الرأي
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ

عواقب المتطاولين على النبيّ الأمين

سلطان بركاني
  • 8376
  • 20

في خطوة لعلّها ستسبّب المغص والإحراج لكثير من الدّول الإسلامية التي استنكفت حكوماتها عن تقديم ولو التماس إلى شركة “جوجل”، لحذف المقاطع المسيئة للنبيّ -صلى الله عليه وآله وسلّم- والمأخوذة من الفلم السّافل الذي استنفر المسلمين في الشّرق والغرب، أمهلت محكمة برازيلية، موقع “يوتيوب” 10 أيام لإزالة المقاطع المسيئة لنبيّ المسلمين في البرازيل، على إثر الدّعوى القضائية التي أقامها الاتحاد الإسلامي الوطني هناك ضدّ شركة “جوجل” المالكة لموقع “يوتيوب”.

وتأتي هذه الخطوة على إثر حملة تداعى إليها كثير من النّاشطين على الأنترنت لمقاطعة المحرّك الشّهير (جوجل) بسبب رفضه حذف المقاطع المسيئة للنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-، وقد أدّت المقاطعة إلى تقهقر المحرّك العملاق إلى المرتبة الثانية بعد أن كان متربّعا على عرش ترتيب المواقع لـ08   سنوات   متتالية   حسب إحصاءات  موقع “أليكسا”.

أمّا منتجو الفيلم المسيء فقد دبّت بينهم الخلافات، وفضح بعضهم بعضا وتبادلوا الاتّهامات بالفبركة والتّزوير، وتبرّأ بعضهم من تحريف وجهة الفلم، وذرف بعض ممثّليه الدّمعات، لأنّهم وقعوا ضحية احتيال من طرف المنتج اليهوديّ    . 

الصّحيفة الفرنسية     السّاخرة    شارلي إبدو من جهتها تعاني هذه الأيام اضطرابات تهدّد بإفلاسها، ما جعلها تلجأ إلى حيل مضحكة لتفادي المصير المحتوم.

ولعلّ ما لحق هؤلاء الشّانئين ما هو إلا مقدّمات لما سيحيق بالمستهزئين من نكسات، تقضي على أحلامهم في الشّهرة على حساب نبيّ الرّحمات.

إنّها سنّة الله في بتر شانئ المستهزئين، ومعاقبتهم بضدّ ما يريدون؛ فيَوم تقاعس حكّام المسلمين عن نصرة خاتم النبيين، جاءت نصرة ربّ العالمين لنبيّه الأمين، فانتشر عبق سيرته في بلاد الشّانئين، واستنشقته أرواح المنصفين، فدخلوا في دين الله بالآلاف ومئات المئين، وانطلق الحاقدون إلى مزبلة التاريخ متدافعين، وعلى مقصلته منتحرين.

لقد تكفّل الله جلّ وعلا أن ينصر نبيّه ويعلي قدره ويقصم ظهور شانئيه؛ وقد حفل التاريخ بقصص كثيرة جعلها الله عبرة لكلّ من تجرّأ على الإساءة إلى خير خلق الله؛ نورد بعضًا منها لنعلم قدر هذا النّبيّ عند الربّ العليّ:

أسد ينتصر للنبيّ من عتبة بن أبي لهب الوبيّ

ها هو الكافر بن الكافر عتبة بن أبي لهب، ابن عمّ النبيّ. لمّا بُعث عليه الصّلاة والسّلام برسالة الحقّ تجرّأ هذا الشقيّ وتفل في وجهه الشّريف -صلوات ربّي وسلامه عليه- وطلّق ابنته وآذاه أشدّ الإيذاء، فما كان من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّمإلا أن دعا عليه قائلا: (اللهمّ سلّط عليه كلباً من كلابك)، وترتفع دعوة الحبيب المصطفى إلى السّماء، ويخرج عتبة بن أبي لهب في تجارة إلى الشّام، خاف أبو لهب على ابنه من دعوة النبيّ، فأنزله في صومعة راهب وجعل فراشه الذي ينام عليه خلف المتاع ليكون بمثابة ستار له، لكن أين الفرار من جنود الله التي لا يعلمها إلا هو سبحانه؟ نام عتبة بن أبي لهب ونام من كان معه في سفره، وجاء أسد بالليل يسعى، فطاف على كلّ النائمين يشمّهم، ثمّ يُعرض عنهم، لأنّه قد جاء لمهمّة محددة، حتى وثب فوق المتاع وشمّ وجه عتبة بن أبي لهب فضربه على وجهه ضربة قاتلة، ثمّ أخذه يجرّه من رأسه وذهب به بعيداً ليأكله. لقد أخذه الأسد من وجهه، لم يأخذه من يده ولا من رجله وإنّما أخذه من وجهه لأنّه تجرّأ على أشرف وجه، وجه المصطفى عليه الصّلاة والسّلام.

