-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المربون يتوقعون استمرار الارتفاع مدة طويلة

غلاء الأعلاف والصيصان يلهب أسعار الدجاج

سمير مخربش
  • 4961
  • 0
غلاء الأعلاف والصيصان يلهب أسعار الدجاج

تعرف أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا جنونيا بعد ما بلغ  الكيلوغرام 500 دج، وهي من أعلى القيم التي يسجلها قطاع الدواجن، الذي لا يكاد يعرف الاستقرار وفي كل مرة تتقاذفه الاضطرابات.

هذا السعر أعلن عنه الجزارون عبر مختلف ولايات الوطن وسط حيرة كبيرة للمواطنين، الذين تفاجأوا بهذا الارتفاع الذي أرهق جيب المستهلك في هذا الظرف الحساس المتزامن مع الدخول المدرسي وما يتطلبه من مصاريف إضافية دفعت العديد من المواطنين إلى رفع الراية البيضاء أمام الجزار بعد ما خسروا آخر نوع من اللحوم التي كانت تحفظ ماء الوجه، عند أغلبية الجزائريين.

وحسب السيد مراد شوبان وهو جزار زرناه بمحله الكائن بمدينة العلمة بولاية سطيف فإن الزيادة كانت مرتقبة بالنظر لنقص المنتج في السوق وقلة العرض، حيث بدأت الكميات الجاهزة تتناقص تدريجيا وتحكمت الفئة القليلة من التجار في الكمية المتبقية وأضحي العثور على اللحوم البيضاء من المهمات الصعبة. وأما بالنسبة لسليمان بوضياف وهو كذلك جزار له نفس الرأي مع زميله، لكن يضيف بأن الأزمة تفاقمت بعد الحرائق الأخيرة التي اشتعلت في العديد من المناطق وكانت وراء نفوق أعداد هائلة من الدجاج وألحقت خسائر معتبرة بالفلاحين، خاصة أولئك الذين كانوا على وشك تسويق منتجهم، لكن النار حالت دون ذلك. فحاليا تعرف ولايات تأثرت بموجة الحرائق، على غرار تيزي وزو ندرة، في الدجاج ما دفع بتجار اللحوم البيضاء إلى التنقل إلى الولايات المجاورة لاقتناء هذه المادة وبالتالي وقع اختلال في وفرتها في مختلف المناطق.

الفضول ساقنا الى زيارة مربي الدجاج ببلدية الطاية شرق ولاية سطيف، التي تعد من أهم مناطق الإنتاج على المستوى الوطني، أين التقينا بالسيد عبد الناصر وهو مختص في تربية الدواجن فيقول عن هذه الأزمة أن سببها عزوف المربين عن النشاط، وعدم تمكنهم من استئناف دورة التربية بعد الخسائر التي تكبدوها في السابق والتي ظلت تتراكم منذ بداية الجائحة، لتصطدم هذه المرة بالارتفاع المسجل في أسعار الأعلاف التي بلغت 7000 دج للقنطار ولم تعد في متناول أغلبية الفلاحين. وتزامن ذلك مع ارتفاع أسعار الصيصان التي بلغت 150 دج للصوص الواحد وهي أعلى قيمة تسجل في السنوات الأخيرة والتي لا تسمح للفلاح من استئناف تربية الدواجن، لأن التكلفة مرتفعة جدا، خاصة مع احتساب الأدوية والكهرباء والغاز ومختلف المصاريف المترتبة على تربية الدجاج.

وبالقرب من مزرعة عبد الناصر، التقينا السيد حمدان الذي يملك ثلاث حظائر لتربية الدواجن ببلدية الطاية، فإن الأزمة مرتبطة أيضا بالإقبال الكبير على اقتناء الدجاج في هذه الفترة التي عادت فيها الأعراس من جديد، والتي يكون فيها الإقبال كبيرا على اللحوم البيضاء التي تستهلك بقوة في الولائم، كما تزامن ذلك مع عودة المطاعم إلى نشاطها الطبيعي والذي يعتمد بالدرجة الأولى على اللحوم البيضاء، وهو حال العديد من المؤسسات التي استأنفت نشاطها مع الدخول الاجتماعي.

وحسب السيد نصير المختص في تربية الدواجن ببلدية بئر حدادة بسطيف، فإن الوضع سيبقى على حاله ولن تعرف الأسعار أي تراجع في الأيام القادمة نظرا لنقص العرض وزيادة الطلب، كما أن أغلبية المربين يترددون في استئناف نشاطهم، وبما أن دورة تربية الدجاج تستغرق 45 يوما فإن الحل لن يكون غدا، والوفرة لن تكون في الأيام القادمة، حيث تبقى الكميات الموجودة في السوق بعيدة عن قيمة الاستهلاك اليومي للحوم البيضاء في الجزائر والمقدرة بحوالي 17 ألف طن في اليوم الواحد، ما يعني أن الأسعار ستبقى مرتفعة لفترة طويلة. وبالنظر إلى وضعية هذا النشاط فإن الفوضى وعدم التحكم في القطاع أرهق المستهلك وكذلك المربي الذي يتكبد خسائر معتبرة لا يقابلها دعم من طرف الجهات المعنية، وفي كل مرة يجد الفلاح نفسه وحيدا يحصي الخسائر بمفرده. وحتى تدخلات الديوان الوطني لتربية الدواجن تبقى بحاجة إلى تفعيل لإنقاذ المربين في مثل هذه الظروف، خاصة أن الأمر يتعلق بمادة حيوية تعد أفضل بديل للحوم الحمراء عند أغلبية الجزائريين. وتبقى شعبة الدواجن بحاجة إلى تنظيم للحفاظ على توازن السوق والقدرة الشرائية للمواطن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!