-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
القاضي واجهه بها في قضية تمويل حملة العهدة الخامسة

عقارات وشقق ومليارات في حساب سعيد بوتفليقة

نوارة باشوش
  • 13062
  • 0
عقارات وشقق ومليارات في حساب سعيد بوتفليقة
أرشيف
سعيد بوتفليقة

واجه رئيس القطب الجزائي الاقتصادي والمالي بسيدي أمحمد، الاثنين شقيق الرئيس المتوفى ومستشاره الخاص سعيد بوتفليقة، بحقيقة “من أين لك هذا؟” وتهمة الإثراء غير المشروع وما نتج عنه من عقارات وشقق في أرقى أحياء العاصمة وتلمسان وحسابات بنكية.. وما خفي أعظم؟.. إلا أن سعيد بوتفليقة وبخطى متسارعة أرجع حيازته لهذه الممتلكات إلى “الوراثة” من عائلته خصوصا والدته وأخيه مصطفى المتوفى، وقال إن “الذي وصفتموه بـ”الإمبراطور لمدة 20 سنة، لا يملك هو وزوجته إلا شقتين فقط، وأنه بريء من اختلاس أموال الشعب”.
وقد انطلقت محاكمة سعيد بوتفليقة والرئيس السابق لمنتدى رؤساء المؤسسات “الأفسيو” علي حداد، الاثنين على مستوى القطب الجزائي الاقتصادي والمالي بسيدي أمحمد برئاسة رئيس القطب.

ويتابع سعيد بوتفليقة حسب ما تضمنه الأمر بالإحالة بتهم استغلال النفوذ، جنحة استغلال الوظيفة، عدم التصريح بالممتلكات، الإثراء غير المشروع، جنحة تبييض الأموال، التمويل الخفي لحزب سياسي، إلى جانب جنحة إخفاء عائدات متحصلة عن جرائم الفساد، في حين يتابع رجل الأعمال والرئيس السابق لمنتدى رؤساء المؤسسات “الأفسيو” علي حداد، بجنح تبييض الأموال، التمويل الخفي لحزب سياسي إلى جانب جنحة إخفاء عائدات متحصلة عن جرائم الفساد، الأفعال المنصوص والمعاقب عليها بالمواد 389 مكرر، و389 مكرر 1 من قانون العقوبات، المادة 32 ف 1، المادة 33، و36 و37 ف1 و39 و43 من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته.
رئيس القطب بعد أن قام بتأجيل محاكمة الرئيس المدير العام لمجمع النهار أنيس رحماني ورجل الأعمال محي الدين طحكوت إلى تاريخ 6 جوان الداخل، أعلن عن انطلاق محاكمة سعيد بوتفليقة وعلي حداد، إذ فسح المجال للمحامين أن يقدموا دفوعاتهم الشكلية، وبعدها باشر استجواب المتهمين والبداية مع علي حداد.
حداد: سيدي القاضي لا أستطيع أن أتحمل المزيد
القاضي: أنت متابع بجنح تبييض الأموال والتمويل الخفي للحملة الانتخابية وإخفاء عائدات متحصلة عن جرائم الفساد طبقا لقانون مكافحة الفساد والوقاية منه 01ـ 06، هل تعترف بهذه التهم، أم تنكرها؟
حداد: أنكر هذه التهم سيدي الرئيس.
القاضي: لقد صرحت أمام قاضي التحقيق أن سعيد طلب منك فتح قناة تلفزيونية خاصة بتمويل الحملة الانتخابية لشقيقه وطلب منك إستعارة بعض المعدات والأجهزة لفتح هذه القناة، هل تعقب عليها أم توضحها؟
حداد: سيدي القاضي، قضية تمويل الحملة الانتخابية طرحت للمرة الرابعة وتم إدانتي بها.
القاضي: نحن نناقش مسألة الدفع الأولي والوقائع في حد ذاتها أولا، وثانيا نود المناقشة في الموضوع وفقط؟
حداد: سيدي القاضي، أعيد وأكرر للمرة الرابعة، أتحدث في وقائع للحملة الانتخابية هذه، مثلت مع معزوز ثم مجمع “ETRHB” واليوم مع سعيد راني نمثل للمرة 8 أمام المحاكم و32 مرة أمام قضاة التحقيق وقضاة الجلسة وووكلاء الجمهورية والنواب العامين وكل مرة يقومون بـ”جرجرتي”، أي شخص يتابع قضائيا “يجيبو” حداد.. “كرهت.. كرهت.. كرهت” واسمحلي سيدي الرئيس على هذا الكلام، انتم شخصيا حاكمتموني للمرة الثالثة في هذه القضيةّ.