ابن قمئة ضرب وجه النبيّ فأقمأه الله

ويوم غزوة أحد، تجرّأ المشرك العنيد عبد الله بن قمئة على خير خلق الله فضرب وجهه الشّريف -صلوات ربّي وسلامه عليه- فجرحه وهو يقول “خذها منّي وأنا ابن قمئة”، فقال له الحبيب المصطفى عليه الصّلاة والسّلام: ]أقمأك الله[ أي: قطّعك، فلمّا عاد هذا المشرك إلى أهله بعد الغزوة، وخرج إلى غنمه ليرعاها فوافاها على ذروة جبل شامخ، وبينما هو بين الغنم، إذ شدّ عليه تيس منها فنطحه نطحة أرداه بها من شاهق الجبل فسقط أسفله متقطّعا إربا إربا. وسبحان الله، مشرك لئيم لا يليق بقتله إلا تيس الغنم.

الفزاريّ المتطاول، يتحوّل عن القبلة ويلغ الكلب في دمه

يذكر القاضي عياض عليه رحمة الله قاضي المالكية في بلاد المغرب في زمانه في كتابه (الشفا) قصّة عجيبة لرجل يُدعى إبراهيم الفزاري، كان هذا الرّجل شاعرا متفنّنا في كثير من العلوم، فأصابه الغرور وتطاول على النبيّ المنصور، واستهزأ به، فما كان من فقهاء القيروان إلا أن أفتوا بقتله وصلبه ليكون عبرة لغيره. طُعن الفزاري بالسكّينِ وصُلب مُنكسا، وروى بعضُ المؤرخين أنّه لما طعن على الخشبة وتنحّت عنه الأيدي استدارت الخشبة وحولته عن القبلةِ، فكبّر النّاس وضجّوا بالتّكبير، وبينما هم كذلك، إذ جاء كلب من الكلاب فولغ في دمه. فكانت تلك الواقعة عبرة ما بعدها عبرة.

كلب آخر في زمن آخر يلغ في دم منصّر سبّ النبيّ عليه السّلام

قبل 08 قرون، وفي زمن التّتاري هولاكو الذي اجتاح بلاد الشّام في القرن السّابع الهجريّ. كان النصارى يومها ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم، وقد مهّد لهم هولاكو بذلك وأمدّهم بما يحتاجون، لأنّ زوجته كانت نصرانية صليبية. وفي يوم من الأيام توجّه جماعة من كبار المنصّرين لحضور حفل مغولي كبير عقد على إثر تنصّر أحد أمراء المغول، فأخذ أحد المنصّرين يشتم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان بالمكان كلبُ صيد مربوط، فلمّا أخذ هذا الصليبيّ الحاقد يسبّ النبيّ عليه السّلام زمجر الكلب وهاج، ثمّ وثب عليه وخمشه بشدّة، فخلّصوه منه بعد جهد جهيد، فقال له بعض الحاضرين: هذا بكلامك في حقّ محمّد، فقال المنصّر: كلا، بل هذا الكلب عزيز النّفس رآني أشير بيدي فظنّ أنّي أريد ضربه. عاد المتطاول لسبّ النبّي عليه الصّلاة والسّلام وأفحش في السبّ، عندها قطّع الكلب رباطه ووثب عليه وثبة شديدة وأمسك برقبته وقطّع أوداجه ومات في الحال، وأسلم يومها نحوٌ من 40 ألفاً من المغول. وهكذا أصرّ هذا الكلب على أن يعطي صفعة للمتخاذلين عن نصرة النبيّ الكريم يتردّد صداها قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل.

القاديانيّ مدّعي النبوّة يُخرج النّجاسة من فمه

قبل قرن ونصف قرن من الآن، في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، خرج من بلدة قاديان بالهند رجل ادّعى النبوّة يُدعى غلام أحمد ميرزا القادياني، كان هذا الرّجل عميلا للاستعمار الإنجليزي، جنّده لإفساد عقائد المسلمين، ووصل به الفساد والدّجل أنّه كان يفضّل نفسه على النبي عليه الصّلاة والسّلام، ويقول أنّه أكمل وأعظم من رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم-، فسلّط الله عليه الطّاعون، وكان في مرضه موته يخرج النّجاسة من فمه، وجاءه أجله المقدور يوم 26 من شهر ماي عام 1908م في بيت النّجاسات وهو يقضي حاجته.

خطيب يلمز النبيّ فيذلّ في أواخر عمره

وعلى أيام الأديب المعروف طه حسين عميل الأدب الغربيّ، قام أحد الخطباء المفوّهين في مسجد من المساجد يمدح أحد أمراء مصر عندما أكرم طه حسين الأعمى، فكان ممّا قال في مدح ذلك الأمير: “جاءه الأعمى فما عبس بوجه وما تولّى”، يريد أنْ يعرّض بالنبيّ -صلّى عليه وآله وسلّم- الذي قال عنه ربّه: }عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى.. فلمّا صلّى الخطيب بالنّاس قام الشّيخ محمّد شاكر وكيل الأزهر في زمانه وقال مخاطبا المصلّين: “أعيدوا صلاتكم فإنّ إمامكم قد كفر، لأنّه تكلّم بكلمة الكفر”، ويروي بعض من أدرك هذا الخطيب بعد ذلك، أنّهم رأوه بعد سنين مهيناً ذليلاً خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة يتلقّى نعال المصلّين ليحفظها في ذلّة وصغار بعد أن كان عزيزا مكرّما.

مقالات ذات صلة