“غرفة عمليات” بسونلغاز لتوفير الكهرباء خلال الذروة

سجّل معدل استهلاك الكهرباء عبر الشبكة الوطنية رقما قياسيا جديدا لم تشهده الجزائر من قبل، ببلوغه الذروة، يومي الأحد إلى الاثنين، إذ بلغ قرابة 18 ألف ميغاواط، وذلك نتيجة موجة الحر المرتفعة التي شهدتها البلاد، في وقت بلغت فيه الذروة منتصف شهر أوت 2022 نحو 16822 ميغاواط.
تنقلت “الشروق”، الاثنين، إلى مركز قيادة الشبكة الكهربائية الوطنية بجسر قسنطينة في العاصمة، أين وقفت على الجهود المبذولة من طرف إطارات ومسؤولي سونلغاز الذين يتتبعون لحظة بلحظة المخططات والمنحنيات البيانية التي ترصد معدلات استهلاك الكهرباء وطنيا، علاوة على نسبة الاستهلاك المصدّرة لتزويد تونس بالطاقة الكهربائية التي بلغت حسب العقد التجاري المتفق عليه مع الجزائر ما يقارب 600 ميغاواط في الفترة الصيفية الحالية، حيث بلغت ذروتها لتصل إلى 550 ميغاواط كأقصى حد زوال أمس الإثنين.
وحسب مسؤولين بالشركة تم وضعت الطاقة الكافية حيز الخدمة خلال فترة ذروة الاستهلاك مع عدم تأثر إنتاج الطاقة الذي تسهر عليه خلية يقظة يشرف عليها الرئيس المدير العام لسونلغاز تحت شعار “المتابعة واليقظة وتفعيل العمليات”.
وكشف سيد علي معزيز الرئيس المدير العام المسير للمنظومة الكهربائية في تصريح لـ “الشروق”، أن الذروة التي وصفها بـ”التاريخية” من حيث استهلاك الكهرباء، “تم تسييرها من طرف سونلغاز بنجاح، ولم يتم تسجيل أي تذبذب سواء تعلق الأمر بمرحلة التوليد أو النقل أو توزيع الكهرباء، كون عمال وإطارات مجمع سونلغاز مجندون للتحكم التام في مختلف المعدات الخاصة بتزويد المواطنين بالكهرباء، لينجح هذا الأخير في هذا التحدي، وهدفنا الحالي هو كيف نستطيع تلبية الطلب الوطني، وليس لدينا إشكال في إنتاج الطاقة الكهربائية ولدى الجزائر الكمية الكافية لتغطية الطلب إلى غاية 2030.
بدوره، أكد نبيل يوسفي الرئيس المدير العام لـ “سونلغاز نقل الكهرباء”، أن مرحلة الذروة في معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية التي بلغت 17508 ميغاواط زوال الإثنين، لم تؤثر في السير العام لعمليات التوليد أو النقل أو توزيع الكهرباء في نفس الفترة، إذ تم تجنيد كل الفرق التقنية والطوارئ لمتابعة الوضع عن كثب، الأمر الذي تم التحضير له منذ منتصف العام 2022، مبرزا في ذات السياق أن سونلغاز اكتسبت خبرة كبيرة في مجال التكوين الأمر الذي سمح للمجمع بالتواجد في 10 دول إفريقية للإشراف على تكوين إطارات هذه الدول في مجال الكهرباء والغاز.
من جانبه، أكد خالد نواصري رئيس مدير عام لشركة إنتاج كهرباء الجزائر، التي تم انشاؤها من قبل مجمعي سونلغاز وسوناطراك، أن إنتاج الطاقة الكهربائية كاف لتغطية الطلب وطنيا وقابل للتصدير، وهذا بفضل المجهودات الكبيرة التي يقف عليها الرئيس المدير العام لشركة سونلغاز علاوة على الاستثمارات المبرمجة بعيدة المدى والتي جعلت الجزائر في وضعية مريحة بفصل المخططات والبرامج التشاركية من طرف مختلف المصالح والمديريات بالشركة الأم سونلغاز والتي ساهمت في النمو الاقتصادي للبلاد.
وأعرب سالمي نورالدين المدير العام لسونلغاز توزيع، في تصريح لـ “الشروق”، عقب الزيارة الإعلامية لشركة سونلغاز مرورا بقاعة التحكم التي يطلق عليها مصطلح “العلبة السوداء”، أن الإحصائيات الحالية تشير إلى أن نسبة التغطية الوطنية بالطاقة الكهربائية قد بلغت 99 بالمائة، في وقت بلغت فيها نسبة التغطية بمادة الغاز بـ 65 بالمائة، تم توسيع المشبكات نحو مناطق الظل ونحو 39 ألف مستثمرة فلاحية استفادت من الربط بالطاقة الكهربائية، ونتوقع -يضيف المسؤول- بلوغ 50 ألف مستثمرة نهاية السنة الجارية، وأن الجزائر لديها إمكانيات ربط كل المستثمرات الفلاحية والمناطق الصناعية بالطاقة الكهربائية.
وبخصوص قرصنة الكهرباء، قال سالمي أن القانون واضح وهناك آلاف الحالات والملفات التي تم تحويلها للعدالة، إلا أن هناك مؤشرات تؤكد استقرار الوضع نظرا لعمليات الردع المنتهية من طرف شركة سونلغاز، ناهيك عن عمليات التحسيس للمواطنين من أجل ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية خاصة في فترات الذروة.