“عاشور العاشر” في مواجهة “اللاز” و”عمي برنو” يعود إلى الحياة

افتتحت سلسلة “البطحة” لمخرجها وليد بوشباح، الشبكة البرامجية الرمضانية لقناة “الشروق”، لتكون الحلقة الأولى من الموسم الثاني مليئة بالمفاجآت، أعادت المشاهد الذي تعلق بشخصيات السلسلة في رمضان الفارط إلى أجواء الفرجة التي عهدها بمساحات أوسع لمختلف الشخصيات والتحاق أخرى بالموسم الثاني.
وعاد المخرج وليد بوشباح بالمشاهد إلى الفترة التي سبقت أحداث الموسم الأول من “البطحة” وظروف مختلف شخصياتها وكيفية التقائها هناك، انطلاقا من سيطرة شخصية “بونار” على “البطحة” وكرائه لفضاءاتها ومحلاتها ودخول “اللاز” إلى السجن بعد أن صدر في حقه 16 حكما الذي تزامن مع زواج ربيعة من سيد علي الذي يجسّد دوره الممثل حكيم زلوم المعروف عند الجمهور بدوره في الموسم الأخير من “عاشور العاشر” والذي التحق بـ”البطحة” في موسمها الثاني.
وعبّر المشاهدون، عقب عرض الحلقة الأولى من “البطحة 2” عن استغرابهم من محتوى السلسلة الذي وجدوه مبهما بالنظر إلى نهاية الموسم الأول التي كانت مختلفة تماما حيث عوقب “اللاز” بالسجن للمرة الـ17، وتزوجت ربيعة من شخص آخر وتغيرت حياتها بشكل كامل وموت شخصية “برنو”، في حين قدّمهم الموسم الثاني في ظروف مغايرة، ليتضح أن سيناريو الجزء الثاني من السلسلة يسرد الفترة التي سبقت الجزء الأول، وهو ما لجأ إليه الثنائي نبيل عسلي ونسيم حدوش أثناء كتابتهم للموسم الثاني من خلال إيجاد حبكة درامية منطقية تسمح لشخصيات العمل بالعودة إلى الصراع ومنحها مساحات واسعة لأدوارها التي اكتشفها المشاهد في الموسم الأول.
وتتناول السلسلة، التي أخرجها وليد بوشباح، صراع ويوميات الأحياء الشعبية في قالب هزلي، حيث تنطلق فكرة العمل من الساحة العامة والمشتركة التي تتواجد في مختلف الأحياء والتي تعد مسرحا للكثير من الأحداث ومظاهر الحياة اليومية في الأحياء الشعبية، التي تجمع سكانها في السراء والضراء، فينتج عن ذلك الكثير من الصراعات التي سرعان ما تتلاشى بالتفاف السكان حولها لإيجاد حلول لها بالرغم من حدة المشاكل وتفاقم الأحداث التي تتسبّب فيها شخصيات السلسلة، على غرار “اللاز” التي يؤديها الممثل نبيل عسلي، والذي يغادر السجن بعد أن صدر في حقه أزيد من 16 حكما نتيجة ارتكابه الكثير من الجنح، فتزامن خروجه من السجن مع زواج حبيبته “ربيعة” من ابن عمتها الرجل الثري “سيد علي” وذلك ما يشكّل بداية صراعات ومشاكل جديدة مع سكان الحي الذي يقطن فيه وحتى الأحياء المجاورة، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع وتعقيدها خاصة مع دخول شخصيات أخرى ضمن صراع السلسلة أمثال شخصية رئيس العصابة “بونار” التي يؤديها الممثل نسيم حدوش بالإضافة إلى شخصية “العبسي”، التي يؤديها الممثل عادل شيخ و”عمي برنو” التي أبدع فيها الممثل ربيع أوجاوت.
كما تشارك الممثلة القديرة نجية لعراف في السلسلة بدور “قرمية” والدة “اللاز”، التي تحاول الدفاع عن ابنها رغم مشاكله المتعدّدة، مقدمة شخصية المرأة القوية والمثابرة في سبيل إعالة أبنائها، فتقدّم مختلف الخدمات مقابل المال الذي لا تدخر جهدا في كسبه بمختلف الوسائل، كما تظهر في السلسلة شخصية “ربيعة” صديقة “اللاز” التي تؤديها الممثلة ياسمين عبد المومن، والتي تمتهن سرقة المحلات رفقة زميلتها نسرين بلحاج التي تؤدي دور “سجية”، بالإضافة إلى مشاركة العديد من الممثلين في سلسلة “البطحة” أمثال
رضوان مرابط في دور “الفرطاس”، كاميليا بن دريسي في دور حبيبة شقيق “اللاز”، إلى جانب محمد صغير بن داود في دور “ريكو”، ربيع واجعوت في دور “برنو”، بالإضافة إلى الممثل إسماعيل العيساوي وحكيم زلوم الذي التحق بالموسم الثاني في دور “سيد علي” خطيب “ربيعة”.
ورغم الطابع الهزلي لسلسلة “البطحة” التي حققت نجاحا واسعا في موسمها الأول والذي ترجمته نسب المشاهدات القياسية، إلا أن العمل يسلّط الضوء على العديد من الظواهر الاجتماعية بإيجابياتها وسلبياتها والتي يعيشها المجتمع الجزائري في حياته اليومية كالتجارة العشوائية، عصابات الأحياء والسرقة، بالإضافة إلى إبراز مظاهر التضامن والتآخي والمواساة السائدة بين أفراد المجتمع ومؤازرتهم لبعضهم في المحن، وذلك ضمن قالب هزلي كوميدي في انتظار ما ستكشف عنه الحلقات المقبلة من العمل.