عصابات تستعمل “الساموراي” و”البوسعادي” لترويع المواطنين بسطيف

طورت بعض العصابات بولاية سطيف نشاطها وأصبحت تستعمل أسلحة بيضاء ذات أثر فتاك منها سيف الساموراي الياباني والخنجر المسنن والموس البوسعادي، ما تسبب في رعب وسط المواطنين واستنفار مصالح الأمن لتوقيف هذه العصابات الخطيرة.

وقد قامت مصالح الأمن منذ يومين بتوقيف عصابة مكونة من 6 أشخاص تنشط وسط مدينة سطيف، أين اعتادت السرقة وترويج الحبوب المهلوسة والاعتداء وزرع الرعب وسط السكان باستعمال الخناجر التي لم تقتصر فقط على سكاكين المطابخ المعهودة بل تطور الأمر إلى استعمال سلاح الساموراي إلى جانب خناجر المحترفين، وهي عبارة عن خناجر بجهة مسننة وأخرى حادة للغاية بإمكانها أن تقطع الحذاء وهي سلاح يستعمل في الحروب كما يعد من الأسلحة التي تُصور في لقطات القتل في أفلام الأكشن، وأشهرها كانت في فيلم “رامبو”، فما استعمله بطل أفلام هوليوود بالأمس هو اليوم في متناول عصابات بسطيف تحترف الاعتداء وترويع الناس في الأحياء المظلمة.
والى جانب هذا الخنجر هناك سيف الساموراي وهي تسمية يابانية الأصل تعني الذي يضع نفسه في الخدمة وكانت تطلق على المحاربين القدماء في اليابان. ويعد هذا السيف من الأسلحة البيضاء الأكثر فتكا في العالم وقد استعمل هو الآخر في الأفلام الأسيوية، وارتبطت به عدة أساطير فيقال بأن هذه السيوف بها لعنة التعطش للدماء ويقال حتى وإن كان في غمده فإنه يدعو صاحبه للقتال وسفك الدماء وإن رفض فإنه يدعوه إلى الانتحار، وأشيع أن حامل الساموراي يصاب بالجنون وتلاحقه قوة شيطانية تدفعه إلى التدمير والقتل وهناك من انتهى بهم الأمر الى قتل أنفسهم للهروب من لعنة هذا السيف. وهناك أنواع من هذا السلاح تختلف حسب طول الشفرة وطريقة تزيينها وتتميز شفرة الساموراي بحدتها وصلابتها وبإمكانها أن تقطع الرصاصة.

هذه السكاكين أجنبية الصنع بينما هناك خنجر من صنع محلي يعرف باسم البوسعادي نسبة لمنطقة بوسعادة أين اشتهرت حرفة صنع هذا النوع من الخناجر الذي يخصص أصلا لذبح وسلخ الماشية، لكن بعض العصابات تستغله في الاعتداء والإجرام نظرا لفعاليته وقوته على القطع، فهذا الخنجر التقليدي الصنع له شفرة خاصة تستخرج من نابض الشاحنات ثم تعرض على نار باستعمال الكير وتضرب مطولا بالمطرقة والسندان الى أن تنتهي بشكل شفرة حادة تقطع الشعرة، ويضاف لها المقبض الخشبي الذي يربط بأسلاك ويزين بأشكال هندسية تتوزع على الشفرة والمقبض. وهو خنجر حاد يتميز بمتانته وضربته الأولى لا تحتاج الى ثانية وبإمكانية أن يذبح ثورا بحركة واحدة. وقد أعجب به السواح الأجانب ونقلوه معهم الى بلدانهم سواء الى أوروبا أو الخليج العربي باعتباره خنجرا مميزا وتحفة فنية. وهناك من طور هذا الخنجر وحوله الى سيف طويل أصبح هو الآخر يستعمل من طرف العصابات التي تحترف السرقة وتروج الحبوب المهلوسة والمخدرات.

فحسب العمليات التي تقوم بها مصالح الأمن والدرك عبر مختلف الولايات لتوقيف العصابات تجد الساموراي والخنجر المسنن والبوسعادي من الأسلحة التي يستعملها المجرمون، والتي تحجز وتصنف كأدوات جريمة تنتهي عادة بمأساة حقيقة.

وإذا كان البوسعادي من صنع محلي معروف المصدر وصنع أصلا لذبح وسلخ الأغنام والأبقار فإن السؤال المحير يتعلق بكيفية دخول الساموراي والخنجر المسنن الى الجزائر والاثنان صناعة أجنبية تقطع البحر والسحاب لتصل بطريقة ما الى أيدي المجرمين في الأحياء الشعبية في الجزائر.