-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الغابات بحاجة إلى الحرائق

علماء يكشفون.. حرائق الغابات وسيلة لتُجدِّد الطبيعة نفسها

نادية سليماني
  • 1672
  • 0
علماء يكشفون.. حرائق الغابات وسيلة لتُجدِّد الطبيعة نفسها
ح.م

أشار علماء الطبيعة ومختصون في الغابات، أنه لا حاجة إلى تدخّل بشري لإعادة إحياء الغابات المحروقة، لأن النظام البيئي للغابات تطور عبر ملايين السنين، وأصبح يعتمد على حرائق الغابات الدورية من أجل إحلال التوازن. كما أن بعض النباتات والحيوانات تعتمد اعتماداً كلياً على الحرائق، من أجل التجدد والتكاثر وتوسعة رقعتها الخضراء أيضاً.
كشفت دراسة حديثة، أصدرها مجموعة من علماء الطبيعة، بأن حرائق الغابات وسيلة لتُجدِّد الطبيعة نفسها. موضحين، بأن النمط الطبيعي للتعافي بعد حرائق الغابات، يطلق عليه اسم “التعاقب البيئي”.
وتعرف عديد من دول العالم مؤخرا، اندلاع موجة حرائق، قضت على كثير من الغابات، خاصة في أستراليا إلى الأمريكيتين، مروراً بدول حوض البحر الأبيض المتوسط. وهو ما أطلق مخاوف بخصوص تدمير للغطاء النباتي وانقراض للحيوانات والأحياء العضوية.
فإلى جانب خسارة آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية سنوياً، هنالك من حدوث سيول وانهيارات طينية في مواسم هطول الأمطار، بسبب زوال الغطاء النباتي، بالإضافة إلى زيادة حدة الاحتباس الحراري.
وبينما يدعو البعض إلى تسريع عملية بإعادة إحياء الغابات المحترقة، عن طريق التشجير والبذر والزراعة، أشار علماء الطبيعة ومختصون في الغابات مؤخرا، إلى أنه لا حاجة إلى تدخل بشري في هذه الظاهرة، لأن النظام البيئي للغابات تطور عبر ملايين السنين. وأصبح يعتمد على حرائق الغابات الدورية من أجل إحلال التوازن، كما أن بعض النباتات والحيوانات تعتمد اعتماداً كلياً على الحرائق من أجل التجدد والتكاثر وتوسعة رقعتها الخضراء أيضاً.

“التعاقب البيئي”.. عملية تحرك الأرض والنباتات لتتجدّد
وأكدت الدراسة التي نشرتها “ناشيونال جيوغرافيك” أن “التعاقب البيئي” هو عملية تتحرك فيها الأرض والنباتات والحياة البرية، عبر مراحل بيئية مختلفة، من أجل العودة إلى حالة الاستقرار النسبي.
وفي تقرير لـ “ناشونال جيوغرافيك ” بعنوان “الفوائد البيئية للحرائق”، أشير إلى أن حرائق الغابات هي قوى مدمرة يمكن أن تحدث بشكل طبيعي مثل البرق، أو من خلال حوادث من صنع الإنسان، مثل السجائر وحرائق المخيمات، أو حتى أعمال الحرق المتعمد. ولذلك تطورت بعض النباتات والحيوانات لتعتمد على حرائق الغابات الدورية لتحقيق التوازن البيئي.
ولفت التقرير إلى أن البشر منذ آلاف السنين، يقومون بافتعال حرائق الغابات لأسباب متعددة. لكن اليوم، يتم استخدام الحرائق المفتعلة الخاضعة للسيطرة بشكل أساسي لتعزيز صحة الغابات البيئية، ومنعاً للحرائق الكبرى والأكثر ضرراً التي يصعب السيطرة عليها.
كما تحتاج بعض النباتات والحيوانات إلى الحرائق من أجل البقاء والتكاثر. وتستفيد العديد من النُظم البيئية الأخرى من حرائق الغابات الدورية، لأنها تزيل المواد العضوية الميتة والمتحللة التي تغطي سطح التربة، والتي تمنع الكائنات الحية داخل التربة من الوصول إلى العناصر الغذائية أو تمنع الحيوانات الموجودة على الأرض من الوصول إلى التربة، فضلاً عن تشكيل هذه الطبقة العضوية الميتة لغطاء يمكن أن يؤدي إلى خنق نمو النباتات الصغيرة أو الجديدة.
كما أن العناصر الغذائية المنبعثة من المواد المحترقة، والتي تشمل النباتات والحيوانات الميتة، تعود بسرعة أكبر إلى التربة ممَّا لو كانت قد تلاشت ببطء بمرور الوقت. وبهذه الطريقة تزيد النار من خصوبة التربة بسبب ما تخلفه من رماد يحتوي على المغنيسيوم والكبريت والبورون والبوتاسيوم والفوسفور، وعناصر أخرى لازمة لنمو النباتات. بالإضافة إلى قضاء النيران على الأعشاب والشجيرات الصغيرة التي تمنع دخول الشمس أراضي الغابة ولا تسمح بنمو الأشجار الجديدة، وهي ميزة استغلها المزارعون لقرون.

أشجار تتجدّد بفضل الحرائق..!!
مع هطول الأمطار تعود الحياة مرة أخرى إلى الغابات المحترقة، وتبدأ الأشجار والنباتات الجديدة بالنمو مجدداً في المناطق المتفحمة، حيث تبدأ البذور المخزنة في أرضية الغابة في الإنبات، وتبدأ بعض الأشجار في إنبات أغصان جديدة نضرة الخضرة من براعم وجذوع الأشجار المحترقة.
وهناك أنواع من الأشجار تعتمد على الحرائق من أجل التكاثر وإعادة الإنبات، على سبيل المثال، بذور أشجار الصنوبر (الذي ينتشر في غابات حوض البحر الأبيض المتوسط ومناطق بحر إيجة) مختومة برابطة راتنجية لا يمكن تكسيرها إلا من خلال درجات الحرارة المرتفعة المرتبطة بحرائق الغابات، وربما من هنا جاء القول السائد: “إن الحرائق هي طريقة الطبيعة من أجل تجديد غاباتها”.
وبالتالي يرفض بعض العلماء والخبراء، أعمال التشجير والبذر لإعادة إحياء الغابات المحترقة مجدداً.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!