طوابير لسحب المعاشات والرواتب بمكاتب بريد العاصمة

تشهد أغلب مراكز البريدية عبر البلديات العاصمة، على غرار بلديات الكاليتوس، وبرج البحري وباب الوادي والقبة وغيرها، طوابير كبيرة وتدافعا جسديا بشكل رهيب للمواطنين، من أجل سحب رواتبهم المعيشية دون أي احترام لمسافة الأمان، ضمن إجراءات الوقائية من كورونا، في وقت تشير الإحصائيات إلى أن عدد الإصابات في تزايد مستمر يوما بعد يوم رغم حملات التوعية والتحسيس، إلا أنها تجاهلتها تماما.

وبهذا الخصوص، أعرب أحد قاطني بلدية الكاليتوس، في تصريح لـ”الشروق”، عن الوضعية الكارثية التي تعيشها مراكز البريد بالمنطقة، بسبب الاستمرار في أزمة السيولة التي نتج عنها بحسبه الاكتظاظ والتدافع للمواطنين، بطريقة عشوائية، غير مبالين بدرجة خطورة الوضع الصحي، الأمر الذي أثار استفزاز سكان المنطقة، من تجاهل بعض المواطنين وعمال الإدارة كل الإجراءات الوقائية، التي كان من الضروري احترامها والتحكم فيها، في ظل هذه الظروف الصحية التي تمر بها البلاد إلى يومنا هذا، إذ كان ينبغي الأخذ بالحيطة والحذر منها، مثل الدخول بشكل منظم، من خلال التباعد الجسدي، وارتداء الكمامات الواقية.. وهذا، لتفادي انتشار أكثر على ما هو عليه الآن.

في وقت حمل هؤلاء بعض المواطنين نقص الوعي، لبعض الزبائن، ضاربين تعليمات وإرشادات الأطباء بخصوص خطورة الوضع، لكن لا حياة لمن تنادي من جهة، وإدارة مراكز البريد التي لم تلتزم بالقواعد الأساسية للوقاية من جهة أخرى، معربين عن امتعاضهم العميق من هذا الاستهتار الذي يحدث داخل المراكز البريدية، من قبل العمال وبعض المواطنين، حيث يرى ذات المتحدث أنها تعتبر بؤرا لانتشار الوباء، نتيجة الاحتكاك والتدافع الجسدي للزبائن.

بالمقابل، أكد لنا أحد قاطني بلدية برج البحري، قائلا: “إن السبب الرئيسي لكل هذه الفوضى والمشاكل يعود أساسا إلى نقص السيولة، ما يجبرهم- على حد قوله- على الانتظار لساعات طويلة، لسحب أموالهم، متجاهلين خطر إصابتهم بفيروس كورونا، في ظل الازدحام والتدافع الكبير، مشيرا أن المشكل مس أغلب البلديات.

علما أن أغلب الزبائن هم من كبار السن، وبحسبهم، هم الأكثر تعرضا لهذا الفيروس، نظرا إلى كون بلدية الكاليتوس تعرف بالكثافة السكانية العالية، خصوصا في الآونة الأخيرة، فكان من اللازم على الجهات المعنية، بحسب ما أفاد به محدثنا، أن يؤخذ الأمر بجدية تامة ووضع كل الإجراءات اللازمة، من أجل البحث عن الحلول الناجعة لتفادي هذه الطوابير الطويلة، التي تحدث بشكل يومي، على مستوى مراكز البريد ببلدية الكاليتوس.

وأمام هذا الوضع، يناشد مواطنو البلديات المذكورة أعلاه الجهات المعنية بالقطاع، ضرورة التدخل الفوري قصد وضع حد لهذه المهزلة التي تعيشها أغلب مراكز البريدية بالعاصمة في عز كورونا.