-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اعتبروها فرصة لتوثيق الإرث الثقافي وحمايته من السرقة

عائلات جزائرية ترّوج للألبسة والأطباق التقليدية بحفلات ختان “ملكية”!

مريم زكري
  • 384
  • 0
عائلات جزائرية ترّوج للألبسة والأطباق التقليدية بحفلات ختان “ملكية”!
أرشيف

يعكس الاحتفال بختان الأطفال بعيدا عن كونه اقتداء بسنة النبي- صلى الله عليه وسلم- صورة جميلة عن الزخم الثقافي للتقاليد والعادات التي تزخر بها الجزائر، كما اعتبرتها بعض العائلات مؤخرا فرصة لترسيخ وإظهار التراث الجزائري، من ألبسة وأطباق تقليدية تحضر بالمناسبة، في حفلات فخمة تتباهى بها، التي لا تختلف أجواؤها عن أعراس الزفاف، والبريستيج المعهود في الأفراح، كما تفضل أغلب العائلات ختان أطفالها في شهر رمضان، خصوصا ليلة الـ 27، نظرا للدلالة الدينية التي يحملها هذا الشهر وكذا قدسيته لدى الجزائريين.
وتستعد الكثير من العائلات مع اقتراب نهاية شهر رمضان، لإعلان مناسبة ختان أطفالها في أجواء دينية وروحية، والعمل على التحضير لهذه المناسبة التي تزف فيها الأمهات أطفالهن إلى الختان وفقا للعادات المتوارثة، كما تسعى لكي أن يكون الاحتفال بها احتفالا خاصا، وسط الأهل والأقارب، بحيث تحتفظ العائلات عبر مختلف ولايات الوطن بخصوصية هذه المناسبة وببرنامجها الاحتفالي الذي ينطلق بليلة قبل موعد الختان.
وتتداول صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” و”أنستغرام”، مع بداية العشر الأواخر من رمضان إلى غاية ليلة 27، صورا جميلة للأجواء التي تطبع حفلات الختان، أين يحاول البعض تسويق العادات الجزائرية وتراثها الذي يتعرض في كل مرة للسرقة والانتحال، حفاظا عليه وحمايته من النهب، بحسب ما صرحت لنا به السيدة “صبرينة”، مختصة في صناعة وخياطة الألبسة التقليدية، قائلة إن مثل هذه المناسبات فرصة للتعريف أكثر بالتراث الجزائري، وإبراز التقاليد والموروث الثقافي الخاص باللباس والطبخ وغيرهما، أين أصبحت بعض العائلات مؤخرا، تفضل حجز قاعات الحفلات والأعراس لإقامة احتفالية الختان، وتحضير أفخم وأرقى الحلويات الجزائرية التقليدية التي تزخر بها بلادنا، التي تصدرت بعضها قوائم أفضل المطابخ في العالم.
من جهتها، أكدت رئيسة الجمعية الوطنية للأيادي الحرفية، نصيرة بوديسة، لـ” الشروق”، أن حفلات الختان بما فيها من لمسات خاصة بالعادات الجزائرية المتوارثة، تعمل على ترسخ هذا التقليد في المخيلة الشعبية لما له من مكانة في التراث الشعبي والعمق الاجتماعي.
وتضيف بوديسة أن مثل هذه المناسبات تعتبر فرصة لجمع شمل العائلات بمنتصف شهر رمضان وليلة 27، أين يتم عادة تحضير مختلف الأطباق التقليدية المتنوعة في أجواء عائلية، حيث يرتدي الطفل لباسا تقليديا، بداية من “الطربوش” إلى “القندورة” و”سروال المدور” والقطعة العلوية المصنوعة من قماش القطيفة والمطروزة بالفتلة الذهبية، كما ترتدي والدته وقريباته ألبسة تقليدية نسائية حسب كل منطقة من مناطق الجزائر، وهي مستلزمات تبدأ الأم قبل أيام من ذلك في تحضيرها لهذه المناسبة التي تجمع الأهل والأقارب في سهرة رمضانية تغمرها أجواء الفرحة والسرور.
بالمقابل، تأسفت نصيرة بوديسة لبعض مظاهر البذخ التي تسرف بعض العائلات في إظهارها بحفلات الختان، من خلال حجز قاعات فخمة خاصة بالأعراس وصرف مبالغ مالية كبيرة فقط من أجل التباهي، وقالت المتحدثة إن العائلات الجزائرية بإمكانها استغلال الفرصة للترويج لتقاليدنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن في إطار يحافظ على حرمة الشهر الفضيل، دون إسراف أو تبذير، ومن خلال ذلك- تضيف المتحدثة- نساهم في تربية أبنائنا على ضرورة التمسك بتقاليد أجدادهم التي أصبحت تنافس على احتلال المراتب الأولى عالميا، ومرجعا للعديد من الباحثين في مجال الطبخ والتصميمات الخاصة بالألبسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!