-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شخصيات دعوية وفكرية وتربوية في حفل تكريم الراحل:

عيسى ميقاري.. رحلة لم تكتمل في الدعوة والإعلام

منير ركاب / وهيبة سليماني
  • 2003
  • 2
عيسى ميقاري.. رحلة لم تكتمل في الدعوة والإعلام

نظم مجمع “الشروق” حفلا تكريميا للراحل، عيسى ميقاري، الذي عرفته المنابر والقنوات التلفزيونية مرشدا وموجها وناصحا وناشطا في حقل الدعوة والاصلاح، وهذا بحضور جمع من أصدقاء الراحل وأساتذته وتلاميذه ومحبيه، وقد تداول على المنصة عدد من المقربين منه وقدموا شهاداتهم في الرجل الذي عرف بالتواضع والعفاف ومساعدة الناس وتوجيههم. وقد أجمع المتدخلون على دماثة أخلاق الفقيد ورزانته ورجاحة عقله، وميله إلى الاستزادة من العلم.

الدكتور إيدير مشنان صديق المرحوم في الجامعة:
الراحل فقدته حلقات الذكر ودورات العلم

المرحوم عيسى مقاري.. كما عرفه زميله في مدرجات المعهد الوطني العالي لأصول الدين بكلية العلوم الإسلامية، في جامعة الجزائر، الدكتور إيدير مشنان، كان شاب طموح وهادئ، متوقد الذكاء، عالي الهمة، ظاهر الصلاح، وأول كتاب استعاره مني كان “إيقاظ الهمم في شرح الحكم”، لابن عجيبة رحمه الله، لتتوطد علاقتنا الأخوية، لم تفكها إلا الموت، كان لفقيد الإعلام الديني في الجزائر بصمة متميزة، وقيمة مضافة، ترك من خلالها آثارا طيبة في محيطه التربوي بثانوية الحامية في بلدية القبة، إدارة، وأساتذة وعمالا وتلاميذ، فكان نعم المربي ونعم القدوة.

واسترسل الدكتور في كلام الممزوج بدموع الفراق بالقول: ساهم الأخ المرحوم عيسى ميقاري في إعطاء صورة نيّرة وضّاءة إيجابية عن مهنة أستاذ العلوم الإسلامية في مرحلة التعليم الثانوي، كما أبلى البلاء الحسن حين تنقل إلى قناة القرآن الكريم، بالتلفزة الوطنية، فكان فارس ميدانها، ومُنَظّرَ برامجها، ومهندس محتوياتها، وراسم مسارها، ومعدا للعديد من برامجها، حيث تعلق قلبه بهذه القناة وتعلَّقت به، وأحبه كل من اتصل به من الإداريين، والصحافيين والعمال والمشاهدين، كما كان يحرص على أن تحافظ على خطّها الافتتاحي الذي يطبعه الاعتدال والوسطية، وتعزيز القيم الدينية والوطنية.

وأضاف الدكتور، الذي كان يتكلم بصعوبة وتحسّر، على هامش حفل التكريم الذي نظم بمكتبة بلدية باش جراح، أن المرحوم فقدته حلقات الذكر، ودورات العلم بمساجد الجمهورية، تاركا فراغا في مجال الخطابة المسجدية، على غرار الخصال التي تحلى بها، والمدن والفضاءات التي صال فيها وجال مدافعا عن شخصية الجزائر المسلمة المعاصرة، منافحا عن مرجعيتها الدينية الوطنية، فكان محبا لعمله الإعلامي بالتلفزيون، بالتزامن مع وظيفته في اللجنة الوزارية للفتوى، ذلك هو أخونا الغالي على قلوبنا والمحبب إلى نفوسنا أستاذنا الفقيد عيسى ميقاري، الداعية الخطيب والمربي المؤطر والإعلامي المؤثر، أحد فرسان المنابر، صاحب الوجه البشوش، والابتسامة ونبرة الصوت الهادئ، الذي اعتادت عليه العائلات الجزائرية عبر مختلف القنوات التلفزيونية الرسمية والإذاعة الوطنية،عرفته قبل ذلك – يضيف إيدير مشنان- مجالس العلم في مدرجات الجامعة وفي المساجد والزوايا كالزاوية البلقايدية.

