-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عجائز لا يرضين بديلا للمطحنة الحجرية في تحضير "الفريك"

عائلات تقايض الدجاج والماعز بمستلزمات رمضان في ميلة

الشروق أونلاين
  • 1705
  • 1
عائلات تقايض الدجاج والماعز بمستلزمات رمضان في ميلة

تستعد العائلات الميلية لتوديع الشهر الفضيل، بعد استعدادات متميزة لاستقباله، حين خرجت العائلات على اختلاف مستويات معيشتها إلى الأسواق لاقتناء مختلف الحاجيات والمستلزمات التي تميز شهر رمضان، كما تقوم النساء في الدواوير والمشاتي والمناطق النائية بولاية ميلة بتحضير “الفريك” من خلال تجفيفه وتمليحه وطحنه بالطريقة اليدوية باستعمال المطحنة الحجرية التي لازالت تحافظ عليها بعض العائلات بولاية ميلة.

وفي هذا الإطار، تقول الخالة “الجيدة” التي مازالت تحتفظ بالمطحنة الحجرية التي توارثتها من أجدادها، أن عملية تحضير الفريك بالطريقة التقليدية لها طعم خاص وبنة لا مثيل لها مضيفة أنها هي التي تحضر الفريك لها ولأبنائها الستة سواء الذين يعيشون معها أو الذين يسكنون في مدن أخرى كالعاصمة وغيرها، حيث تقوم بتحضير ما يحتاجونه خلال الشهر الفضيل، لأن “شربة الفريك” في رمضان هي سيدة المائدة التي لا استغناء عنها في ميلة، فهو حاضر طوال الشهر، وتضيف الخالة “الجيدة”: “في الأعوام القليلة الماضية كان منتج محصول القمح ينضج مع الشهر الفضيل، حيث يتم جنيه من الحقول ثم يحرق في النار، وبعدها يتم درسه وتجفيفه ثم طحنه، وهو إنتاج فصلي في أوانه، لكن في هذه السنة قمنا بتخزين مادة الفريك من العام الفارط”.

وتتحسر الخالة الجيدة: “هذه العملية انقرضت منذ سنوات والقليل فقط من بقي يطحن الفريك بواسطة المطحنة الحجرية وحتى زوجات أبنائي يرفضن طحن القمح بالطريقة التقليدية، ويلجأن إلى المطحنة الكهربائية، أما أنا فمازلت وفية لطريقتي الأولى ولن أبدلها لا يمكنني أن أتناول فريك لا أعده بنفسي”، تقول الخالة “الجيدة”.

ومن العادات المنتشرة بولاية ميلة قبيل الشهر الفضيل، إقدام الكثير من العائلات القروية على بيع الدجاج والديك الرومي والماعز البري من أجل اقتناء الأواني والأطباق ومختلف المستلزمات، وهناك من تقوم أيضا ببيع البيض وغيره لجمع المال لتوفير بعض المواد الغذائية لشهر رمضان، خصوصا أن كورونا أثرت بشكل كبير على الطبقة الضعيفة التي تعمل لدى الخواص في الورشات، ولذلك فقد لجأ الكثيرون إلى الفلاحة وتربية الدجاج والماعز وغيرها من الحيوانات لسد حاجياتها في الشهر الكريم، إلا أنه بالمقابل توجد عائلات ميسورة الحال تقوم بتغيير جميع أطباقها ومستلزمات المطبخ كل شهر رمضان فتجد الكثير من العائلات تتهافت على محلات بيع الأواني وتجهيزات الطبخ وتقتني بكميات معتبرة العديد من الأطقم الخاصة بالأكل، غير أنه في هذه السنة وبسبب كورونا وخلال زيارة ميدانية قادت “الشروق” مطلع الشهر الفضيل إلى العديد من المحلات التجارية ببلديات الولاية، وقفنا على تراجع هذه الظاهرة، وذلك بسبب تدهور دخل الفرد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مواطن غيور

    وشهد شاهد من اهلها الشعب الجزائري يقايض من اجل البقاء حيا يامسؤولين رأفة بهذا الشعب المغلوب على أمره إن الله يرى ويمهل ولا يهمل ومصيركم جهنم إن شاء الله