الشروق العربي
زواج المصلحة في مجتمعنا:

عقد صفقات لضمان مستقبل مريح

صالح عزوز
  • 3562
  • 7
ح.م

لم يبق الزواج عند الكثير من العائلات كما كان في الماضي، وهو البحث عن الزوجة الصالحة والزوج الصالح، انطلاقا من عدة معايير، وهو الأصح في هذه الرابطة، من أجل تشكيل أسرة مبنية على الحب والتفاهم بين الطرفين، والتعاون من أجل سعادتهما وسعادة أولادهما، حيث ظهرت إلى الوجود معايير أخرى، مادية أكثر ما هي معنوية، من أجل ضمان مستقبل مادي مريح، كما يعتقد الكثير من الناس. لذا، تحول الزواج عند بعض الأسر، إلى صفقات للبيع، إن صح القول، لا رابطة مقدسة قائمة على الود والاحترام.

تختار الكثير من الأسر، حينما يتعلق الأمر بتزويج الولد أو البنت، المصلحة المادية لكليهما، سواء بالبحث عن أسرة أخرى ثرية أو ذات مال وإرث مادي وفير، أم تلك الأسر ذات السلطان والمكانة في المجتمع. وهذا، خوفا من المستقبل، كما يعتقد الكثير من الناس، في ظل الكثير من الظروف الاجتماعية الحاصلة، وكذا التغيرات التي قد تطرأ على العلاقة الزوجية مستقبلا. هذا، ما أدى إلى تغير معايير الزواج في مجتمعنا، وأصبحت حظوظ الزواج بين شابين تخضع إلى طلبات مادية أكثر من شيء آخر، حتى ولو لم يكن هناك توافق كامل بين الطرفين، إلا أن المادة كما يقال هي التي تحل محل الكثير من الأشياء، وتغطي هذا النقص بينهما، لأن الزواج منذ البداية كان قائما على مصلحة مادية ظاهرة للعيان، فلا داعي للبحث عن ذلك التوازن بين الزوجين.

المال هو ما يصنع السعادة وليس العكس

تؤمن في الغالب هذه الأسر التي تبحث عن المصلحة المادية في الزواج، بأن المادة هي التي تصنع السعادة وليس العكس. لذا، فمهما يكن، فإن المال، مع مرور الوقت، سوف يصبح هو القائد في هذه العلاقة الزوجية، وليس الحب والثقة وغيرهما من المعايير التقليدية، التي كانت في ما ما مضى. لذا، فالبحث عن مصلحة البنت أو الولد في الزواج، لا يقتضي أن تكون مرتبطا بمعايير معنوية، لم ولن تقاوم مع مرور الوقت، حين لا تكون الأسرة مرتاحة ماديا. لذا، فزواج المصلحة بين الأسر في اعتقاد هذه الأسر هو الأصح، بعيدا عن فلسفة الحب التي نراها اليوم.

وأصبح هذا الزواج تقليدا عند الكثير من الأسر في مجتمعنا، معروفا عندها. لذا، لا يمكن بكل حال من الأحوال، أن تتزوج أو تزوج هذه الأسر، من أسر أخرى أقل مالا أو شأنا في المجتمع، فلا حظ للفقير أو الموظف البسيط، للتقرب منها أو حتى التفكير في ربط علاقة مصاهرة معها.. فمعيار التواصل قائم على الثراء لا على قيم أخرى، مثل المكانة العلمية أو الشهادة العليا، فقط ما تحمله في جيبك أو رصيدك في البنك، وكذا تأثيرك في المجتمع، أي سلطانك ومكانتك الاجتماعية حتى ولو كنت صعلوكا.

 أصبح هذا الزواج اليوم قائما على الثروة والرصيد البنكي والسلطان، لا على الحب والثقة والاحترام، والسبب هو اعتقاد الكثير من الناس ضمان المستقبل، من خلاله للولد أو البنت على حد سواء.

مقالات ذات صلة