عبد الحميد الشقيق الأكبر للراحل:
رحل عنا ولم يقل كل ما لديه

الحديث عن أخي عيسى ميقاري هو حديث عن ذاك الابن الخجول والأخ المثالي والمتواضع الذي كرس حياته لطلب العلم ونشر الإسلام والفضيلة على حساب مصالحه الشخصية والعائلية، كان بار بوالديه، ناصحا لكل من يلتقيه، ذكيا في دراسته، يتميز بدقة الملاحظة، مستعملا في أحاديثه وأقواله للكلمات التي تصل للقلوب حريصا على الإبتعاد عن التصريحات والخطابات الرنانة، وهو فخر للعائلة، فكان خلفا صالحا للوالد الذي كان محبا للعلم وحافظا للقرآن، مضيفا أن أخاه الذي يصغره مرتبة في العائلة سمي بعيسى على إسم جده، تنهد قليلا فقال،

أخي كان قلبه مفتوحا للجميع، الصغير قبل الكبير، تستشيره العائلة في المواقف الشخصية الحساسة، حيث كانت آراؤه حلا لعديد المسائل المعقدة في العائلة، يحبه جيرانه وكل من تعرف عليه، ببلدية سكناه باش جرح، وكل مدن وولايات الوطن التي زارها، حيث توالت العديد من الشهادات والكتابات عن مسيرته العلمية والمهنية والدعوية، من طرف مشايخ ودعاة وأصدقاء الراحل، فكان يمثل قصة نجاح تفتخر بها العائلة حتى بعد وفاته.

وقال شقيق الراحل الأكبر، أن أخاه عيسى قد حرم من السكن فقضى أيامه يتنقل من مكان إلى آخر جريا وراء سكن يأوي أولاده، ومالا يعرفه الجميع أن البيت الذي كان يأويه عبارة عن وقف، ظل صابرا، كاظما لغيضه تجاه من يظلمه، متابعا بالقول كان أخي واحدا من الكفاءات الدينية المتوازنة، ترك بصمته المتميزة على تلاميذه وأصدقائه، وبفقده فقدت الجزائر إطارا من إطاراتها الأكفاء الصادقين، وقامة إعلامية أثنت عمرها في تبليغ رسالة الإسلام والوسطية المعتدلة والكلمة الطيبة.

الدكتور بلال سعيدان إطار بوزارة الشؤون الدينية:
الرّاحل كان نعم المربي والموجّه والقائد

ذكر الدكتور بلال سعيدان، أحد طلبته بمسجد النور بحي ديار الجمعة، ببلدية باش جراح، مناقب الراحل عيسى ميقاري الذي توفته المنية بتاريخ 26 نوفمبر 2020 بعد معاناة طويلة مع المرض، قائلا أن الفقيد عيسى كان ملح طعام وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وجوهرة الوطن ضحى بكل ماعنده في سبيل العلم ولم يبخل شيئا في مسيرته التربوية على كل من التقاه كان همه قبل أن يتوفاه الله هي فئة الشباب خلال فترة العشرية السوداء فكان ناصحا في دروسه ومواعيضه لذات الفئة، التي كانت حسبه سهلة المنال في فترة التسعينيات عاشت فيها  الجزائر أحداثا مؤلمة من عمليات التقتيل العشوائي، واصطياد الشباب ليكون درعا للجماعات الإرهابية، فكان نعم الناصح وقتها، فكان مهددا بالقتل بسبب تنظيمه لحلقة شرعية بمسجد النور حول الجهاد في فترة العشرية السوداء، الذي وصفه بالفتنة وليس جهاد شرعيا فكان موقفه هذا ضربة أزعجت وقتها الجماعات الإرهابية التي كانت تنشط في العاصمة.

وقال الدكتور في حديثه، أن المرحوم كان يتابع تلاميذه بالمسجد فكان نعم المربي والموجه والقائد، فقد استفدنا من دروسه الخصوصية كثيرا رغم مكانته الكبيرة في الوسط الإعلامي فكان متواضعا، مشيرا إلى أن الفقيد كان خطاطا مبدعا في خط النسخ والثلث، فكنا نتعلم منه الكثير بفضل ورشات تعليم الخط والمعلقات، على غرار ميوله المسرحي بفضل المسرحية البارزة التي شارك فيها في عديد المناسبات الدينية والوطنية المسماة بـ”عالم وطاغية”، الذي مثل فيها دور العالم سعيد بن جبير ضد الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي.

