غزة: بهذه الوسيلة ينكسر الحصار

رغم تنوع أشكال الحصار على غزة ورغم أنواع الصواريخ الملقاة على رؤوس ابنائها ورغم انها أصبحت سجنا كبيرا لم يشهد التاريخ مثيلا له.. رغم ذلك لم يغادرني اليقين لحظة ان غزة قادرة على كسر الحصار ولكن ليس بالتوسل على طريقة عبقري السياسة العربية جاسم بن حمد!!   وليس كذلك على طريقة المفاوضات المكوكية والتنازلات والتنسيق الامني مع العدو، إنما بالرصاص يلعلع في سماء فلسطين يعلن موت الخرافة، خرافة (الجيش الذي لا يقهر).بالأمس نفذ المجاهدون الفلسطينيون عملية عسكرية نوعية ضد موقع حصين من مواقع العدو الصهيوني (كرم ابوسالم) الحدودي، فلقد خرجت أربعة جيبات مسلحة فجأة على بوابة الموقع واستمر الاشتباك لوقت طويل وغطت السماء الارض بضباب كثيف كان خير معين للمجاهدين الذين أوقعوا بالعدو خسائر فادحة في الارواح والمعدات.. وقبل أيام قليلة نفذ المجاهدون عملية اشتباك أوقعوا جند الاحتلال في كمين فأسقطوا منهم قتلى وجرحى.هل ان الاوان للمراهنين على استسلام الشعب الفلسطيني ورفعه للراية البيضاء ان ييأسوا من أحلامهم السوداء؟؟ ألم يحين الوقت للذين انهاروا أمام عنف العدو وامنوا بالواقعية السياسية الخرقاء فأسلموا للامريكان العهدة وألقوا عليهم أحمالهم، ألم يئن لهم ان تتحرر أرواحهم من هوانها وعجزها..أليس هذا العنفوان الذي تمارسه غزة مثار نشوة وافتخار؟أليس هذا دليلا كافيا على انه لو خلي الامر بين الامة وعدوها فإنها ستلقنه دروسا ضرورية على محاولاته للاعتداء عليها؟ وهكذا تريد غزة ان ترد على المتباكين عليها والذين يجعلون السم في الدسم والذين يشترطون عليها ان ترفع الراية البيضاء لكي يمكنوا من مخاطبة العالم برفع الحصار.ان أهل غزة في حصار .. وأصبح لتر البنزين عندهم يساوي ثمانية دولارات.. أما المواد الغذائية فحدث ولا حرج، هذا فضلا عن القصف المتواصل والمرضى بلا علاج وشح المياه وتعطل الصرف الصحي.. هذا صحيح لكنهم يصنعون لحظات تاريخية ان صمودهم فيها يعني ليس انتصارا لهم فقط انما يعني انتصارا للحظة الميلاد العظيمة التي تحاولها الامة في كل مكان..الذين يعطلون الحوار الفلسطيني من أي طرف كانوا ولا يشجعون عليه  ولا يبشرون به، فيما هم يرحبون بحوارهم مع الاعداء او الوكلاء فإنهم يمارسون بذلك دورا غير مجدي أمام إصرار الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة والمقموع في الضفة والمشرد في المخيمات والمستعبد في الراض المغتصبة.. ان الشعب الفلسطيني بمقاومة غزة الباسلة يجسد ضمانة التوحد الفلسطيني وتوحيد الأمة نحو هدفها وتحديد وسائلها في الكفاح حتى النصر.