عيدنا كان تعيسا لأننا أصبنا بالفيروس اللعين
-
-
2331
-
15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لدي رجاء عندكم وهو أن تنشروا هذه الفضفضة لأني دخلت مرحلة الاكتئاب الحقيقي بعدما مرضت أنا وجميع أفراد عائلتي وعددهم 7 بالفيروس اللعين.. أياما قبل العيد أصابنا الإعياء الشديد وارتفعت درجة حرارتنا، كما فقدنا حاستي الشم والتذوق وبالتالي لم نشعر بطعم العيد ولا فرحته بقدر ما انتابنا الحزن والخوف، خاصة على الوالدين الكبيرين والمريضين أمراضا مزمنة..
أنا الآن لا أحتاج شيئا سوى الدعاء لنا بالرحمة، لأن الفيروس اللعين.. أجل اللعين لا يرحم ويتسبب في أضرار جسدية ومعنوية لا يعلمها إلا الله.. لا أحتاج إلا قلوبا صادقة ترفع أكفها بالرجاء أن يبعد عنا البلاء ويعافينا إنه على كل شيء قدير..
من جهة أخرى أوصي الجميع بتوخي الحيطة والحذر، فلطالما استهزأت بالوباء ولم أكترث بانتشاره، بل ولم أكن مؤمنة بوجوده حتى أصابنا ويكاد يهلكنا ولكم أن تتصوروا حالنا ونحن جميعا لا نقوى على التحرك ولا نستلذ شيئا والتنهيدات نشتاقها ولا نقوى على إخراجها من فرط الألم..
صدقوني المشكل أكبر من أن تصفه عباراتي، وأنا إن كنت راسلتكم فلكي أطلب منكم الدعاء ولكي أحذركم كي لا تكونوا ضحايا كما أنا وعائلتي اليوم والله يعلم ما سيكون مصيرنا وهل سنستعيد عافيتنا أم نهلك..
صدقوني الشعور باقتراب الأجل أمر مرعب للغاية، يمر شريط حياتك أمام عينيك ولا تصدق بأنك سوف تهلك قريبا ولا تملك بما تقابل الله.. الكوابيس تلاحقك في اليقظة والمنام.. مات فلان وفلان وفلان والدور في كل مرة على أحدنا فبأي وجه سوف نقابل خالقنا وهل نحن مستعدون للرحيل؟
حالتا اكتئاب ووسواس قهري تسيطران عليا وأخبار الموت التي تتلاحق ترعبني.. لا أملك أن أفعل شيئا إلا البكاء على حالي وحال والدتي المصابة بالربو والسكري وتتأوه بألم شديد يكاد يهد أوصالها.. أو حال والدي الضرير الذي لا يعلم ما حل بنا.. أو ماذا أحكي وماذا أترك؟؟
دعواتكم من فضلكم فأنا بحاجة إليها جدا وإن شاء الله يزول هذا البلاء في القريب العاجل يا رب لأننا ما عدنا نتحمل.
أختكم المؤمنة بالله من الجزائر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الرد:
تحية طيبة أختي الكريمة والله أسأل أن يرحمكم ويشفيكم ويعافيكم ويرفع البلاء عنكم في القريب العاجل وبعد:
أمام الكربات والنوازل لا نملك إلا الدعاء، فالله وحده خالق الداء والدواء من بيده الشفاء.. ما تعانين منه عزيزتي تعاني منه عائلات كثيرة والوباء انتشر بشكل مرعب ولا يكاد يخلو بيت من الإصابات، لذلك قوي إيمانك بالله وتوكلي عليه وفوضي أمرك إليه وتأكدي بأنه لن يتوفى الأنفس إلا إن حان أجلها..
عن سؤالك بأي وجه نقابل الله وبأي فعل، أقول لك أختي الكريمة بأن الجنة لا ندخلها بأفعالنا بل برحمة الله، لذلك احرصي ما استطعت على تمتين علاقتك به وثقي برحمته وتأكدي بأنه لن يخذلك لا فوق الأرض ولا تحتها ولا يوم العرض عليه..
أخيرا خذوا بالأسباب، عليكم بالدواء والطعام الصحي، وأكثروا من الدعاء والاستغفار والصدقة والله المستعان.
لمراسلتنا بالاستشارات:
fadhfadhajawahir@gmail.com