وأضاف الدكتور، أن للفقيد عديد الحلقات الدينية بالمدرسة الشرعية في مسجد النور وبشكل يومي في مجال المقاصد والبلاغة والفلسفة، على غرار حبه لكرة القدم حيث كان يشارك في الدورات الرياضية كل جمعة وكان موجها لفرقة الأقصى الإنشادية.

إبراهيم شابو عضو لجنة المناهج للعلوم الإسلامية بوزارة التربية سابقا:
عيسى ميقاري ولي من أولياء الله الصالحين

ذكر الأستاذ إبراهيم شابو، عضو لجنة المناهج للعلوم الإسلامية سابقا بوزارة التربية الوطنية، عديد الخصال التي كان يتميز بها فقيد الإعلام الديني عيسى ميقاري، واصفا إياه بأنه ولي من أولياء الله الصالحين بالجزائر، اشتملت فيه خصال كثيرة قوامها حسن الخلق فوسع بها الجميع.

وقال الأستاذ شابو، على هامش حفل التكريم الذي نظمه مجمع “الشروق”، بالتنسيق مع بلدية باش جراح في العاصمة، أنه كان يتمنى أن تكون مثل هذه التكريمات من طرف الدولة التي تملك إمكانيات التشريفات والتكريمات لشخصيات تعتز بها الجزائر وتفتخر لها الأجيال، مضيفا أن المرحوم فقيد الجزائر بحقن حيث فقدنا عالما متبصرا وإعلاميا متألقا وقبل ذلك أستاذا ومربيا، ونسأل الله أن يجعله في مصاف الشهداء والأنبياء والمرسلين وان يكرمه بالجنة في هذا الشهر الفضيل، متابعا بالقول..المرء مادام حيا مستهان به… ويعظم الرزء فيه حين يفتقد.

وقال المتحدث إن معرفته بالراحل تعود إلى الثمانينيات، كان وقتها أستاذا للعلوم الإسلامية بثانوية الأخوين حامية ببلدية القبة، وكان هو يدرس بثانوية العافية في نفس المنطقة، شاكرا مجمع “الشروق” على التفاتة التكريم التي تعتبر سنة حميدة يثني عليها الجميع.

الشيخ جمال غول رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة
الراحل لم يملك بيتا رغم أنه نجم من نجوم الإصلاح

ذكر رئيس رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة، جمال غول بمآثر السلف الصالح الذين كانوا يبكون ميتهم حتى لايعلم من هم من عائلة المرحوم، قائلا إن بكاء الكثيرين على فقدان الراحل عيسى منقاري لم يأت بالصدفة بل صنعه تميزه وأخلاقه وطيبته منذ أن عرفناه، وقال إن تكريمه في شهر رمضان هو تكريم للعلم، مذكرا بأن العلماء يموتون ولا يسمع بهم أاحد، مضيفا أن الكثير من الناس يظنون أن المرحوم عاش عيشة الأغنياء في وقت كان لا يملك بيتا رغم أنه كان نجما من نجوم الإصلاح، واستطاع أن يعبد طريق الإخاء، ويشق مسار التمكين لبرامج التعليم في التربية الإسلامية ومسار التأسيس للإعلام الديني فكان عضو لجنة التأليف على مستوى وزارة التربية الوطنية رفقة أساتذة كموسى صاري رحمه الله، رافضا وقتها سياسة التغريب التي أريد زرعها في حقل التربية، وكان في نفس الوقت أحد مهندسي البرامج الدينية في القنوات العمومية وأحد مؤسسي قناة القرآن الكريم مع مجموعة من الأساتذة قصد بعث روح الحياة وسط بعض البرامج.

وأضاف جعل الله ما قدمه المرحوم في ميزان حسناته، وإن لم ينعم بمسكن في الدنيا فنسأل الله أن يرزقه النعيم في مساكن الجنة.

