-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم تسارع الأحداث وبعض الاستثناءات أياما قبل "الكان"

غويري يخلط الحسابات وبلماضي يصر على ثورة نوعية

صالح سعودي
  • 4464
  • 0
غويري يخلط الحسابات وبلماضي يصر على ثورة نوعية

دخل المنتخب الوطني في التربص الثاني المبرمج في العاصمة الطوغولية لومي وسط تسارع الأحداث وبعض استثناءات قبل أيام قليلة عن انطلاق العرس القاري بكوت ديفوار، حيث تقرر إسقاط اسم اللاعب غويري في آخر لحظة بسبب الإصابة، وهو الأمر الذي أخلط حسابات الطاقم الفني نسبيا، بعد ما تقلص التعداد إلى 25 لاعبا بدون الاستفادة من ورقتين إضافيتين، في الوقت الذي يعول المدرب جمال بلماضي على استغلال جميع المعطيات المتاحة من أجل ضمان جاهزية التشكيلة لخوض غمار “الكان” من موقع قوة.

أرغم المهاجم أمين غويري على مغادرة تربص المنتخب الوطني الذي أقيم في العاصمة، وهذا بعد الملف الطبي الذي أكد تعرضه لإصابة تحول دون جاهزيته للمحفل القاري بكوت ديفوار، ويأتي ذلك قبل أيام قليلة عن إعلان الناخب الوطني عن القائمة المعنية بالمشاركة في “كان 2024” بساحل العاجل، غياب بقدر ما يخلط الحسابات فإنه في الوقت نفسه يجعل الناخب الوطني يضبط أوراقه قبل الأوان، بدليل أن اختياراته وقعت على 25 لاعبا في المجموع رغم إمكانية توسيعها إلى 27 لاعبا، وهو ما يؤكد أن بلماضي يكون قد وقف على العناصر التي يمكن الاعتماد عليها في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، وهذا بناء على مستوى الجاهزية الفنية والبدنية وكذلك مدى تكيفها مع خياراته الفنية، خاصة في ظل التحديات النوعية التي تنتظره منذ البداية، بحكم أن الرهان الأول منصب على كيفية تجاوز الدور الأول، من خلال مواجهة 3 منتخبات متباينة في المستوى والماضي الكروي (بوركينا فاسو وأنغولا وموريتانيا)، وكذلك الأهداف التي يحرص على تجسيدها لمواصلة تأكيد الصحوة الفنية المحققة طيلة العام المنقضي، بدليل إنهاء العام 2023 من دون هزيمة، هو مكسب مهم في حاجة إلى مزيد من الإثراء والنتائج الفنية.

وبالعودة إلى القائمة التي اختارها بلماضي لتمثيل الجزائر في “كان 2024″، وبعيدا عن الجدل القائم بخصوص عدم الاعتماد على ياسين براهيمي مقابل عودة يوسف بلايلي وبعض الأسماء الأخرى في صورة الحارس مبولحي وتواجد الحارس بن بوط الذي لم يلعب أي مباراة رسمية، فإن هناك العديد من المؤشرات الإيجابية التي توحي برغبة المدرب الوطني في تعزيز روح المجموعة، وبالمرة تفادي سيناريو مهزلة “كان 2022” بالكاميرون، من خلال وضع الثقة في خدمات الأسماء القادرة على تحقيق مسيرة ايجابية، بدليل استعادة خدمات بن ناصر العائد من إصابة، وتواجد عوار الذي تماثل للشفاء، ناهيك عن حضور عدد هام من اللاعبين الذين يملكون خبرة محترمة بناء على مشاركاتهم الكثيرة في النسخ السابقة من “الكان”، في صورة سليماني وفغولي ومحرز وماندي وبن سبعيني والبقية، وكذلك العناصر الشابة التي لا تزال تطمح في مواصلة البروز والإقناع والبرهنة، مثل بوداوي والنجم الجديد عمورة، من دون نسيان الأسماء التي تدعم بها المنتخب الوطني خلال السنة الأخيرة، مثل آيت نوري ولعروسي وقيطون وبلعيد وغيرهم.

وبعيدا عن استباق الأحداث وضرورة الاحتكام إلى منطق الميدان، فإن الكثير لمح السياسة الجديدة للمدرب جمال بلماضي المبنية إلى حد كبير على الواقعية وتفادي الحروب الوهمية، بدليل علاقته المقبولة مع الصحافة والأجواء الإيجابية التي جرى فيها التربص الأول بالعاصمة، وكذلك ظروف النقل إلى العاصمة الطوغولية لومي، حيث لمح الكثير أريحية في خطاب المدرب بلماضي الذي رفض الحديث عن حظوظ “الخضر” ومدى قدرتهم على الذهاب بعيدا في “الكان”، مفضلا تسيير مجريات المنافسة بصفة مرحلية، وبذلك يكون قد أبعد لاعبيه عن الضغط السلبي في انتظار الاستثمار في تربص لومي حتى يتكيّفوا مع الأجواء المناخية بغية توظيف جميع الإمكانات المتاحة لإحداث ثورة نوعية في ربوع إفريقيا، آملا في تجاوز الدور الأول كخطوة أساسية وبعد ذلك يتم التفاوض بشكل جيد مع الأدوار الموالية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!