-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رفضت الجنسية الفرنسية وأصرّت على أن لا تدفن في باريس

عالمة الأنثربولوجيا “فاني كولونا” دُفنت أمس في المقبرة المسيحية بقسنطينة

جواهر الشروق
  • 5369
  • 3
عالمة الأنثربولوجيا “فاني كولونا” دُفنت أمس في المقبرة المسيحية بقسنطينة
ح.م
الباحثة العالمية فاني كولونا في علم الأنثربولوجيا

وصل زوال أمس السبت، جثمان الباحثة العالمية فاني كولونا في علم الأنثربولوجيا، إلى مطار قسنطينة، بعد رحلة من باريس، حيث توفيت في السادس عشر من شهر نوفمبر الحالي في باريس عن عمر ناهز 80 سنة، ولكنها رفضت أن تدفن في باريس وأصرّت في وصية لعائلتها حسب المؤرخ الجزائري محمد حربي، على أن تدفن في مسقط رأسها الجزائر وبالتحديد في قسنطينة التي عاشت في منطقتها قبل الاستقلال.

وهي من مواليد أريس بقلب الأوراس، في عام 1934، وتنقل إلى مطار قسنطينة عدد من المؤرخين والأساتذة الجامعيين، ومنهم البروفيسور عبد المجيد مرداسي الذي قال في تصريح له بأن الفقيدة كانت صديقة حقيقية للجزائر ولم تغادرها حتى في العشرية السوداء، بينما اعتبر مدير الثقافة بقسنطينة الأستاذ جمال فوغالي في حديث للشروق اليومي، اختيارها بأن تدفن في المقبرة المسيحية بقسنطينة انتصارا آخر للثورة الجزائرية، التي برغم مرور ستين سنة، عن اندلاعها وانتصارها، مازالت تحقق انتصارات أخرى بحضورها الإنساني والأخلاقي، وخصصت السلطات في قسنطينة استقبالا شرفيا لجثمان الفقيدة العالمة التي نقلها ابناها فانسون وفرانسوا، اللذان يعيشان في باريس وهما من مواليد الجزائر العاصمة، رفقة بعض أفراد عائلتها، حيث استقبِل جثمانها بالقاعة الشرفية للمطار وتم تحويلها إلى المقبرة المسيحية في قلب المدينة، إذ ووريت الثرى في حدود الثالثة بعد الزوال بكلمات تأبينية، وتعتبر فرنسا فاني كولونا من أكبر العلماء في الانثروبولوجيا في العالم، وهو العلم الذي يهتم بالإنسان وبالظواهر المرتبطة به، ولما تزوجت من بيار كولونا عام 1950 ظلا يناديان بالحقوق الجزائرية، ووقفا إلى جانب الثورة التحريرية والتقت بالعديد من كبار الثورة ومنهم على وجه الخصوص العربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد، إضافة إلى علاقاتها مع محفوظ قداش أحد رواد الكشافة الجزائرية الإسلامية، ورفضا بعد الاستقلال العودة إلى فرنسا، وطلبت كورونا بعد الاستقلال الجنسية الجزائرية ورفضت الجنسية الفرنسية، وحتى عندما عادت إلى باريس في السنوات الأخيرة للعلاج، كانت ماكثة ببطاقة الإقامة فقط، ومن آخر مؤلفاتها كتاب الثوابت والمتغيرات الدينية في الجزائر المعاصرة، ودرّست الراحلة في جامعة باب الزوار، كما امتهنت الإعلام في مجلة الضمير المغاربي قبل الاستقلال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • عبد العلي

    ذكرتني هذه االعالمة الفرنسية الأبية بالزعيم الليبي الراحل الهادي المشيرقي رحمه الله
    هذا الرجل المناظل والمجاهد العظيم هام بحب الجزائر هياما فاق كل تصور!
    وقدكان من أنشط الرجال في ليبيا الشقيقة لدعم ثورة الجزائر ماديا ومعنويا .
    ولذلك أوصى هذا الزعيم البطل أن يدفن في أرض المليون ونصف مليون شهيد !وقد حُققت أمنيته بعد مماته ودفن
    في مقبرة العالية في سنة 2007 إذا لم تخني الذكرة .
    وللإفادة والإشادة فقد ترك لنا الفقيد كتابا ثمينا جدا بعنوان : قصتي مع ثورة المليون شهيد.
    فرحمة الله عليه في الخالدين.

  • HOCINE

    سبحان الله ول الله في خلقه شؤون . علماء كبار من هذا الطراز وحتى بعد موتهم لا ينسون قيمة تراب الجزائر الغالية الحبيبة. .وشبابنا يتنكر لارض اجداده في عز قوته البدنية والعقلية. يا لها من مفارقة عجيبة. ههههه....اذا اكرمت الكريم ملكته ....

  • هواري بومدين

    لا حول و لا قوة إلا بالله . لم اكن اعرف هذه السيدة رغم انها جزء من تاريخنا , من العيب ان لا نعرف عمن يكن لنا و لبلادنا هذا الحب و الاحترام كله إلا بعد مماته.
    هذه مناسبة يا جنود الشروق ان تبرزوا لنا هؤلاء الابطال المجهولين قيد حياتهم حتى نقدم لهم ما يستحقون .
    اللهم يا رب بجاه النبي محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم , و سيدنا عيسى عليه السلام أن ارحمها و اغفر لها