-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

على أي أساس تُعلى القيم؟

جواهر الشروق
  • 3040
  • 0
على أي أساس تُعلى القيم؟

حينما نعرّف الأخلاق في مجتمع ما؛ فإننا نعني بها ذلك الحيّز الواسع التي تنضوي تحت لوائه جميع القيم والمبادئ؛ التي تترتب عنها تصنيفات الناس من حيث الصلاح والفساد، غير أنّ مفهوم هذه الأخلاق لا يخضع دائما لمنظار أحادي، فقد تجد هناك فروقات في تعريف هذه الأخلاق ووضعها في سلّمها الإستحقاقي وغالبا ما تعتبر هذه الفروقات نشازا مستهجنا عن التوجه العام.

ولأن مجتمعنا يعيش وفق نظام جماعي لا يعنى بغربلة الموروث الثقافي، ويستهلكه كمقدّس لا يمكن أن يأتيه الباطل متناسيا كل العوارض والتحولات السلسة التي تؤثر فيه فتجعله مسخا، فإن الشرخ في النسيج الإجتماعي في تفاقم مستمر، والتناقضات بين التنظير والممارسة أصبحت السّمة البارزة في حياة الناس.

فقد باتت مفاهيم العيب والخطأ والذنب اِعتباطية في الكثير من الأحيان، وبعضها يتم التعامل معها بازدواجية واِنتقائية تعلّيها في موضع، وتتجاهلها في آخر، حيث تجد الناس تعطي اهتماما للأخلاق المظهرية التي تمنح الفرد صكّ الغفران العام، بينما تهمل أخلاق الجوهر التي تشمل الإخلاص لله في جميع الأفعال، فتتولد ظاهرة التنمّط على المعصية، واِرتكاب أخطاء ذات تأثير سلبي كبير على الحياة الإجتماعية لكنّها تسقط من قائمة الممنوعات بحكم التقادم وتستباح بشكل عفوي قلّما يتم استنكاره، فيما تجد أخطاء أخرى أقل سلبية من سابقتها، لكنها تدرج في خانة العظائم التي تثير الضجة الجماعية، وتُؤخذ كمعايير لوصم من وقع فيها، والنّظر إليه بعين الصّغار، ولا تشفع له جميع فضائله الأخرى.

إذ لم يعد من العجب رؤية الظلم، والفتنة، وتلويث المحيط، وتخريب الممتلكات العامة، والغشّ، فقد أصبحت ممارسات نمطية تكتسح جميع مناحي الحياة، فلا تكاد تجد لها حنجرة ناهرة ولا يدا مسيطرة. وحتى الحياء الذي يتعفف به الإنسان عن السقطات، وتعرض للتشويه فأصبح الكثير يستحون بما لا حياء فيه، فيما تجدهم يجاهرون بما هو أحق أن يستحى به.

 وهنا اِستحضر حادثة حصلت قبل أيام قليلة أودت بحياة عروس في مقتبل العمر قبل وصولها إلى بيت زوجها، حيث اِستحت هذه الأخيرة من طلب الذهاب لقضاء حاجتها، وهي بفستانها الأبيض وكامل زينتها، في موكب انطلق من العاصمة متّجها نحو إحدى مدن الشّرق، فانفجرت مثانتها وتسمم بدنها، وفارقت الحياة بسبب امتثالها لبروتوكولات  تملي عليها أن تمثل دور الملاك المنزه عن كل ما يجرح الذّوق العام، حتى الحاجة البيولوجية!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    امير جواهر نتمنى لك الشفاء العاجل من عقدة النساء

  • ريما

    الى دنيا : معك حق هو خجل مرضي ، لكنها كما قلت ضحية لمجتمعها او اسرتها عليها رحمة الله

  • الونشريسي

    مارليك في تعليقي؟

  • امير الجواهر

    ألفتن الخروج من البيت بحيث اصبح المكوث فيه بالنسبة اليكن كالسجن وألفتن الامبالاة وعدم المسؤولية فاصبح الطبخ والتنظيف وتربية الاولاد امور مزعجة لكن ولراحتكن ..فرميتن اولادكن في دور الحضانة وتخلصتن من اشغال المنزل بدعوى العمل خارجا وكذا اعتيادكن على المرتب اي الاستقلال المادي عن الزوج وبالتالي لا يستطيع هذا الزوج ان يفتح فمه باي كلمة معكن سواء عن لبسكن او كلامكن او معاملتكن ....هذه هي الصراحة التي لا تودن الاعتراف بها والتي تغطينها بحجج واهية مثل التي ذكرتها ..تحياتي لك سلام

  • دنيا

    شكرا لانك شكرت بنات العاصمة ولكن هناك مرض يدعى الخجل وقد تعود اسبابه الى عوامل وراثية او اسرية المسكينة لحقها الاجل ربي يرحمها .