طارق شهاب رئيس جمعية الغيث بديار جنان بباش جراح
وزعنا 1200 قفة للفقراء صدقة على الراحل عيسى ميقاري

بالعودة للعمل الخيري، كان فقيد الإعلام الديني في الجزائر، المرحوم عيسى ميغاري، محبا لفعل الخير وموجها وناصحا لعديد الجمعيات الخيرية ببلدية باش جراح، هكذا قال طارق شهاب رئيس جمعية الغيث بديار جنان، الذي أكد توزع 1200 قفة رمضان صدقة على المرحوم الشيخ عيسى ميغاري والراحل مخلوف عطا الله الذي كان من تلاميذه.

وقال شهاب في تصريح لـ” الشروق”، أن رسالة الفقيد حول مواصلة فعل الخير لازالت قائمة، حيث تم توزيع نحو 5000 دلو زيت بسعة 5 لتر لكل بيت في ديار الجمعة والأحياء المجاورة، كما تحضر الجمعية – يقول المسؤول- لمشروع توزيع 500 قفة العيد.

وتابع رئيس الجمعية، نحضر حاليا لدورة كروية في كرة القدم مابين الأحياء ستكون باسم المرحوم وستبدأ نهاية الأسبوع المقبل، على غرار تنظيم قافلة مساعدات ستستفيد منها مناطق الظل خارج العاصمة.

الشيخ موسى عزوني خطيب مسجد ابن خلدون بالبليدة‎:
صدمت بوفاته ولم أشبع من مجالسته

وقفة كهذه هي شهادة للفقيد عيسى ميقاري، وحسنة ستصل إليه في قبره، فالحياء والتواضع والإيمان من صفاته، فهو يشعرك بالراحة والسكينة خلال مجالسته وسماعه، فإن تناول الكلمة، كان بحرا بوسطيته، فكان يملك شجاعة بعيدة عن الشجاعة التي يفهمها الكثير من الناس، وإن تكلم استثارة الفكرة. عيسى يتميز بخلقة وخلق حميد وعلم وفكر ثم رزق بحسن الخلق، مضيفا أن الحديث عن المرحوم طويل، فوفاته أحدثت لي صدمة كالرضيع الذي لم يفطم بعد، فوجدت نفسي –يضيف الخطيب موسى عزوني- لم أشبع من مجالسته. وأعطى الخطيب رسالة للحاضرين في حفل تكريم الفقيد بالقول: “رسالتي إليكم: اشبعوا من بعضكم لأن الدنيا لا تساوي شيئا”.

رئيس بلدية باش جراح:
عيسى ميقاري يملك كاريزما الاحترام

قال رئيس بلدية باش جراح الحالي، جعفر ليمام، إن المرحوم عيسى ميقاري، شخص يلفت الانتباه، وكان تلميذا في متوسطة ديار الجماعة، حين كان يصغره سنا، لكنه كان يلفت انتباهه، بخفة روحه ومرحه، وبتميزه عن الآخرين. وأكد أن ميقاري، كان تلميذا عاقلا يحترمه الغير لبساطته، استمرت علاقته به، حتى أنه عندما زار عيسى ميقاري، آخر مرة مكتبه كرئيس بلدية، هرول إليه وأوضح مير باش جراح، قائلا: “زارتني الكثير من الشخصيات في مكتبي ولكن استقبالي لهم كان عاديا وفي إطار الاحترام، إلا أن زيارة عيسى لي في مكتبي، اختلفت كثيرا عن تلك الزيارات الأخرى، لقد هرولت نحوه قبل أن يدخل المكتب كأني أهرول نحو علامة وشيخ من كبار الشيوخ، لديه هالة من الاحترام والتقدير”. وتذكر رئيس بلدية باش جراح، تلك الأيام التي كان يأتي فيها، الشيخ عيسى ميقاري، إلى حي “الهواء الجميل” ويقدم دروسا في الدين والفقه، حيث كانت لديه، حسبه، مكانة مختلفة عن كل الشخصيات التي يعرفها.

الأخ الأصغر للمرحوم:
تشربت من أفكار ومبادئ الراحل

تحدث الأخ الأصغر لعيسى ميقاري، والمدعو العربي، وهو صحفي في التلفزيون الجزائري، عن المرحوم بشيء من الألم والحزن الشديد، حيث قال إنه كان بمثابة والده الثاني، وكان يتفق معه في مواقفه وآرائه، ويشاركه مشاريعه الفكرية.