علي حداد يثور وبصوت عال وصل صداه إلى خارج القاعة، بل وكاد أن يخرج من شاشة البث عبر سكايب، قائلا كل تصريحاتي في أي نقطة موجودة عندكم، راني كرهت راني عييت، عييت بزاف سيدي القاضي.
القاضي يقاطعه “نحن أمام محاكمة وهذه هي الإجراءات المعمول بها وعليك الإجابة على الأسئلة؟
حداد: سيدي الرئيس، كرهت من هذه القضية، كل الأجوبة موجودة عندكم.. أكثر من 2000 ورقة في هذه القضية، أربع سنوات سجنا ومصادرة كل ممتلكاتي، أخذوا كل شيء مني ومن عائلتي.. عييت سيدي القاضي، لا يوجد اي جواب، كل التصريحات موجودة عندكم.
القاضي: هناك متهمين معك في القضية وعليك أن تجيب على الوقائع؟
حداد مجددا ينفعل بشدة ويطلب من القاضي الرحمة والإنصاف قائلا “سيدي الرئيس لا أستطيع.. لا أتحمل”.
القاضي: أوضح لك نقطة في الملف، هذه إجراءات دعوى لا بد أن تحترم القانون، هناك متهمين معك أقول لك؟.. هل تم سماعك أمام قاضي التحقيق بخصوص قضية قناة الاستمرارية؟
حداد: كل شيء عندكم سيدي القاضي.. كل الأجوبة بحوزتكم، من فضلكم أفعلوا شيئا.
حداد ينفعل وينادي بصوت مرتفع “سيدي القاضي، أقسم لكم انني تعبت “لازم تفهموني”، من فضلكم تصرفوا، راني نصوم كل يوم ونطلب من المسؤولين في البلاد الرحمة.. فأنا لست يهوديا، بل جزائري وابن الجزائر”.
القاضي يطلب من علي حداد الهدوء والصلاة على النبي محمد، وينادي على سعيد بوتفليقة.

“الإمبراطور” سعيد بوتفليقة لا يملك سوى شقتين فقط
القاضي: أنت متابع بجنح استغلال نفوذ وإساءة استغلال الوظيفة والإثراء غير المشروع وإخفاء عائدات ناتجة عن جرائم الفساد والتمويل الخفي للحملة الانتخابية؟
سعيد: انفيها جملة وتفصيلا .
القاضي: لقد صرح حداد علي أمام قاضي التحقيق أنك طلبت فتح قناة خاصة “الإستمرارية” لإستعارة بعض معدات وآلات تقنية خلال الفترة التي تسبق الحملة الانتخابية؟
سعيد: “أنا كنت في السجن العسكري بالبليدة، كان محكوما علي مرتين بـ15 سنة وهو حكم سياسي، اخفاء فخامة الرئيس بوتفليقة لمدة 20 سنة لبعض الحقائق، “حب يزرع الرحمة وروح المحبة”، موضوع خطير سيدي القاضي عند السؤال، فإن ضميري مرتاح أمام الله سبحان وتعالى، وأنا اليوم أمامكم للدفاع على شرفي وذمتي ونزاهتي وكل واقعة انفيها.. أطلب منكم مواجهتي بالدلائل، لما كنت عند قاضي التحقيق سألني أسئلة عامة، فإن ثبت أنني مذنب بالأدلة فعاقبوني، ولكن إذا كنت بريئا وأنا بريء أنصفوني”.
القاضي: أعيد عليك السؤال، أم أنك فهمته؟
سعيد: بخصوص السؤال الذي سألته سيدي القاضي يتعلق بالعتاد، لما تحدثنا عليه أنا وعلي حداد، العتاد كان موجودا في الجزائر.. فحداد يقول طلبت منه إستعارة العتاد، لكن اقتناء العتاد كان قبل انطلاق الحملة الانتخابية وكان مخصصا لقناة رياضية كان سيفتحها في وقت سابق وقبل أن يعلن المرحوم عبد العزيز بوتفليقة ترشحه أصلا، فالعتاد تم تحويله من مطار هواري بومدين إلى مقر شركة علي حداد الكائنة بالدار البيضاء بالجزائر العاصمة…
القاضي يقاطعه قائلا: هذه تصريحات علي حداد وليس قاضي التحقيق؟
سعيد يتابع “لم تكن الفكرة لإنشاء قناة الاستمرارية، كانت الفكرة لإنشاء قناة “واب تي يفي” التي كانت قناة الكترونية.
