الإدارة”. غير أن أغرب حالات بيروقراطية الإدارة هو ظهور نوع من تجار الوثائق الرسمية، حيث حدثنا مواطن بالعاصمة، عن خطئ زوجته في اسم مولودها الصغير فعوض أن تطلق عليه اسم أنس أسمته أنيس وهو ما أثار حفيظة الأب وبدأ سلسة طويلة لتصحيح الإسم في مصالح البلدية، إنتهت بطلب عامل بالبلدية لرشوة مقابل تصحيح الخطأ، ونفس الوضعية عاشتها بلديات في عمق المدن الداخلية، حيث من يستعجل في طلب وثائقه عليه أن يدفع ليتفادى طول الطوابير …

“المير” في عطلة .. انتظر سبتمبر

صحيح أنه من حق كل مسؤول الحصول على عطلته السنوية كباقي الشعب، نضطر في رحلة البحث عن المعلومة للتنقل إلى عين المكان ويبق تصريح رئيس البلدية أو أي مسؤول أمرا لا بد منه في إطار أخلاقيات المهنة، لكنننا نفاجأ كبقية المواطنين بأن رئيس البلدية في عطلة. نسأل عن نائبه، هو أيضا في عطلة .. غريب.. إذن من يسير شؤون البلدية. لكن بمجرد أن نكتب على لسان المواطن يرن هاتف تحرير الجريدة في مكالمة من مسؤول البلدية، يحتج عن عدم أخذ موقفه في القضية .. عجبا، ألستم في عطلة ؟

فضيلة مختاري

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!