وقال إن شقيقه عيسى، كان أقرب الناس إليه، يتشابهان في الأفكار ويتبادلان الثقافة والنقاشات، وقضايا الدين، ويساعده في الكتابة والترجمة، حيث تذكر تلك العلاقة التي كانت تربطه به منذ الصغر، وكيف كان يرعاه وينصحه حتى انه كان يشعر أن عيسى والده الثاني.

وأكد العربي، أنه اتصل بشقيقه عيسى وهو مريض، يوم قبل وفاته، وكان يوم الأربعاء، حيث اخبره أن عميد الكلية بجامعة بوزريعة، يطلب منه التقدم لاستئناف بحثه في رسالة الماجستير، ونظرا لأن المرحوم لم تتحسن صحته بعد الوعكة، رد على شقيقة بان يرد على عميد الكلية ويقول له أن الاستئناف سيكون بعد أن تتحسن وضعيته الصحية.

الدكتور عمار جيدل أستاذ عيسى ميقاري في الجامعة:
عرفته طالبا شغوفا بالعلم مركزا على مقاصده

عبر الدكتور عمار جيدل، أستاذ بجامعة الجزائر، عن إعجابه بشخصية المرحوم عيسى ميقاري، وقال إنه يملك روح الحرص والمثابرة في معرفة المسائل العلمية، وإنه كان طالبا شغوف بالعلم مركزا على مقاصده. وعاد جيدل، بذاكرته، إلى تلك الأيام، عندما كان عيسى يدرس طالبا في أحد أفواجه بجماعة الجزائر، حيث أكد أن المرحوم كان نموذجا من الذين يشجعون العمل التربوي، ويسعون إلى المعرفة، إضافة إلى أنه كان طالبا خلوقا، ويحترم الأستاذ وزملاءه.

وبعد استمرار معرفته بالمرحوم، تأكد في ما بعد أنه نموذج فريد يتمرس العمل الإعلامي، ولا يتخلف عن المبادرة التي تخدم المجتمع دون قرار سلبي، حيث قال الدكتور جيدل، إن حصة فضاء الجمعة التلفزيونية التي تعامل معه فيها، أظهرت مدى تأكيد المرحوم وبعناية على المسائل الدينية، مظهرا كفاءته في مجال الإعلام.

وأضاف الدكتور عمار جيدل قائلا: “عيسى كان يعيش ما يقول، كان يغطي جملة من انشغالات المواطنين، من مسائل فكرية ودينية وبرامج، كان حقيقة يقدم ويلم بكل ما يحتاجه المجتمع من قضايا وطنية، اجتماعية، ويبذل جهدا لمعرفة المزيد من ضيوف الحصة التلفزيونية.

كمال شرشال زميل المرحوم:
عيسى ملك روح التنكيت والخفة منذ الصغر

عاد الشاعر الشعبي كمال شرشال، إلى سنوات الطفولة، وهو يتحدث عن الشيخ عيسى ميقاري خلال حفل تكريم هذا الأخير، وقال إنه لازم المرحوم في مقاعد الدراسة سنوات السبعينات، خلال التعليم الابتدائي، أين كانا في مدرسة ديار الجماعة بباش جراح، حيث بقى صديقا له وتلميذا مع حتى في التعليم المتوسط.

وأكد أن عيسى ميقاري، كان محبوبا بين أقرانه ويجذب إليه أبناء الحي من الكبار والصغار، يمتلك روح التنكيت والخفة، وخلوق، حتى إن والدة كمال، وحسب قوله، كانت توصيه بأن يلازم عيسى ولا يجلس مع تلميذ آخر في القسم، إلا معه، وهذا لضمان الصديق الصالح لابنها في المدرسة والحي معا. وتنهد كمال معلقا: “كان محبوب الأطفال، الأساتذة يحبونه لم يضرب من طرف أحدهم رغم أننا كنا نعاقب جميعا عن تشويق أو مشاغبة في القسم”.

وأوضح، أن عيسى ميقاري رغم أنه كان ينكت ويمزح ويشاركهم في بعض ما يعرف بـ”طوايش”، إلا أنه يسبقهم في حفظ القرآن عندما كانوا يدرسون عند عبد القادر زيداني في مسجد جنان مبروك. وقبل أن يبدأ كمال شرشال، الحديث عن صديق طفولته، قرأ شعرا بالدارجة كتبه ليرثي به عيسى ميقاري في يوم تكريمه.

