-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جمعيات تطالب بـ "حصانة" أمنية لمحاربتها

عصابات الأحياء ثاني آفة بعد المخدرات!

وهيبة سليماني
  • 2984
  • 0
عصابات الأحياء ثاني آفة بعد المخدرات!
أرشيف

دقت جمعيات الأحياء ومحاربة الآفات الاجتماعية، ناقوس الخطر حول انتشار عصابات الشوارع التي أضحت تهدد أمن واستقرار بعض التجمعات السكنية، وتزرع الرعب بين المواطنين.
وأكد رؤساء جمعيات، أنّ الآفة في طريق التطور، تنذر بمخاطر لا تقل عن مخاطر المخدرات، ويمكن أن تكون، حسبهم، ثاني أخطر ظاهرة في المجتمع بعد ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان على المهلوسات بين الشباب.
وأكّد عبد الكريم عبيدات، رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، لـ”الشروق”، أنّ المخاوف قائمة حول آفة عصابات الأحياء، ويمكن حسبه، أن تتطور وتنمو بنفس الطريقة التي مرّت بها ظاهرة المخدرات في الجزائر، فقد كان الحديث عنها سابقا، كممنوعات مهربة عبر بلادنا إلى بلدان أخرى، لكنها أصبحت واقعا، بعد انتشارها بين الشباب.

بطالون يتزعمون الأحياء ويرعبون السكان
وقال عبيدات، إن هذه العصابات تسيطر على بعض الأحياء الشعبية في كبريات المدن الجزائرية، وامتدت إلى مدن داخلية، حيث أصبح كل شاب يعاني البطالة والتهميش يلجأ إلى تزعم مجموعة من أبناء الحي “الحومة”، للاعتداء على الغرباء أو للسرقة و”البلطجة”، وترويج المخدرات، وزرع الخوف والرعب بين سكان الأحياء المجاورة.
وأبدى عبد الكريم عبيدات، استغرابه من انتشار عصابات الأحياء كظاهرة لم تكن معروفة من قبل، ودعا إلى محاربتها قبل أن تتوسع ويصعب السيطرة عليها، قائلا: “لا نستبعد اليوم أن يحدث مع عصابات الأحياء مثل ما حدث مع المخدرات، هذه السموم التي نفيناها من قبل عن مجتمعنا، فباتت منتشرة بين شبابنا”.
وأشار رئيس المنظمة الوطنية لحماية الشباب، إلى وجود مليون مدمن على المخدرات مسجل في الجزائر، وهو رقم بعيد عن الواقع الذي يبقى أكبر من ذلك.
ودعا عبيدات إلى إنشاء المزيد من مراكز علاج الإدمان على المخدرات لتغطية احتياجات 58 ولاية، وهذا لرعاية المدمنين على المخدرات وإنقاذهم من استغلال عصابات الأحياء لهم، مشيرا إلى أنّ مركز العلاج من الإدمان الكائن مقره بغابة بوشاوي يضم نحو 3757 شاب مدمن..

جمعيات تطالب بالحماية الأمنية في “معركتها” ضد العصابات
وفي ذات السياق، قال عبد الكريم عبيدات، إن علاج آفة” البلطجة” في الأحياء، والتدخل لحماية بعض الشباب منها، تحتاج إلى مرافقة أمنية، وآليات للتحكم في هذا المشكل، وخاصة أن ممثلي الجمعيات أشخاص متطوعون لا يملكون الحماية.
من جهته، أكد رئيس رابطة جمعيات الأحياء في مستغانم عبد الرحمان قورار، لـ”الشروق”، على هامش الجلسات الوطنية للمجتمع المدني بقصر الأمم نادي الصنوبر، أن المشاكل والآفات التي باتت تنتشر في الأحياء، تحتاج إلى تفعيل دور الجمعيات ذات العلاقة بالطفولة، وتغليب الوازع الديني، وذلك بمساعدة الأئمة، والمؤسسات التربوية، حتى لا يصبح بعض رؤساء الجمعيات في ساحة المعركة ضد المنحرفين، لوحدهم ودون حماية قانونية وأمنية.
وتأسّف عبد الرحمان قورار، لغياب دور الشباب وانحراف الكثير منها عن دورها الثقافي، حيث بات بعضها حسبه، مجرد مرافق لا تساهم في ملء فراغ الشباب البطّال.
وقال رئيس جمعية حي اراك عين مقل بتمنراست، عيد دهيمي، إن العمل التطوعي والتوعوي بشأن آفة عصابات الأحياء، يحتاج إلى “حصانة” أمنية، حيث إن رئيس الجمعية، حسبه، ليس موظفا بل هو متطوع وشخص عادي قد تهدد حياته مثل هذه النشاطات، خاصة إذا كانت الهدف منها التصدي لـ”البلطجة” في الأحياء، والتضييق على المتزعمين لها، من خلال الحملات والنشاطات التي تستهدف سكان منطقة ما أو حي ما.

مشروع” بسيكو بيس” لتفريغ الطاقة السلبية عند شباب الأحياء
وحول ذات الموضوع، كشف عبد الكريم عبيدات، رئيس الرابطة الوطنية لحماية الشباب، عن فكرة توسيع مشروع “بسيكو بيس” وتعميمه على 58 ولاية، حيث ستكون ولاية بومرداس الثانية بعد العاصمة التي نجح فيها هذا المشروع.
وقال عبيدات، إن “بسيكو بيس” حافلة مجهزة تضم أخصائيين نفسانيين، يتنقلون إلى الأحياء التي تنتشر فيها العصابات، والآفات الاجتماعية، لإعطاء فرصة تفريغ الطاقات السلبية عند بعض الشباب، وبعض المدمنين على المخدرات، الذين يعانون البطالة والتهميش، وذلك من خلال مناقشتهم وفتح الحوار معهم، ومعرفة انشغالاتهم ومشاكلهم، واهتماماتهم، وتطلعاتهم، وكذا المؤهلات والمواهب.
كما يسمح المشروع، بحسب عبيدات، بتطوع الكثير من المختصين النفسانيين الذين يعانون البطالة، واستفادتهم من التجربة كتكوين ميداني، فيما يقوم 1000 مرب ومربية بتأطير بعض الشباب لرعاية آخرين يعانون الإدمان والانحراف.
للإشارة، فإن الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان قد أشاد، خلال إشرافه على افتتاح الجلسات الوطنية للمجتمع المدني، بالدور الفعال للجمعيات في محاربة عصابات الأحياء، كظاهرة مؤطرة بموجب الأمر رقم 20.03، المؤرخ في 31 أوت 2020.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!