غلق أربعة محاور وطنية ببجاية

تحولت هذه الأيام تنقلات المواطنين على طرقات ولاية بجاية إلى مهمة صعبة وشاقة وأحيانا شبه مستحيلة، بعد ما واصل بعض المحتجين غلقهم للطريق الوطني رقم 12 الذي يربط بجاية بولاية تيزي وزو في شطره الرابط بين مدينة بجاية وبلدية واد غير وهو المحور الذي يؤدي إلى الطريق الوطني رقم 26 الذي يربط ذات الولاية بعاصمة البلاد والذي تم شله بدوره، الأمر الذي أثار الاستياء لدى المسافرين وأصحاب المركبات الذين وجدوا أنفسهم قد تحولوا إلى أشبه بالرهائن وهم في بلدهم، يحدث هذا في الوقت الذي لازم المسؤولون على رأسهم والي الولاية، مكاتبهم وكأن الأمر لا يعنيهم، وأن تعذيب المواطنين على الطرقات أضحى من الأمور العادية بهذه الولاية.
هذه الأخيرة التي حطمت كل الأرقام القياسية في هذا الشأن، ورغم أن ثلاثة قطاعات على الأقل معنية بالحركة الاحتجاجية التي شلت المحورين المذكورين طوال ثلاثة أيام، على غرار الأشغال العمومية ومصالح سونلغاز واتصالات الجزائر، بما أن المحتجين يطالبون بإصلاح الطرقات وربط سكناتهم بالغاز الطبيعي وكذا بشبكة الانترنيت، إلا أن لا أحد تحرك، فيما من المرتقب أن تنزل ككل مرة الحلول السحرية في الوقت بدل الضائع وذلك بعد أن يشبع مستعملو الطريق من المرارة في ظل غياب سياسة المحاسبة.
وقد تسببت هذه الحركة الاحتجاجية في تذمر حتى مستعملي باقي الطرقات الوطنية لليوم الثالث على التوالي على غرار مستعملي الطريقين الوطنيين رقم 75 و9 اللذين يربطان بجاية بولاية سطيف، جراء الازدحام المروري الرهيب الذي لازمها طوال هذه الأيام.
ولأن المصائب تأتي دفعة واحدة بهذه الولاية، فقد تحالفت الطبيعة ضد المواطن لتعمق من معاناته أكثر فأكثر، حيث تسببت الثلوج المتهاطلة في غلق الطريق الوطني رقم 26 أ الرابط بين مدينة أقبو وولاية تيزي وزو على مستوى فج شلاطة، الأمر الذي أدى الى توقف كلي لحركة السير على المقطع المذكور، فيما شهد الطريق الوطني رقم 43 الذي يربط بجاية بولاية جيجل انهيارات صخرية على مستوى الكورنيش الرابط بين ملبو وزيامة منصورية، الأمر الذي أدى الى توقف كلي لحركة السير بالنظر إلى حجم الصخور التي سقطت على الطريق المذكور من دون تسجيل أدنى الخسائر، لحسن الحظ.
وبهذا فإن الولاية قد عاشت أسبوعا أسود بدايته بغلق طريقين وطنيين وتعذيب مستعملي باقي المحاور الوطنية بسبب الازدحام المروري الخانق، فيما يتساءل المواطن ككل مرة.. أين هي السلطات؟