عبد المنعم قاسمي الحسني:
عيسى دافع عن المرجعية الدينية حتى في الفترات الرهيبة

أشاد الأستاذ عبد المنعم قاسمي الحسني جامعة قاصدي مرباح بورقلة، بمواقف عيسى ميقاري، خلال سنوات الإرهاب، حيث رغم أن منطقة باش جراح كانت ملتهبة بالأحداث، وتعج بمخاطر تلك الفترة، إلا أن المرحوم بقي متمسكا بأصوله الثقافية وبالوسطية والاعتدال في الدين، وقال إن عيسى مدرسة قائمة بذاتها في الإعلام والأخلاق والعلم والوسطية من الرجال المخلصين والأوفياء حتى في الظروف الصعبة.

وأضاف قائلا: “إني أتأسف اليوم عدم إتمامه، رسالتي الماجستير والدكتورة حول دور الإعلام في الإصلاح، لقد كان شجاعا قويا وصريحا ومتواضعا يشهد له الجميع، كان يدافع بشراسة عن المبادئ في حصة فضاء الجمعة وعبر قناة القرآن الكريم”.

ووصف الأستاذ عبد المنعم قاسمي الحسني، المرحوم عيسى ميقاري، بالعلامة الذي يبقى دائم البحث عن الحقيقة حيث حمل هم الوطن حتى في الفترات الرهيبة خلال سنوات التسعينيات، كما حمل لواء الأمل مدافعا عن مرجعية الجزائر. وقال: “لقد أمضى وقته في الحفاظ على مقومات الوطن، والدفاع عن الإسلام، ولكنه رغم بلوغه مكانة وأعلى المستويات، لم يطلب المناصب البراقة، ورفض وظائف عرضت عليه”.

الأستاذ عبد الحميد وشفون:
الفقيد برهن أن الأحياء الشعبية ليست بؤرا للآفات الاجتماعية

قال عبد الحميد وشفون، أستاذ ثانوي متقاعد، إن الكثير من وسائل الإعلام تتحدث عن الأحياء الشعبية، على أنها بؤرا للآفات الاجتماعية، وعيسى ميقاري ابن حي شعبي بباش جراح، وقد عكس هذه الفكرة وإنه لم يدخل في سلسلة المنحرفين، بل دخل في سلسلة الكبار، وجعل من بيئته مدرسة عرف كيف يأخذ منها الجانب الإيجابي.

وأوضح وشفون، أن الأشخاص لا يعرفون إلا بعد أن يعاشرون أو يقيم معهم الفرد في حي أو سكن واحد، وأن إقامته لمدة سنة مع عيسى ميقاري في غرفة واحدة بالحي الجامعي بالخروب ولاية قسنطينة، وذلك نهاية الثمانينيات، جعله يكتشف أخلاق المرحوم ويتأكد “إنه من المعادن النفيسة”، حسب تعبيره.

 وقال الأستاذ عبد الحميد وشفون، إن عيسى ميقاري عندما كان يدرس معه في جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة وعاش معه في غرفة واحدة، كان زاهدا لا يتذمر من نوعية وجبات المطعم الجامعي، وكان شغوفا بالمعرفة وكنوزها الشرعية والإنسانية، وكان كتاب وحي القلم لمصطفى صادق الرافعي، من بين كتبه المفضلة آنذاك.

ويرى وشفون، أنه عرف عيسى عن قرب ووجده معدن لا يحول، يعيش ما يقول، حيث لم يسمع منه سوى الطيب والكلام المهذب ولم يسيء يوما لأحد.

فتحي طراح: عيسى كان يترحم على من يحتسي الخمر

تحدث الإعلامي فتحي طراح عن عيسى ميقاري، بشيء من الإعجاب والمحبة الصادقة، خاصة وأنه كان يلتقي به في المسجد، وفي التلفزيون، وقال إن عيسى كان متمسكا بالعلم، متخلقا، يحسن التعامل مع الناس، ومتواضعا جدا.

