عندما تصبح الخيانة مصدر تفاخر!
بما أن الزواج هو ذلك الرباط المقدس في ديننا الإسلامي، إلا أنه قد تطفو عليه بعض التجاوزات كالخيانة، التي كانت حكرا في وقت مضى على الرجل لتصبح اليوم تمارس من طرف المرأة كذلك، بل الأكثر من ذلك بات الجهر بها من السنن الحميدة عند بعض الأزواج، ويختفوا وراء حجج واهية لتبرير فعلتهم رغم أنها بمثابة طعن في الظهر لأحد الطرفين أو كلاهما.
جهر بالمعصية دون مبالاة
قد تمس الخيانة كرامة الرجل أو المرأة على حد سواء تخدش مشاعرهما، إلا أن بعض الأزواج لا يراعون في ذلك شيئا ويضربونه عرض الحائط، بل يتمادون بالتباهي بما يقومون به وكأن في ذلك سنة حميدة يؤجرون عليها ثوابا، وفي هذا يقول كريم 36 سنة والذي التقيناه أمام محطة الترامواي بحسين داي “في ظل غياب الأخلاق في مجتمع أصبحت المظاهر تتغذى عليه، فصارت الخيانة فعلا مباحا سواء من الرجل أو المرأة، فنحن في زمن الفتن، الرجل يتفاخر أنه يخون زوجته ليبرز ذكورته الزائفة وأنه يستطيع فعل ما يحلو له، فهو يتلذذ بفعلته على أنها زيادة لرجولته أمام أصدقائه على حد علمه، والمرأة تخون لاعتقادها أن زوجها لا يستحقها ومشاعرها لأحد غيره ببساطة”.. إلى ذلك تقول سالمة 32 سنة أنها علمت بأمر خيانة زوجها مع أخرى، ففكرت في الطلاق في بادئ الأمر، لأن الحياة معه انتهت في تلك اللحظة، لكن وجدت طريقة أخرى لإهانته عبر خيانته انتقاما ونكاية فيه، لأنه فعل ذلك مرارا و تكرارا دون مراعاة لكرامتها، وتضيف قائلة “هذا الإحساس لا يوصف ولا تشعر به إلاّ من ذاقت مرارة الخيانة”.
أما آخرين، فقد يجعلون من الخيانة مجرد نزوة يقومون بها لتمضية الوقت ليس إلا، وفي هذا كان لنا حديث مع أمين 28 سنة والذي التقيناه و نحن في طريقنا إلى رويسو، حيث أدهشنا بصراحته “نعم، أنا أقيم علاقات سرية بالرغم من أنني متزوج، ولكنني أعتبر هذا شيئا عابرا، وهو لا يؤثر على واجباتي تجاه أسرتي”.
لا فرق بينهما في ذلك
ولأن ظاهرة الخيانة تجذرت بقوة داخل الأسر والعائلات الجزائرية، فبعد ما كانت علامة وماركة مسجلة باسم الرجل باعتباره الأكثر احتكاكا بعديد الإغراءات، أتت المرأة وبقوة لإثبات نفسها بعيدا عن زوجها وكسر كل الحواجز لمحاولة أخذ حريتها ولو على حساب شرفها وعفتها، وفي هذا تقول أسماء 30 سنة والتي التقيناها أمام محطة الترامواي برويسو “بالنسبة لي الخيانة تقتصر على الرجال، لأن المرأة غالبا ما تكون مخلصة لزوجها ولبيتها، لكن بالنسبة للرجال فهو حق طبيعي من الحقوق التي يتمتعون بها”.
في حين يقول علي 29 سنة أن جارة له وبعد ثلاث سنوات زواج ومكوث في البيت، أرادت التخلص من وضعيتها، لذلك التحقت بالجامعة لمواصلة دراستها، لكن انتهى بها الأمر بالتأثر بحياة الجامعة وسلبياتها، فبدأت بزيارة مواقع التواصل الإجتماعي لتجد نفسها غارقة في خيانة زوجها مع رجل آخر.
يختفون وراء مبررات واهية
رغم كل هذا، قد لا يكتفي البعض باقتراف الخيانة التي قد تعصف وتهدم سقف كل بيت وتدمر أسس العلاقة الزوجية، زيادة على أنها من أكبر الانحرافات التي تعرض الأسر أو المجتمع للركود والتخلف، بل يعترفون بها ويضعون لأنفسهم أعذارا و أسبابا كافية حسبهم للغدر وخيانة شريك حياتهم.. إلى ذلك يقول سمير من تيزي وزو أن زوجته امرأة تكاد تكون خالية من العيوب، لكنها أهملته منذ إنجاب طفلهما الأول، حيث أصبح يتولد لديه شعور بالانزعاج و الاشمئزاز عند دخوله المنزل كل مساء منهكا من العمل، ليفاجأ برؤية شريكة حياته غير مبالية به ولا حتى بمظهرها، خاصة عندما يقارن ذلك بما صادفه خارجا.
في حين يقول ناصر 26 سنة، والذي التقيناه أمام حديقة التجارب أن له صديقا مقربا منه تفاجأ كثيرا لما علم بارتياده الملاهي الليلية رغم أنه متزوج، ولما استفسره عن الأمر برر ذلك بمحاولة الهروب من المصاريف اليومية والواقع الذي سيلاحقه للأبد.
ونحن في طريق عودتنا إلى حسين داي، صادفنا امرأة تبادر لنا أنها تجاوزت العقد الرابع من العمر، حيث وجدنا صعوبة كبيرة في إقناعها بالحديث معنا بسبب ندمها الشديد من فعلتها، إلا أنها بررت ذلك بالقول أنها ملت غياب زوجها المستمر بداعي العمل وانعدام التواصل بينهما، ما دفعها للرمي بنفسها في أحضان رجل آخر دون أن يدرك الزوج ذلك·