غرباء يتلاعبون بشعر نسائنا!
لا تستغرب عندما تقف على باب صالون حلاق، وتجد الحلاق رجلا والزبون امرأة، نعم هو حال الكثير من صالونات الحلاقة اليوم التي اتخذت هذا التوجه في مهنة الحلاقة، بالرغم من أنّ هذا من التقاليد الدخيلة على مجتمعنا، إلا أنّ الظاهرة تنتشر من يوم لآخر بشكل سريع، بحجة الانفتاح على العالم والتحضر، والخروج من التقوقع والانكماش داخل تقاليد أكل عليها الدهر وشرب، فلا حرج بأن تتلاعب أنامل رجال غرباء بخصلات شعر فتياتنا، متناسين بذلك حرمة هذا الفعل، غير أنّ الحاجة أصبحت تبرّر الوسيلة عند الكثير منا في كسب المال، حتى ولو بالتعدّي على حرمات المجتمع وتقاليده.
لا ندري الدافع الذي يدفع الكثير من النساء في اختيار صالونات حلاقة يكون فيها الحلاق رجلا، بدلا من أن تكون امرأة من نفس جنسها للعمل على تسريح شعرها، هل هذا من باب التقليد فقط على غرار البلدان الأوروبية، وكذلك بلدان المشرق العربي التي أصبح فيها الكثير من الحلاقين للنساء رجالا بدلا من النساء، أم أن الرجل حقا يتقن فن الحلاقة عندما يكون الزبون امرأة..؟ هل من الطبيعي أن أنامل الرجل تلاطفها أكثر من ملاطفة أنامل بنت أو امرأة مثلها؟ هي إذا حاجة في نفس الكثيرات من النساء في اختيار الرجل بدل المرأة للوقوف على تسريحة شعرها في كل المناسبات، بل لم يتوقف الأمر عند الفتيات والنساء غير المتحجبات، بل تعدى إلى المتحجبات منهن، فنرى اليوم في الكثير من صالونات الحلاقة متحجبات ينزعن الخمار من أجل تسريحة شعر يكون القائد فيها رجلا، فكيف تستطيع الكثيرات منهن الجمع بين ستر شعرها تقيّدا بتعاليم الدين، وفي نفس الوقت تكشفه أمام غريب، بل أكثر من هذا يداعبه لفترات طويلة تصل إلى أكثر من ساعة، أم أنّ خمارها مجرد قطعة قماش فرضت عليها؟
بقدر ما تكون هذه الظاهرة غريبة ودخيلة على مجتمعنا، بقدر ما هي في انتشار مستمر، خاصة في الأحياء الكبيرة، وبالرغم من أن الكثيرات من النساء أنكرن هذا، لكن نجد في المقابل الكثيرات منهن رأين الأمر عاديا، مادامت الحلاقة تكون أمام الناس وليس في خلوة أو انفراد مع الرجل الحلاق، ولمس هذا الأخير للمرأة لا يتعدى إلى مفاتنها، فعلى حد قولهن إن الوجه والشعر لا يعتبران كذلك، كونهما الجزء الظاهر منها سواءً معه أو مع عامة الناس.
كريم حلاق سابق في صالون خاص بحلاقة النساء: “هي متعة وربح لكنها للأسف محرمة”
على عكس ممن رفض الحديث في هذا الموضوع، فإن كريم حلاق سابق في أحد صالونات الحلاقة له ما يقوله “الحلاقة في صالون خاص بالنساء عمل ممتع ومربح في نفس الوقت، عكس ما هو مع الرجال، النساء يدفعن أكثر من أجل حتى تسريحة عادية، كنت أعمل في صالون حلاقة للرجال وآخر للنساء، أعمل صباحا في صالون الرجال وبعد الظهيرة مع النساء، في البداية استغربت الأمر، لكن مع مرور الوقت اعتدت عليه، بل أحببته ـ يضحك ـ. صراحة أنا لا أفضّل أن يداعب رجلا غريبا شعر أختي أو زوجتي، لكن هناك من يرضى بهذا الأمر، وهن كثيرات ممن عملت معهن حتى في بيوتهن، لا أنكر أنني كنت أظن الأمر عاديا لا حرج فيه، حتى استفتيت إماما وأفتى لي بحرمته، ربما يستغرب الكثير أنني كنت أجهل هذا، لكنها الحقيقة، بالإضافة إلى أن الأمر تعدى في الكثير من المرّات تسريحة شعر، لذا قررت هجر صالونات الحلاقة الخاصة بالرجال والنساء على حد سواء”.