وأكد أن أكثر ما يتميز به عيسى ميقاري كشيخ وفقيه بالدين، هو الوسطية والاعتدال في الدين، حيث لم يخرج عن المرجعية الدينية الجزائرية، موضحا، أن المرحوم كان غير متشدد ويلتمس الأعذار للغير، ويتبع طريقة ذكية في تحبيب الناس في الدين، حيث إنه يعامل كل الناس بنفس الطريق وهو خلوق مع الجميع.

وقال فتحي طراح، الذي هو إمام مساعد بمسجد أبي بكر الصديق بالمرادية، إن عيسى ميقاري يترحم على من يحتسي الخمر كما يترحم على من يشرب “القازوز”، فالوسطية شعاره والمعاملة الحسنة أخلاقه التي لم تتغير.

جاره طارق: المرحوم كان نعم الصديق في زمن قلّت فيه الصداقة

قال جاره عيسى ميقاري، المدعو طارق، إن المرحوم كان يعرف معنى الجيرة ويحترم الجيران، وإنه كان صديقا له، من خيرة الأصدقاء، ترك أثرا بالغا في الحي ببوزريعة بعد أن رحل منه إلى مكان آخر، حيث أكد أن عيسى كان آخر “رحلة” له هي من بوزريعة، أين أقام بها مؤقتا. وكشف طارق معاناة المرحوم مع “الكراء” والتنقل من مسكن إلى آخر، وهو جانب لم يكن يعرف الجميع، كما قال إن اتصالاته بالمرحوم استمرت إلى آخر ساعة قبل وفاته، حيث أخبره أنه يتألم وأنه ليس بخير.

رابحي لخضر: الأزمة الأمنية كشفت شخصية عيسى ميقاري

وصف الأستاذ والباحث لخضر رابحي، عيسى ميقاري بالشجاع وصاحب المواقف القوية والصلبة، حيث يرى أن مرحلة الأزمة الأمنية، كشفت شخصه، خاصة أنه كان يعيش في منطقة ملتهبة وقت الإرهاب، وهي باش جراح، أين الأحياء الشعبية كانت بؤ ر للإرهابيين، ومناطق للشباب المغرر بهم. وقال: “ميقاري حافظ على مرجعيته حتى في عمق الأزمة، له أصالة ومرجعية دينية قوية، إنه تربى في حي شعبي ولكنه بقي صامدا”.

وأضاف رابحي موضحا أن الأحياء الشعبية أخرجت فنانين ورياضيين وشيوخا، وعلمت عيسى ميقاري الجماليات والفن، والمواقف القوية التي لا تثنيها الأزمات.

موسى عبد اللاوي: عيسى كان يبعث في موظفي وزارة الشؤون الدينية روح الحيوية

قال الدكتور موسى عبد اللاوي، إطار بوزارة الشؤون الدينية، إن عيسى ميقاري صوت من صوت الرجال، له مواقفه الواضحة والقوية، يشجع على العمل والمعرفة، ويحترم علاقته مع الزملاء في الوزارة وفي التلفزيون، ولا يسيء أو يعتدي على أحد، مرح وخفيف الروح، يعرف كيف يمسك العصا من الوسط.

وأكد أن علاقته بالمرحوم كانت وطيدة، وتعامله معه كان منذ التسعينيات في إطار العمل في وزارة الشؤون الدينية وفي قناة القرآن، وشهد لعيسى ميقاري، بالشخص الذي كان يكسر الملل أثناء العمل، حيث قال إنه كان من المجموعة التي تبعث الروح في الوزارة وهي التي كانت تشجع على الاستمرار في الوظيفة بكسر أجواء الملل والمشاحنة والخلافات.

الأستاذ بوجمعة أوراري: الحفاظ على الوسطية كان مهمة ميقاري

يرى الأستاذ اوراري بوجمعة، أن الحفاظ على الوسطية في الدين كانت مهمة عيسى ميقاري التي حملها على عاتقه ولم يتخلى عنها، رغم كل العراقيل والتغيرات السياسية والاجتماعية، وقال إن المرحوم من أسرة يسيل العلم منها، وأنه تشرب مبادئ الاحترام والأخلاق الحميدة. وأكد أن ميقاري، مثال الرجل الذي عرف كيف يكون خلوقا يجمع هذه الصفة بالعلم ومقاصد الدين والشريعة الإسلامية، ويصبح أيقونة الوسطية في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Hamid

    الله يرحمو

  • عبد الله

    انا لله و انا لله راجعون