-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انتشرت بكثرة وتستهدف مرضى السرطان

عيادات تستثمر في العلاج التلطيفي “خارج القانون”

وهيبة سليماني
  • 1104
  • 0
عيادات تستثمر في العلاج التلطيفي “خارج القانون”

لا يحتاج المريض في علاج بعض الأمراض الخطيرة والمؤلمة، إلى الأدوية فقط، والعلاج الكيميائي، بقدر حاجته إلى الرعاية النفسية والمرافقة الطبية لتخفيف حدّة ألم المعاناة النفسية والجسدية وحتى العقلية التي تدخل في إطار العلاج التكميلي أو التلطيفي..

وبدأت بعض العيادات الجديدة الخاصة لأنواع علاجات طبية تعرف انتشارا في الجزائر، وتأخذ طريقها نحو ثقافة مجتمعية كانت لا تعترف إلا بـ”الحجامة” و”الرقية” كبديل للطب!

ومن بين أهم طرق العلاج التلطيفي التي عرفت عند بعض العيادات الخاصة في الجزائر، التنويم المغناطيسي، والصعقة الكهربائية، والعلاج بقطع “الجليد”، من بين حوالي 25 علاجا تكميليا يمارس في الجزائر بعيدا عن الأطر القانونية.

خياطي: 25 علاجا تلطيفيا يمارس خارج القانون في الجزائر

ويأتي المصابون بالسرطان في مقدمة، المرضى الذين يتعلقون بأي قشة مثل الغرقى، للتخلص من الألم النفسي والجسدي، فمن الرّقية الشرعية، والحجامة، إلى العلاج النفسي، والرعاية التلطيفية بالتنويم المغناطيسي، والصعقة الكهربائية، واستعمال قطع الثلج، وغيرها من طرق العلاج المكمل.

نحو إدراج 400 علاج تلطيفي تكميلي في قانون الصحة

ودعت المنظمة العالمية للصحة، والاتحاد الإفريقي، دول القارة السمراء إلى تقنين العلاج التلطيفي، والسماح للمختصين والمؤسسات العمومية، بانتهاج هذا النوع من التطبيب، قصد التخفيف من ألم مرضى السرطان وغيرهم من المصابين بأمراض الآلام النفسية والجسدية، والناتج عنها بعض عوارض، الاكتئاب، والغثيان والقلق، والتشنج، وكذا أمراض عصبية أخرى كالخرف والزهايمر والباركنسون، الفشل الكلوي، أمراض القلب المزمنة، أمراض الرئة المستعصية، نقص المناعة، واضطرابات نخاع العظم.

وأكّدت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي “فورام”، على ضرورة تجسيد ما دعت إليه المنظمة العالمية للصحة، في الجزائر بعد ارتفاع عدد المصابين بأمراض الألم النفسي والجسدي، الذين يموت البعض منهم تحت تأثير الألم الشديد، الذي يصارعونه لمدة طويلة أحيانا قبل مفارقتهم الحياة.

وقال البروفيسور مصطفى خياطي في اتصال بـ”الشروق”، إن انتشار العيادات الخاصة التي تمارس العلاج والرعاية التلطيفية، في بلادنا دليل على ضرورة تقنين هذا النشاط، حيث لا يعترف به قانون الصحة 2018 في الجزائر، مما قد يعرض أصحابه للمتابعات القضائية، خاصة أنهم ينشطون بطرق غير شرعية.

وأوضح خياطي، أن الرّقية الشرعية من بين العلاجات التلطيفية وهي الأكثر ممارسة في بلادنا، في حين إن التنويم المغناطيسي للمريض، والعلاج بالصعقة الكهربائية، وقطع الثلج، بدأت بعض العيادات تستعملها خارج قانون الصحة، إلى جانب علاجات أخرى من بين حوالي 25 علاجا مكملا في الجزائر لا ينص عليه ذات القانون.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي” فورام”، البروفيسور مصطفى خياطي، أن منظمة الصحة العالمية تعترف بـ400 علاج تلطيفي أو تكميلي للعلاج الصحي في المستشفيات والعيادات الخاصة، وبعض الدول تنتهجها لتخفيف الألم عن المرضى، خاصة المتواجدين على فراش الموت.

مؤتمر وطني تحضيرا لتقنين العلاج التلطيفي في الجزائر

وكشف خياطي، عن التحضير لمؤتمر وطني صحّي شهر ديسمبر المقبل، يجمع الكثير من المختصين في الصّحة وإطارات في جهات معنية، وأطباء، وجمعيات مهتمة بالمرضى، لمناقشة أهمية تقنين العلاجات التلطيفية في الجزائر، وخاصة أنها تدخل، حسبه، في إطار حقوق الإنسان، والحرّيات الشخصية، وكأهمية تفرض نفسها في ظل اتساع شرائح المصابين بأمراض تحتاج لمثل هذه الرعاية والمتابعة المكملة للعلاج بالأدوية والكيماويات.

وقال البروفيسور مصطفى خياطي، إن للمريض الحرية في اختيار العلاج التلطيفي الذي يناسبه، كما أنّ هنالك عيادات تقدم خدماتها في تخفيف الألم، لكنها غير محمية قانونيا، فهي تنشط دون سجل تجاري، ويمكن متابعتها قضائيا في أي لحظة.

وأوضح المتحدث أنّ فتح المجال لنشاط العلاجات التلطفية وتحت الرقابة القانونية، قد يقطع الطريق على بعض “البزناسية” الذين يمارسون هذا النشاط بدون تكوين أو خبرة، هدفهم في ذلك الربح على حساب الوضعية الحرجة للمرضى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!