-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كشف عن مشاريع جديدة للدار.. مصمم الأزياء التقليدية فؤاد عزي لـ"الشروق":

علينا استحداث قوانين صارمة للوقوف في وجه تهريب التراث إلى الخارج

زهية منصر
  • 292
  • 0
علينا استحداث قوانين صارمة للوقوف في وجه تهريب التراث إلى الخارج
أرشيف
فؤاد عزي

قال المصمم المعروف فؤاد عزي مدير دار عزي للأزياء التقليدية الشهيرة بقسنطينة إنه يتعين علينا استحداث نصوص قانونية صارمة للوقوف في وجه تهريب التراث الجزائري إلى الخارج، كما دعا المتحدث خلال حوار مع “الشروق” على هامش عرض الأزياء الذي نظمه مؤخرا بقسنطينة، إلى استحداث متاحف متخصصة للتراث، وتوثيق القطع القديمة، حتى تلك المتواجدة لدى الخواض. وهذا بعرض ضمان توثيق وتتبع أثر القطع الثمينة والتراثية القديمة.

شاركت دار عزي مهرجان المالوف بعرض أزياء، ما الإضافة التي قدمتها في الترويج للتراث في هذه التظاهرة؟
دار عزي للخياطة والتطريز ومنذ بدايتها انخرطت في الدفاع عن التراث الجزائري بصفة عامة واللباس القسنطيني بصفة خاصة. الحفاظ على تراثنا وموروثنا هي مهمة كل جزائري وجزائرية، لباسنا هو جزء من هويتنا يحمل معايير أجدادنا وآبائنا اللباس التقليدي همة وثقافة.

ألا تعتقد أن مهمة الحفاظ على التراث اليوم صارت صعبة خاصة مع انتشار الوسائط والمنصات التي أصبحت تكرس حوادث السطو على الموروث ونسبته لغير أصله؟
لمعالجة هذا المشكل ثمة جانبان اثنان، جانب يتعلق بضرورة ربط أبنائنا بتراث أجدادهم، والعمل على نقله من جيل إلى جيل عن طريق تثمينه وإبراز أبعاده وقيمه الحضارية. وجانب آخر يتعلق بدعم الجانب التشريعي وسن نصوص قانونية ردعية تقف بصرامة في وجه أي محاولة سرقة التراث، إذ يتعين علينا تجريم الاتجار غير القانوني أو إخراج القطع التراثية القديمة أو الثمينة من الجزائر دون سند. هذه النصوص موجودة ويتم التعامل بها في ما يخص الآثار والتحف الفنية ويجب تطبيق نفس المبدأ على التراث عير المادي ومنها الألبسة.
وفي نفس الإطار، علينا إنشاء متاحف متخصصة في الألبسة التراثية القديمة ودعمها عن طريق شهادات تثبت ملكيتها ونسبتها وهذا قصد توثيق وتتبع خروجها تنقلها ومن ثمة ضمان عدم بيعها بطريقة غير قانونية. أنا شخصيا سبق وقصدت أحد المتاحف لتوثيق قطع تاريخية نادرة تملكها دار عزي لكن إدارة المتحف أخبرتني أنها وثيقة لا تمنح للخواص، ويتم فقط تبادلها في ما بين المؤسسات المتحفية. وهذا خطأ كبير لأن توثيق القطع حتى لو كانت عند الخواص يضمن تتبع مسارها وضمان عدم خروجها من التراب الوطني بطريقة غير قانونية.
وثالث جزئية في هذا الجانب هي ضرورة تشجيع المصممين الشباب للاستلهام من التراث واتخاذه منبعا للأفكار والتصاميم.
ومن هذا المنطلق، اتخذت دار عزي خطين متوازيين في نفس الوقت خط متخصص في التشكيلة التراثية يتم العمل فيها بالطريقة التقليدية، بحيث نحرص أن يبقى هذا اللباس شعبي في المتناول أغلبية الناس رغم أنه شغل يدوي ويبقى له ثمنه. وتشكيلة أخرى فيها جانب مفتوح على الاجتهاد بشرط أن يكون للاجتهاد حد أو سقف لا يمكن تجاوزه بحيث يبقى محتشما لأن هناك بعض المحاولات التي ترمي إلى الإساءة لهذا التراث وتوظيفه في التجارة والتسليع الجنسي.. وقد حدث هذا مرة في عرض دعيت إليه نظمته إحدى السفارات فانسحبت بمجرد دخول أول عارضة لأني رأيت اللباس الجزائري يهان ويستعمل في التسويق الجنسي.

قدمت الجزائر ملفا لدى اليونسكو لتصنيف اللباس التقليدي للشرق الجزائري ومنه لباس قسنطينة، ما مساهمة الدار في هذا الجانب؟
دار عزي ومنذ تأسيسها وفية لخطها في الدفاع عن التراث الجزائري وتثمينه. الجزائر قدمت ملفا وتم قبول ترشيحه وهو اليوم موضوع على منصة اليونسكو بإمكان أي واحد الاطلاع عليه. والجيران بدؤوا في التطبيل والتشويش لكن هيهات. البعض يقدم لنا ملاحظات لماذا لا نضع مثلا العلم الجزائري على صور العروض حتى لا يستولي عليها الجيران، فأقول لهم دعهم يسرقون الصور نحن نملك الأصل، لدينا التحفة والقطعة والمؤرخون، لدينا التاريخ فقط بودي أن أشير إلى نقطة مهمة في هذا السياق علينا ألا نغفل عن الرهانات في هذا الجانب، علينا أن نواصل العمل ونصر على العمل لصون والترويج لتراثنا بطريقة مستمرة ومتواصلة.

دار عزي سبق أن نظمت عروضا خارج الوطن ولبس من تصميمها نجوم ومشاهير، هل لديكم مشاريع في هذا الجانب؟
مرت الدار بظروف صعبة بعد موت الأخ والوالد- رحمهما الله- ثم جاءت فترة كورونا التي علقت العديد من الأمور. لكننا عدنا والحمد الله للساحة ونواصل الترويج ونقل تراثنا خارج الحدود، حيث شاركت الدار في عروض بالصين وكوريا ولبست عدة مشاهير في آسيا والخليج العربي. اللباس التقليدي الجزائري لديه قبول في الخارج ويثير دائما الإعجاب لثرائه وتنوعه وجماله أيضا الذي يحيل إلى العمق الحضاري لبلادنا.
على مستوى المشاريع الشخصية، أعدنا ترميم أول محل للوالد- رحمه الله- افتتحه في 1965 وهو حاليا مفتوح ونحن أيضا بصدد ترميم أول قاعة حفلات بقسنطينة، وستكون أيضا محلا للألبسة وقطع دار عزي للخياطة الرفيعة وستفتتح بإذن الله في نهاية السنة.

نصيحتك إلى المصممين الشباب خاصة الذين يشتغلون في نفس خط الدار؟
تراثنا غني ومتنوع وبإمكانه أن يكون مصدر الهام وإبداع الآلاف الأفكار في هذا الجانب، وعلى المصممين الشباب أن يستلهموا هذا التراث. عصرنا اليوم هو عصر التكتلات وعلى شبابنا أن يفهم هذا جيدا، علينا جميعا أن نتكتل ونتجند للدفاع عن تراثنا وتثمين موروثنا وتسويقه لأنه ثري ومتنوع ويحيل على العمق الحضاري لبلادنا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!