القاضي: المسألة هي إنشاء القناة بذاتها، أي تم تحويل العتاد إلى وجهة أخرى؟ وهل المعدات تتعلق بـ”واب تي. في” وهي بمثابة ترويج للحملة الانتخابية للرئاسيات؟
سعيد: والله سيدي الرئيس لا أعلم من أين جاءوا بتسمية قناة “الاستمرارية”، وبكل تواضع، هل عندي غباء سياسي حتى أطلق اسم “الإستمرارية”، فهي تضر الرئيس أكثر مما تنفعه.
سعيد يتابع تصريحاته “إلى يومنا هذا هناك مسؤولون يتواجدون في أعلى هرم السلطة، وقد شاركوا في هذه الحملات الانتخابية 1999ـ 2004ـ 2009 ـ 2014ـ 2019 ولحد الآن متواجدون بمناصب حساسة في الدولة”.
وفي هذه الأثناء، رئيس القطب الاقتصادي والمالي يقاطعه الحديث قائلا: “السيد بوتفليقة سعيد، من فضلك نحن في المحكمة وعليك أن تتقيد بالدعوى العمومية”، سعيد يرد “لا أذكر الأسماء أنا نفضل نموت بصمت ووقار”.
القاضي: تم إنفاق صك بقيمة 75 مليار سنتيم لإنشاء هذه القناة؟
سعيد: علي حداد “واش صرح قال بلي كان حاب ينشئ القناة” والصك تم إيداعه في شهر ديسمبر سنة 2018، الرئيس آنذاك لم يعلن بعد ترشيحه ولم يكن مترشحا والناس كانت تضغط عليه… فالعتاد اشتراه علي حداد واحترم كل الإجراءات القانونية.
سعيد يواصل تصريحاته “الصك سيدي القاضي كان مخصصا لإنشاء قناة رياضية وفي دردشة ما بيننا لما التقينا أنا وحداد في وقت سابق تكلمنا عن الحملة الانتخابية؟
وكيل الجمهورية: بخصوص العتاد الذي طلبت من حداد نقله وتحويله إلى مكان آخر؟
سعيد: التحقيق لم يكن عادلا، هذا الملف كله مبني على استنتاجات فقط، صراحة كلمني حداد بعد 22 فيفري، وأنا كنت ليلا نهارا مع أخي رحمه الله، كما أنني كنت استقبل مسؤولين كبارا في الدولة نفكر في الحلول الممكنة، ولا أنفي أنه كلمني لأنني أعرف الأخلاق الراقية لعلي حداد.
سعيد يواصل تصريحاته: يوم 22 فيفري قمنا بنزع صور شقيق عبد العزيز بوتفليقة في المقر وتم غلقه من طرف الشرطة لحماية هذا الأخير وتم إخراج العتاد لأننا كنا خائفين على الأشخاص والعتاد… ولا أتذكر أنه كلمني سعيد.
القاضي: بخصوص تصريحات علي حداد أمام قاضي التحقيق قال إنه ينفي كل التهم المنسوبة إليه وإن الهدف من إنشاء القناة هو ترقية نشاطات “ETRHB” لإشهار وتسوية المنتوجات بمبلغ قدره 75 مليونا وبهذا المبلغ تم القيام بعملية توطين بنكي وتم استيراد العتاد 222 ألف أورو وبعد شحنه على مستوى مطار هواري بومدين تم توجيهه لإنشاء قناة الاستمرارية ما هو ردك؟
سعيد: بخصوص هذه القضية تم سماعي كنت موقوفا في السجن العسكري بالبليدة، القاضي سمعني ووجه لي ثلاث تهم وبعدها تم استدعائي مرة أخرى وتم إضافة أربع تهم أخرى جدد لي.
القاضي: ننتقل الآن إلى مسألة الإثراء غير المشروع؟
سعيد: ضميري مرتاح أمام الله سبحانه وتعالى، لكن ظلموني وحكموا علي لمدة 20 سنة، ووصفوني بمختلس الأموال.. الشعب الجزائري برمته ينتظر هذا اليوم، فأنا أصرح أمامكم وأما الصحافة أن سعيد بوتفليقة، ليس لديه أي ممتلكات، بل حاولوا أن يطعنوا في شرفي وذمتي وأنا رأس مالي هو نزاهتي.. فأنا بريء .. بريء فإذا كان هناك دليل واحد ثابت قدموه لي.. فأنا لا أطلب لا رحمة ولا شفقة يوم 22 فيفري “صرا اللي صرا، حنا بالعامية يقولك الحمل ما يشوف غير حذابة صاحبو”.
