غلاء الأضاحي يحرج المحسنين ويعلّق أهداف الجمعيات الخيرية

تسعى مختلف الجمعيات الخيرية لإدخال الفرحة إلى قلوب الأرامل والأيتام والمحتاجين ورسم البسمة على وجوههم بمناسبة عيد الأضحى، غير أنّ غلاء الأضاحي عطّل وتيرة العمل وأخّر بلوغ الأهداف المرجوّة، وهو ما دفع للبحث عن بدائل أخرى وتجديد النداء للمحسنين وذوي القلوب الرحيمة من أجل المساهمة في العملية بشكل أكبر.
وفي هذا السياق، أفاد رئيس جمعية “جزائر الخير” سبحي موسى، في تصريح للشروق، أنّ جمعيته أطلقت بمناسبة عيد الأضحى حملة وطنية لجمع تبرعات الأضاحي تحت شعار “فرحة العيد بالتضامن تزيد”، حيث تعمل من خلال نشطائها عبر مختلف المكاتب بولايات الوطن على تنظيم عمليات تضامنية لفائدة المحتاجين والأرامل والفقراء والأيتام من خلال السعي لتحصيل أضحية العيد وعمليات توزيع كسوة العيد ومواد غذائية.
وتركّز الحملة، حسب سبحي، على جمع الأضاحي وتوزيعها على مستحقيها ككل سنة، كما تبرمج الجمعية أيضا عملية جمع اللحوم التي يتبرع بها المواطنون في ثاني أيام العيد وتوزيعها على الفقراء والمساكين.
ورغم الظروف الصعبة التي تشهدها العملية التضامنية هذا العام بالنظر إلى غلاء الأسعار ومحدودية مداخيل المحسنين فإنّ النشطاء، حسب تصريحات سبحي، في عملية حثيثة للتواصل مع أهل الخير والإحسان من أجل إنجاح المشروع بإدخال الفرحة والسرور على الفئات المحتاجة، وهو ما جعل بلوغ الأهداف المسطرة كاملة صعبا.
وقال سبحي “لا يمكننا ضبط العدد النهائي لحملة التبرعات التي تقدّر بنحو مئات الأضاحي فالعملية مستمرة ومتواصلة ونأمل تجاوب المحسنين معنا، نحن مدركون لحساسية المرحلة وأنّ غلاء الاضاحي يؤثر على العملية، لكن أهل الخير عوّدونا على التفاعل قدر إمكاناتهم”.
وأضاف “إلى جانب الأضاحي ستوزع الجمعية لحوما يتصدّق بها المحسنون كبديل لمن لم نستطع توفير الأضحية له”.
أمّا محمد قبلي رئيس جمعية دار السلام لرعاية الأيتام فأوضح في تصريح للشروق أن جمعيته حددت هدف بلوغ 150 أضحية لحد الآن، مؤكدا أنّ العملية تشهد تأخرا كبيرا، فقد تمّ جمع 13 أضحية فقط وهذا عدد قليل جدا مقارنة بعدد الأرامل في الجمعية وعبر ولايات الوطن.
وناشد محمد قبلي المحسنين من أجل التبرع والمساهمة في إنجاح المشروع الذي تبقى آمال إنجاحه قائمة، ولو بقسط قليل، داعيا إيّاهم إلى التواصل مع الجمعية عبر وسائل الاتصال المتاحة. الصفحة الرسمية للفيسبوك أو رقم الهاتف: 0551900432
وقال أيضا “لازال الأمل في الله لبلوغ الهدف.. يمكن على الأقل تحقيق 50 بالمائة”.
وكشف المتحدث عن اجتماع بين الأعضاء لطرح بدائل أخرى تتمثل في ذبح العجول وتوزيع لحومها على الأقل لإدخال الفرحة على قلوب الأيتام والأرامل.
أما بلال توتي رئيس جمعية “سنابل الخير” فقال أن الجمعية تعودت كل عام تقديم أضاحي للعيد، لكن للأسف هذا العام الإقبال من المحسنين والمتبرعين تراجع مقارنة بالسنوات الفارطة ولا يشجع كثيرا.
وأعرب المتحدث عن تفهمه للوضع بسبب ارتفاع الأسعار، حيث قال “نبحث دوما عن طرق بديلة ومحسنين للتبرع وإذا لم نصل إلى مبتغانا فسنلجأ إلى لحوم البقر وذبح عجول وتوزيع لحومها على المحتاجين والفقراء إلى جانب المساعدات الغذائية”.
ووجّهت الجمعية نداءها على لسان رئيسها بلال توتي للمحسنين الراغبين في دعم الفقير والمحتاج خلال عيد الأضحى بالتواصل معها، حيث قال “نعلم ان الظرف حرج وأنّ المؤسسات الاقتصادية في حالة صعبة، لكننا نتمسك بمواصلة العملية إلى غاية ليلة العيد علّنا نصل إلى أهدافنا”، ونوجه نداءنا لكل من يرغب في المساعدة بالتواصل معنا على رقم الجمعية: 0540000020.