طيار جزائري بفرنسا يروج لبلاده برحلات سياحية من السماء

يأمل الكثير من المغتربين الجزائريين بالخارج، في الاستثمار بقدراتهم وأفكارهم، وهواياتهم داخل بلادهم، من أجل تطوير القطاعات الاقتصادية والثقافية، والاجتماعية، والسياحية، ولكن بالمقابل ينتظرون مزيد من التسهيلات، والتعاون من طرف السلطات العليا والمحلية.

وعلى غرار هؤلاء، الطيار الجزائري في الخطوط الجوية الفرنسية، جمال علاش، الذي يرغب بشدة في جعل منطاده الحامل لألوان العلم الجزائري، أن يحوم فوق المناطق السياحية الخلابة في الجزائر، في إطار الرحلات والاستكشاف من السماء للطبيعة الجميلة لبلاده شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.

وعبر جمال علاش لـ”الشروق”، عن شغفه لإنجاح مشروعه السياحي في الجزائر بعد أن كانت له تجربة المشاركة في الألعاب المتوسطية بوهران، ودعوته للمشاركة في الافتتاح السياحي لدول جنوب الصحراء الكبرى بغرداية شهر ديسمبر القادم، والمتمثل في رحلات جوية للتمتع بمناطق جزائرية من الأعلى، حيث يملك منطادا للهواء الساخن، والطيران المظلي، والبارموتور” أولم”، ويمكنه أخذ من 14 إلى 20 سائحا في وقت واحد عن طريق منطاده الذي يحمل الألوان الوطنية.

وقال إن بعض القيود من السلطات المحلية، تقف أمام تحقيق مشروعه، حيث في الكثير من الأحيان يطالبه المسؤولون المحليون بتقديم تراخيص من السلطات العليا، وهذا ما عطل مشروعه السياحي، ولكن يأمل أن تزول هذه العراقيل مع الوقت، بعد التعود على مثل هذه الرحلات السياحية التي تعتبر الأولى في الجزائر، عن طريق التعليق في السماء.

وبما أنه خبير في السياحة، فإن جمال يرى بأنه من مصلحة السلطات الجزائرية، التعاون مع الجالية المقيمة في الخارج، وتسهيل استثمارهم على ارض الوطن، في مختلف النشاطات والميادين الاقتصادية والثقافية، والسياسية، والسياحية.

وعلق جمال علاش قائلا: “أريد فقط الاستثمار بمنطادي في سياحة بلادي، فأؤكد لكم أنني أول شخص في العالم يصنع منطادا بألوان علم بلاده وأنا فخور بذلك”.

وأوضح جمال أن هناك الكثير من الأشخاص يريدون أن يقاسموه المشروع، وبينهم من يريد أن يحوم في السماء بمنطاده، حيث تأتيه الكثير من الاقتراحات عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما اقترحت عليه بعض المؤسسات الجزائرية أن يفتح معها شراكة في إطار الاحتفالات الوطنية، أو تنظيم رحلات سياحية جوية.

في الجزائر، اكتشف جمال، أن هناك الكثير مهتمين بهذا النشاط السياحي، قائلا: “إن الطيران الشراعي مطروح كثيرا في الجزائر لكن الطيران بالمنطاد ليس مطلوبا جدا، وأكاد أكون الوحيد الذي يعتمد على سياحة بهذا الأخير، سيحوم منطادي إن شاء الله في الشمال والصحراء، فقد شاركت في احتفالات عيد الاستقلال جويلية الماضي، وحفل تخرج الدفعات العسكرية بشرشال”.

وقال جمال إن مشاركته في بعض الاحتفالات الوطنية، مكنته من الاقتراب والتحدث إلى مسؤولي الديوان الوطني للسياحة، ووزارة الشبيبة والرياضة، من أجل الترويج أكثر لمشروعه السياحي.

وأكد المتحدث، أن من ايجابيات السياحة بالمنطاد هو أنها تسير ب 10 كيلومتر في الساعة، ما يمسح بالتمتع بالمناظر الخلابة من الأعلى، لأن الرحلات مثلا بحسبه، بالهليكبوتر تسير بسرعة، فيما يمكن لمنطاده أن يقطع مسافة 7800 متر مع طاقة حمولة على الأقل 10 أشخاص، وبمجرد صعوده إلى السماء يمكن أن يبحر في السماء لمد ساعتين، ويتيح للركاب التمتع بالمناظر من جميع الزوايا، واكتشاف معجزات طبيعة الجزائر.

وعن أسعار الرحلات، أوضح جمال علاش، أنها تدور في حدود 10 آلاف دج للشخص، مشيرا إلى أنها في المغرب تكلف 150 أورو، وفي تونس 120 أورو، معلقا: “إنها وسيلة لاكتشاف الطبيعة، من السماء، وأخذ صور رائعة”.

وقال إن منطاده الذي يحمل ألوان العلم الجزائري، صنع في أكبر مصنع عالمي “بلون شايز”، وبدأ في تنفيذ هذا المشروع سنة 2018 في فرنسا، وكان له عدة رحلات في الجنوب الجزائري وفي أعالي مدينة تيزي وزو.