-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عن مراجعة مناهج ابن غبريط!

أوحيدة علي
  • 536
  • 0
عن مراجعة مناهج ابن غبريط!

 

هذا العنوان لم يكن من اختياري، بل ظهر في جريدة “الشروق” يوم: 25/02/2022، فتعجبتُ واندهشت لهذه المراجعة المفاجئة لأصحاب الميدان، والخبراء، والمختصين في التربية وعلم النفس، ولكل من له صلة مباشرة أو غير مباشرة بالمنظومة التربوية، من سياسيين، ونقابات، وجمعيات أولياء التلاميذ ومنظماتهم الوطنية… والأعجوبة الأكبر من هؤلاء الذين كانوا نائمين بل وفي سبات عميق منذ عقدين كاملين… ولما رحلت ابن غبريط جعلوها (حصان طروادة) وبدؤوا يبحثون عنها وعن آثارها ليتهموها بتدني مستوى التلاميذ والطلبة في جميع مراحل التعليم، وانهيار المنظومة التربوية، وإفراغها من القيم الاجتماعية، وعقيدة الجزائريين وثقافتهم، بل اتهموها بإدخال ثقافة المستعمر ولغته وبممارسة أساليب ملتوية…

لماذا صام هذا الكل عن التوجيه أو التصويب أو النقد أو الكلام لما كانت ابن غبريط هي الآمرة، وهي المسؤولة عن المنظومة التربوية؟ بل هي المقرِّرة التي تقرِّر نيابة عن جميع المسؤولين السياسيين، والأحزاب المدجَّنة، والنقابات التربوية، والمختصين في التربية وعلم النفس، وأصحاب الميدان، بل تقرر نيابة عن هؤلاء الصم البكم، وعن المجتمع كله؟

يا له من جبن ومهانة من هؤلاء، والمحيطين بها! لأنهم هم الذين ساعدوها على هذا بالتأييد تارة، وبالصمت والسكوت تارة أخرى. والسؤال: لماذا صام هذا الكل عن التوجيه أو التصويب أو النقد أو الكلام لما كانت ابن غبريط هي الآمرة، وهي المسؤولة عن المنظومة التربوية؟ بل هي المقرِّرة التي تقرِّر نيابة عن جميع المسؤولين السياسيين، والأحزاب المدجَّنة، والنقابات التربوية، والمختصين في التربية وعلم النفس، وأصحاب الميدان، بل تقرر نيابة عن هؤلاء الصم البكم، وعن المجتمع كله؟ والأدلة على هذا الأمر كثيرة ومتداخلة، ولذا أذكر ما يلي:

l أين كنتم عندما طالبت ابن غبريط بتدريس تلاميذ السنتين الأولى والثانية باللهجات العامّية، وقد ساندها كثيرٌ من الباحثين الجامعيين؟! وأين غبتم عندما قالت في حوار نُشر في الجرائد: “إنّ الفرنسية لا تُعلَّم بالعامية ولن تُستبدل بالإنجليزية”؟ أي أن اللغة الفرنسية إجبارية على الجزائريين، إنه تحدّ وتجاوز للسلطات والمجتمع!

l ماذا فعلتم لما فرضت الفرنسية على معلمي اللغة العربية في التعليم الابتدائي، وحرمت أساتذة اللغة الانجليزية من دخول المسابقة في الابتدائي، قصد تهيئة الظروف للفرنسية، وإبعاد أساتذة الانجليزية حتى لا تفكر الجزائر في إدخال الانجليزية في الابتدائي؟

l هل سمعتم لما حذفت ابن غبريط التربية الإسلامية من المسابقات التي تقام بين الثانويات؟ وهل علمتم أنها أمرت بحذف (بسم الله) من الكتب المدرسية؟

l ما المقصود من كتابة الأرقام والعمليات الحسابية من اليسار إلى اليمين، وإدخال الحروف الفرنسية في الرياضيات؟!

l لماذا رحّبتم بقرارها الذي يسمح لتلاميذ السنة الخامسة بالبقاء في مؤسساتهم، مع وجوب بقاء مدير المؤسسة والطاقم الإداري له؟! وكل مدير يحصل على نتيجة ضعيفة يعاقَب. ألا يدفع هذا القرار المديرَ إلى التساهل مع الحراس، بل يطلب منهم مساعدة الممتحَنين لترتفع نسبة النجاح عنده وعند غيره كدليل وبرهان على نجاح إصلاحات الجيل الثاني؟!

l لماذا لم تنتبهوا للمنطق المقلوب المتمثل في الأستاذ يعلّم، والمدير يعاقَب؟ أو على الأقل تقولون كلمة حق وتدافعون عن المديرين؟!

l لماذا لم يتكلم أصحاب الميدان والنقابات عندما قررت ابن غبريط انتقال تلاميذ السنتين الأولى والثانية مهما كان مستواهم! هل هذا قرار إداري أم تربوي؟ وهل نتائجه سلبية أم إيجابية؟

l ما رأيكم عندما تتخلى الوزارة عن مهامها الأساسية المتمثلة في تأليف الكتب المدرسية وطبعها، وتهميش إطاراتها في الميدان، وتسند تأليف الكتب المدرسية وطبعها إلى أناس لا علاقة لهم بالتربية والتعليم، وقد كشفت هذا الأمرَ الصحفُ الوطنية؟!

والخلاصة: هل أن هؤلاء الذين تفطنوا للفساد الذي تسبّبت فيه “الإصلاحات” الكاذبة بعد عقدين من الزمن، يستطيعون إصلاح منظومة تربوية في شهر أو سنة دون مشاركة أصحاب الميدان، ودون تجربة ميدانية قبل التعميم، ودون تقييم ميداني للوقوف على السلبيات، ونتائج التلاميذ والطلبة، وأداء الأساتذة، ومحتوى الكتب المدرسية وطرائق التدريس…الخ؟!… لا أدري!

يبدو مما سبق أن الإصلاحات التي ستقوم بها وزارة التربية الوطنية في غرف مغلقة أو اجتماعات فارغة، تكون أسوأ من الإصلاحات السابقة بعد حذف امتحان (السانكيام)، وتحويل (البيام) إلى وسيلة للتفرقة بين الطلبة، وإدخال البطاقة التركيبية، وعندما يرحل هذا الوزير وتظهر السلبيات يجمعون له التهم كما سيجمعونها إلى ابن غبريط، لأن دورهم أنهم يدورون حيث تدور الرياح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!