جواهر
يوجد في‮ ‬الشاطئ مالا‮ ‬يوجد في‮ ‬الحياة العادية والافتراضية

عانس البرّ‮ ‬في‮ ‬رحلة لاصطياد عريس البحر

جواهر الشروق
  • 10853
  • 0
الشروق

بمجرد حلول فصل الصيف،‮ ‬وخاصة مع الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة،‮ ‬الذي‮ ‬شهدته مختلف ولايات الوطن،‮ ‬اختار مستعملو الشبكة العنكبوتية،‮ ‬وخاصة الفايسبوكيون منهم على اعتبار أن الفايس بوك أول موقع للتواصل الاجتماعي‮ ‬عبر العالم،‮ ‬أن‮ ‬يغيّروا الوجهة من شاشات الحواسيب والهواتف الذكية،‮ ‬إلى شواطئ البحر والنسيم العليل،‮ ‬محملين حقائبهم بآمال كبيرة وأحلام أكبر في‮ ‬تحقيق بعض الغايات المشروعة،‮ ‬معتبرين صيف‮ ‬2015،‮ ‬سيكون بمثابة صيف الأحلام،‮ ‬بعدما عاشوا طيلة الفصول الثلاث الماضية أحلاما ناعمة بوعود وردية خلال ليال الشتاء الطوال.

‬العانسات خاصة أو من فاتهن قطار الزواج،‮ ‬قررن اللحاق به الكترونيا،‮ ‬ولما لا ركوب العربة الأولى منه،‮ ‬مادام كل شيء في‮ ‬وقتنا الراهن مربوط بتطور التكنولوجيا والعلاقات الإلكترونية،‮ ‬فكما طغى الطابع الرقمي‮ ‬المادي‮ ‬على حياتنا العلمية والعملية،‮ ‬صبغ‮ ‬أيضا أحاسيسنا ومشاعرنا،‮ ‬وبات كل شيء في‮ ‬حياتنا رقمي،‮ ‬العلاقات الوهمية التي‮ ‬عاشها مئات الشباب عبر موقع التواصل الاجتماعي‮ ‬قررت الخروج من شاشات الحواسيب فكانت المواعيد على شاطئ البحر،‮ ‬كل من الشاب أو الشابة حاملا معه فكرة العودة لبيته بزوج صالح أو عروس حسناء،‮ ‬ولما لا تكون فاتنة تملك من الجمال والأخلاق ما‮ ‬يغنيه عن نساء العالم،‮ ‬إلاّ‮ ‬أن الواقع صدم أغلبهم إن لم نجزم بأنه صدمهم جميعا،‮ ‬فالفتاة التي‮ ‬كانت تضع صورة بنت تركية محجبة جميلة على حسابها الشخصي‮ ‬بالفايس بوك،‮ ‬والتي‮ ‬كانت دائما ما تقوم بنشر تعليقات مؤدبة ودبلوماسية عبر جدارها،‮ ‬وأيضا تلك الأنثى الراقية التي‮ ‬كانت عادة ما تنشر مواضيع ثقافية،‮ ‬وتعلق بلغات أجنبية ما كانت سوى شخصية وهمية تصطنعها للفايس بوك،‮ ‬فتموت تلك الشخصية بمجرد‮ ‬غلقها لحسابها،‮ ‬فيصطدم الشاب بكذبة الفايسبوك أو سمكة الفايسبوك،‮ ‬فلا شيء من ذلك موجود على أرض الواقع سوى رقم الهاتف،‮ ‬فيعود هو لبيته بقرار اعتزاله للفايس بوك نهائيا،‮ ‬وتعيد هي‮ ‬رمي‮ ‬صنارتها علها تصيب مرة أخرى دون ملل أو كلل،‮ ‬لكنها هاته المرة عادت للأصل وهو الفضيلة،‮ ‬واختارت الصيد على المباشر علها تمسك بعريس البحر،‮ ‬فجل العلاقات التي‮ ‬كانت توصف بالمثالية والناجحة عبر شاشات الحواسيب كانت مجرد علاقات افتراضية تنتهي‮ ‬صلاحيتها بانتهاء الأنترنت،‮ ‬ولم تتعد حتى لوحة المفاتيح،‮ ‬فكل من تعلّق بالشاشة،‮ ‬بصورة شخص وهمي،‮ ‬وشعارات ومبادئ وهمية،‮ ‬اصطدم بالواقع المر البعيد كل البعد عن الحقيقة،‮ ‬وما كان ليفيق من هذا سوى أن‮ ‬يغطس داخل مياه المتوسط،‮ ‬عله‮ ‬ينسى أو‮ ‬يستفيق من أوهامه التي‮ ‬كتبها،‮ ‬مثلها وأخرجها عشاق الفايسبوك‮.‬

مقالات ذات صلة