-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قواسم إبداعية وإنسانية وإمكانات فنية ببصمة نادرة

عمورة وجابو وحاج عيسى.. بنية نحيفة وتنشئة صعبة وبروز لافت

صالح سعودي
  • 1009
  • 0
عمورة وجابو وحاج عيسى.. بنية نحيفة وتنشئة صعبة وبروز لافت

يصنع اللاعب محمد الأمين عمورة الحدث هذه الأيام، من خلال تألقه اللافت في مسيرته الاحترافية وتسجيله لعدد معتبر من الأهداف إضافة إلى عديد التمريرات الحاسمة التي صنع بها الفارق لفريقه، وكذلك بروزه اللافت مع المنتخب الوطني، مثلما صنع الحدث أيضا بتصريحاته الأخيرة التي ميزها التواضع وكشفت أيضا عن تنشئته الصعبة أيام الطفولة، ما يجعله يشترك مع لاعبين آخرين في نحافة الجسم والتنشئة الصعبة والبروز اللافت، مثل لزهر حاج عيسى وعبد المومن جابو وأسماء أخرى.

أعطى اللاعب الدولي محمد الأمين عمورة درسا في رفع التحدي والحرص على البروز والنجاح في المستوى العالي، سواء مع المنتخب الوطني أو مع فريقه السابق لوغانو السويسري وفريقه الحالي سان جيلواز البلجيكي، وهذا من خلال المردود الذي يقدمه في الدوري البلجيكي وأدائه المنتظم طيلة هذا العام، بتسجيله 17 هدفا مقابل 5 تمريرات حاسمة. والأكثر من هذا فقد كشف في تصريحاته الأخيرة عن وجهه الآخر، وذلك من خلال تنشئته الطفولية الصعبة، حيث بدأ مشواره الكروي وعمره 11 سنة في بيئة صعبة ونائية، لكنه عمل في صمت وصبر حتى أتيحت له فرصة حمل ألوان وفاق سطيف، ثم دخل غمار الاحتراف من بوابة الدوري السويسري، ليكسب ثقة الناخب الوطني جمال بلماضي بصفة تدريجية، ويعد حاليا ورقة رابحة في تعداد “الخضر”. ورغم أن عمورة واجه متاعب بالجملة جمعت بين التهميش وقلة الاهتمام بموهبته، وهو الذي يعد ابن فلاح بسيط وأمه ماكثة في البيت، وكان يضطر إلى الإقامة رفقة أسرة مدربه في جيجل لتفادي عناء التنقل يوميا بين بيته وفريقه في جيجل، ناهيك عن عدم قبوله في مدرسة نادي بارادو خلال التجارب، إلا أن ذلك لم يمنعه من العمل في صبر حتى خطف الأضواء بشكل لافت بعد سنوات من الصبر والجد والاجتهاد في التدريبات والمباريات الرسمية، ما يجعله واحدا من العناصر المعول عليها في النسخة المقبلة من كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار منتصف الشهر المقبل.

وبالحديث عن اللاعب عمورة من اللازم التطرق إلى لاعبين آخرين يشتركون معه في عدة مزايا، وفي مقدمة ذلك التنشئة الصعبة والبنية النحيفة والإمكانات الفنية العالية، ومن بين هؤلاء نجد باجيو العرب لزهر حاج عيسى الذي ترعرع في حي شعبي بباتنة، وبدأ مشواره في هدوء مع مدرسة مولودية باتنة، ليتم ترقيته إلى الأكابر وهو في صنف الأواسط، ثم انتقل إلى وفاق سطيف خريف عام 2004، حيث فجر إمكاناته بعد الثقة التي حظي بها من طرف المدرب عبد الكريم بيرة، فساهم في تتويجات محلية وإقليمية نوعية مع نسور الهضاب، ما جعل اسمه حديث العام الخاص، مثلما طرق أبواب المنتخب الوطني، لكن لعنة الإصابات حرمته من المواصلة مع “الخضر” مثلما حالت دون خوضه تجربة احترافية عالية المستوى. كما يمكن ذكر الدولي السابق عبد المومن جابو الذي تحدى هو الآخر جميع الصعاب منذ الطفولة، ورغم أنه لم يكسب ثقة أسرة وفاق سطيف في البداية، لكنه واصل العمل بجد من خلال عدة تجارب كروية على شكل إعارة مع مولودية العلمة واتحاد الحراش، ليعود من موقع قوة إلى وفاق سطيف مساهما في انجازات نوعية، كما سجل بصمته مع المنتخب الوطني بهدف تاريخي في مرمى منتخب ألمانيا في مونديال 2014، ناهيك عن مروره بمولودية الجزائر وتجربته الاحترافية في تونس وأخرى في الخليج، ليبقى جابو واحدا من المواهب الكروية التي خطفت الأضواء ببصمة شبيهة بعمورة وحاج عيسى.

ومعلوم أن الكرة الجزائرية عرفت بروز عدة لاعبين يشتركون مع عمورة وحاج عيسى وجابو في البنية النحيفة وصغر القامة والإمكانات الفنية العالية، على غرار مصطفى كويسي وحسين ياحي ومحمد راحم وكريم زياني وأمعوش ومترف وبوعزة وباجي وعادل مسعي ورؤوف خناب وبحري وبن رابح والقائمة طويلة ممن تشبه بيلي ومارادونا وميسي في قصر القامة واللعب الاستعراضي والإمكانات الفنية العالية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!