القاضي: من فضلك تقيد بحيثيات القضية؟
سعيد: أتكلم سيدي القاضي لأن الوقائع سياسية بامتياز.
القاضي: قد أفضى التحقيق القضائي إلى وجود العقارات التالية.. شقة من نوع f5 مساحتها 249 مربع بمنطقة بن عكنون تم شراؤها في إطار الترقية العقارية؟
سعيد: نعم صحيح.
القاضي: حقوق عقارية في الشيوع.. شقة سكنية ببلدية الجزائر الوسطى تحصلت عليها بموجب شهادة توثيقية لنقل الملكية بتاريخ 26 جويلية 2010؟
سعيد: كان لدي أخي اسمه مصطفى توفي الله يرحمه ويوسع عليه هذا الميراث ورثته عنه .
القاضي: بالنسبة للمستودعات والمواقف؟
سعيد: وهذا رزق حلال.
القاضي: بالنسبة لمواقف السيارات هل أنت تبيع وتشتري السيارات؟
سعيد: عندي شقة فقط في بن عكنون وموقف السيارات.
القاضي: وماذا عن الحقوق العقارية للشيع الكائن بجنان المالك بحيدرة؟
سعيد: هذا العقار ورثه أيضا لأخي مصطفى.
القاصي: قطعة أرض أخرى تقع في البشير الإبراهيمي بالأبيار؟
سعيد: هذه القطعة ملك لوالدتي الله يرحمها ورثته لي.
القاضي: شقة أخرى بشارع الإبراهيمي وحقوق عقارية أخرى متواجدة بولاية تلمسان؟
سعيد: هذه كلها ملك لوالدتي.
القاضي: عندك حساب بنكي الأول فيه 10 ملايين دينار والآخر فيه 36 ألف أورو كيف تفسر هذا؟
سعيد: هذه الأموال ناتجة عن العمل الذي كنت أعمل به سواء كأستاذ بجامعة باب الزوار لمدة 11 سنة أو كمستشار في رئاسة الجمهورية.
القاضي: كم كنت تتقاضى في الشهر كمستشار في رئاسة الجمهورية؟
سعيد: 30 مليونا في الشهر.
القاضي: عندك سيارات أوسائق خاص؟
سعيد: كنت أفضل نسوق وحدي بدون سائق، إذا لقيت مدخول آخر خارج وظيفتي حاسبوني به… سيدي القاضي ممتلكاتي حلال ثم حلال.
سعيد، يضيف “هذه هي ممتلكات سعيد بوتفليقة الذي كان يلقب بـ”الإمبراطور.. أطلب من الصحافة أن تكون بوقا لي اليوم وإظهار الحقيقة للشعب الجزائري وتقول أن سعيد بوتفليقة لديه شقتان فقط ويوجد 52 إنابة قضائية على زوجتي في باطل، لا يوجد أي شيء أخفيه.. إن الله يمهل ولا يهمل”.
سلال: لا علاقة لي بقناة “الاستمرارية”
ومن جهته، أكد الوزير الأول السابق عبد المالك سلال الذي مثل في قضية الحال كشاهد، أنه لا يعرف ماذا جرى بين سعيد بوتفليقة وعلي حداد بخصوص قناة “الاستمرارية”، وأكد أنه فعلا تم تعيينه من طرف سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مديرا لحملة الرئاسيات التي كان مزمعا إجراؤها بتاريخ 18 أفريل 2019.
وقال عبد المالك سلال “باشرت مهام الأعمال التحضيرية لهذه الحملة الانتخابية في جوانبها التنظيمية فقط، يقول سلال، أما بالنسبة لتسيير وإدارة الأمور المالية، فإنه ليس لي أي دخل ولهذا الغرض تم تعيين أمين المال، المدعو شايد حمود المكنى عبد الرحمان، من طرف شقيق الرئيس.
القاضي: أنت كنت مديرا للحملة الانتخابية المترشح السابق عبد العزيز بوتفليقة، لمدة أسبوعين”.
سلال: نعم سيدي القاضي غادرت بعد أسبوعين من بعد تم تعييني كمدير للحملة الانتخابية للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة وكنت أشرف على الجانب السياسي وليس الجانب المالي، ولا علاقة لي بالجانب المالي ولا بقناة الاستمرارية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!