-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عيد الشجرة (العائلية)

عمار يزلي
  • 49
  • 0
عيد الشجرة (العائلية)

المعوق، معوق الفكر والأخلاق، لا معوق الذراع والساق. بهذا المعنى، يكون غدا يومنا الوطني جميعا، لأن 50 سنة من الإعاقة والتسيير المعوق، جعل منا معوقين ثقافيا وفكريا، “كائنات استهلاكية” ومصرانا طويلا وشعبا كزائدة دودية، تسيره شجرة (عائلية) نحتفل بعيدها بعد يومين.

نمت لأجد نفسي خليفة شرفيا، “أشرف” على حكومة محلية “شارفة”.  قلت لهم في “مج ـ لص” المنتخبين الذي لم ينعقد منذ عقود: اجتماعنا اليوم طارئ، وقد طلبت منكم الحضور جميعا مجهزين بعتادكم وعدكم: “الدانتيي”، “ليكوش أديلت” وسماعة الأذن، أما المكروفونات فهي أمامكم. الآن سيقوم مفتش النساء بتفتيش الرجال لمعرفة إن “كنتم تحملون” (ليكوش) وأيضا سماعة الأذن. مفتش الرجال، سيقوم بتفتيش النساء، وأي “غير منتخب” لم يلبس “ليكوش” ولم يضع السماعة، فعليه أن يخرج. أغلبهم “قعدوا جالسين”، فقط محتسب الحبوس ضبط يلبس زوجا من “ليكوش بيبي” (ماجبرش نتاع الشوابين)، والمكلف بالطرقات، لم “يطق” على “حلسها”، فوضع بذلها  فوطة “أولويز”، فأحرج ثم أخرج. المنتخبات (بالتعيين)، كن أكثر انضباطا، فلقد تم الكشف عنهن من طرف المفتش وكن يملكن كل المعدات المطلوبة لهذا لاجتماع الطارئ.

قلت لهم وأنا أقرب الميكروفون من فمي حتى كدت أبتلعه، فصاروا يسمعون حتى ما في أمعائي (لكن بالعوجي)! المكروفون كان “نيميريك”، يقرأ “النيات” وما تحت “لي بيريك”. الكل كان يسمع ثلاث مرات: بالأذنين المجردتين، ثم بسماعة الطرشان، ثم “بالكاسك إيكوتير”، مما جعلهم يفهمون ما لم أكن أفهمه أنا!: قلت لهم مثلا: عليكم أن “تبدلوا أنفسكم بأنفسكم” كنت أقصد أن يحضروا أبناءهم لخلافتهم في مناصبهم ليكونوا “خير تلف لأنحس سلف”. ففهموا أني أقول لهم “روحوا بدلوا قشكم وتعالوا”، فخرجوا، نزعوا ثيابهم في الرواق، ثم دخلوا “ربنا خلقتنا”! أغمضت عيني وأدرت الكرسي المتحرك، وخرجت لأفعل نفس الشيء! فعلينا أن نتضامن وأن نكون منسجمين وعلى كلمة سواء ووحدة “عضوية” فيما بيننا في هذه البلدية التي لم تتبدل من 50 سنة. ثم عدت لأكمل الاجتماع. كان الكلام في واد والفهم في واد! أنا أقرأ آية (مكسرة) مثلا وهم يضحكون، لا يفهمون. الكل كان يضحك من الآخر بلباسه من غير هدوم. 6 ساعات من الكلام والضحك والنكت والأكل والشرب! لا راحة ولا “رحمة” ولا شفقة! جدول الأعمال واحد: كيف نحيي عيد (نا) المعوقين ونمجد عيد الشجرة (العائلية) بعد يومين.

 

وأفيق معوقا عقليا وأنا أؤدي: القسم:  فشش هاذوا..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!