  • بدون اسم

    هههههههههههههههههه الونشريسي لك خيال واسع لولا انه يطفو على السطح ، لو كنت تغوص قليلا به لكنت سفسطائيا باامتياز

  • الونشريسي

    سيدتي او آنستي. ؟ماذا فعلت العروس.هل اصابها اسهال.
    ولمادا تذهب من العاصة للشرق؟.ولم لايكون الموكب في مكان عروسهافقط.؟كمايفعلون..
    ونساء العاصمة شجاعات وفحلات.ومتفتحات ورومنسيات في العاصمة ولدت الرومانسية *.فلما تسكت عن امرخطير. كهذا ..حتى بهدلت نفسها.
    هذه ليست عاصمية بل تسكنها وفقط...@

  • بدون اسم

    الى كيمو : للاسف القيم غير خاضعة للدين بل خاضعة للعرف وبالضبط للمركزية المسيطرة
    اما عن تقديس المظاهر والبروتوكولات والطقوس التي لا معنى لها فكما قلت سلطة العرف والتقليد الجماعي تلغي العقل وتضع المخالف في قائمة الاجرام

  • بدون اسم

    دنيا : نعم هو حياء منبوذ وليس محمود ففي مجتمعنا تجد حتى من تستحي تخبر اهلها بمرض ما فتؤدي بنفسها الى التهلكة بينما لا تستحي بأمور اخرى .

  • بدون اسم

    الى أمير جواهر مشكلة مجتمعنا أنهم صبغوا الدين بالعرف وهو من المفروض العرف هو الذي يخضع للدين وليس العكس لكن مجتمعنا غلبت الاعراف ، وبالتالي اصبح حتى سلم ترتيب القيم وغير صائب ففي مجتمعنا تجد الرجال يغتابون ابنة فلان او زوجته المتبرجة لكن تجدهم يغضون الطرف عن نساؤهن النمامات والفتانات والزائرات للدجالين والمشعوذين لانهم يرون ان التبرج جريمة أكبر من هذه الامور ! ولك ان تقيس هل سلّم القيم أعرافي أم ديني ؟

  • krimo

    موضوع مقبول لكن أقول لك
    إن الأخلاق والقيم تبنى في المجتمع على أسس الدين وغير ذلك لانقول عنه أخلاق وقيم نقول عادات مكتسبة وفقط
    لكن بالنسبة للعروس المسكينة فإن مشكلة الأنثى أن فستان العرس هو إله مقدس لا يجوز المساس به هذا هو سبب موتها للأسف هناك قصة قبل سنوات أن عروس في فستانها عقرب تلسع فيها وهي تتألم وأمها تقول لها لا تعملي أي حركة لكي لاتفسدي أجواء العرس وتكتب في التاريخ على أنا فعلت كذا وكذا لكنها ماتت في آخر المطاف بسبب تقديس الإله الأبيض

  • دنيا

    هدا حياء مرضي كان من الاجدر ان تخبر العروس المسكينة واحدة من النساء اللواتي كن معها في السيارة وهي تساعدها المهم قدر الله وما شاء فعل ربي يرحمها ويسكنها فسيح جناته .

  • امير الجواهر

    اجابة لسؤالك القيم تعلى بالدين ..فلو كنا مطبقين لاحكام الشرع لما وجدنا هذه التناقضات ولكن النفاق استشرى في المجتمع الجزائري ذكوره واناثه حتى اصبح موضة هذا العصر ..فمثلا عند الرجال يصلي في الصف الاول وابنته متبرجة وهذا ملتحي ويشرب الخمر وذلك يدعي الرجولة وامراته عاملة ..اما عند النساء فحدث ولا حرج فهن النفاق بعينه متجلببة ولديها صديق وهذه مخطوبة وتكلم اخر واخرى متزوجة وتلعب بعينيها واخرى محجبة ووجهها كانه حبة باتسري ..اخوكم المحلل النفسي والاجتماعي امير الجواهر