غذاء الفكر وغذاء الروح يجتمعان في فضاء واحد بتلمسان
نظم الخميس، نادي محمد ديب للمطالعة، التابع للمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية بتلمسان، إفطارا جماعيا، شارك فيه عدد من المهتمين بعالم القراءة والمطالعة، بمن في ذلك أعضاء النادي. هذا النادي الذي يعد فعلا إضافة نوعية في المشهد الثقافي للمدينة، بفضل ما يقدمه القائمون عليه من مبادرات ثقافية تعنى بالأساس بالكتاب والمطالعة.
“الشروق” التي شاركت أعضاء النادي إفطارهم الجماعي، وقفت على المبتغى من وراء تنظيم مثل هذه المبادرة الرمضانية. وهي المبادرة التي أشار بشأنها مدير مكتبة محمد ديب إلى أنها تقليد حميد دأب أعضاء النادي على تنظيمه منذ تأسيس هذا الصرح الثقافي بالولاية، حيث يتم كل شهر رمضان تنظيم إفطار جماعي مرفق بجلسة فكرية روحية يتم من خلالها تناول موضوع سبق أن كان مبرمجا ضمن الكتب التي يعمد إلى قراءتها ومناقشتها المنتسبون إلى هذا الفضاء الثقافي. هذا، وتعتبر هذه المبادرة قيمة ثقافية بامتياز، كانت إلى وقت قريب مقتصرة ومعروفة في الأوساط الشعبية بإفطار جماعي لعابري السبيل، قبل أن تأخذ طريقها إلى الفضاءات الثقافية ويتم استثمارها في سياقات ثقافية وفكرية، لتأخذ طابعا ثقافيا محضا، وهو ما لمسناه طيلة تواجدنا مع أعضاء النادي الشغوفين بالقراءة، مباشرة بعد مأدبة الإفطار التي اشتملت على أنواع وأطباق متنوعة من المأكولات.
ومباشرة، بعد صلاة العشاء، تم افتتاح جلسة رمضانية تندرج في سياق برنامج “روحانيات”، المنظم من قبل المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية، بمختلف الملحقات التابعة لهذه المؤسسة الثقافية. وقد اشتملت جلسة الروحانيات على فتح باب التنقيب والبحث عن المزايا من وراء موضوع “الصلاة”، وصلة العبد بربه، والتدبر في سورة الفاتحة، وما يمكن لآيات هذه السورة القرآنية أن تشير إليه من معان ودلالات ذات بعد تعبدي روحاني، فتعددت الآراء بقدر تنوع المدلولات التي صبت جميعها في التأصيل للقراءة الجيدة التي من شأنها أن تنتج المعنى الأصيل المراد منه إحالة القارئ إلى اكتساب معارف متعددة ومختلفة تساهم في بلورة رؤية حقيقية حول سورة الفاتحة.
اللقاء الثقافي الذي دام قرابة ساعة ونصف بعد الإفطار، عرف حضور أكاديميين وإعلاميين وأعضاء النادي، بالإضافة إلى طرشاوي محمد زين العابدين، مدير المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية، وهو اللقاء الذي سوق لمشهد ثقافي جديد، إذ لم يسبق لأي مؤسسة ثقافية أن بادرت لتنظيم مثل هذه اللقاءات المتمثلة في إفطار جماعي للفاعلين في مختلف الحقول الثقافية والفنية من فنانين أو ممثلين أو شعراء أو غيرهم من الفئات الثقافية والفنية الأخرى، حيث من شأن مثل هذه المبادرات الثقافية، خاصة في شهر رمضان، أن تساهم في خلق أجواء تواصلية تساهم في توطيد تلك العلاقة بين الفاعلين الثقافيين والمؤسسات الثقافية وتحفيز مختلف الفئات الثقافية على تقديم إنتاجات ثقافية وفنية تساهم في تطوير العمل الثقافي والرقي بالمشهد الثقافي في مختلف المدن الجزائرية، من خلال الاستثمار في مثل هذه المناسبات الروحية الدينية أو غيرها من المناسبات الوطنية الأخرى.
وقد تم برمجة عديد النشاطات من قبل المكتبة الرئيسة، خلال شهر رمضان، لعل أهمها برنامج “روحانيات”، بمختلف الملحقات المكتبية التابعة لذات المؤسسة الثقافية، التي تندرج في سياق كل ما له علاقة بعالم الكتاب والقراءة والمطالعة.
