فاروق حسني للشروق: لي أعداء كثر و لكني متفائل بترشحي لمنصب اليونسكو

فنان تشكيلي تربع على عرش وزارة الثقافة المصرية لمدة 20 سنة،احدث حريق مسرح بني سويف شرخا في علاقته بالمثقفين بعد أن رفض حسني مبارك استقالته،موقفه من الحجاب كان القطرة التي أفاضت الكأس و أعلنت عن ميلاد حملات الكترونية تطالب بعزله عن المنصب،و تصريحه في الجزائر “التراث هو شواهد إنسانية و ليست ملكا لأي دولة”كان قطرة أخرى أسالت أسئلة عن ترشحه لليونسكو ،انابوليس وأشياء أخرى في هذا اللقاء بفندق الشيراطون.مع فاروق حسني..لماذا قررتم أخيرا الخروج من “أم الدنيا” وحضور فعاليات المؤتمر الاستثنائي لوزراء الثقافة العرب في الجزائر؟
–يضحك- الأمر عادي جدا،لبيت دعوة الوزيرة خليدة تومي و وجدت انه من المهم المشاركة في هذه الفعاليات،التي نسعى من خلالها كوزراء ثقافة إلى الوصول إلى موقف عربي واحد حول قضيتي فلسطين و العراق،و لطالما بذلت جهودا في هذا الشأن من موقعي في مصر.

.هل هي “الحملة الانتخابية” التي تقودها منذ مدة للظفر بإدارة اليونسكو؟
-أبدا،فعلا ترشحت لهذا المنصب و لا اعتبر ترشحي تشريفا بقدر ماهو تكليف لان المهمة صعبة تحتاج إلى برنامج و تصور لمواصلة مسيرة من عمل بها قبلي و أهم شيء هو السعي إلى توحيد البرامج لمساعدة الدول و تحقيق التوازن في قوى العالم.

.إذا ماسر مرونة تعاملك مع “الإعلام الجزائري” و أنت المعروف بالتحفظ مع نفس القطاع في مصر؟
-تقصدين حديثي إليك _الآن_ بالعكس يبدو انك تحملين انطباعا مسبقا عني.

.هو تحصيل حاصل لما نسمعه و نقرؤه ومن لم يسمع بفضيحة حريق مسرح بني سويف و استقالة الوزير الفنان؟
-لا أحب الرجوع إلى ماحدث يومها ،ولكن أؤكد أن كل إنسان له أعداء و كل مسؤول له سقطات هي في أحيان كثيرة خارج عن إرادته و أعود للتأكيد أنني من موقعي سعيت لخدمة وزارة الثقافة المصرية و الارتقاء بها و المحافظة على المعالم الأثرية المصرية الشامخة .

.على ذكر التراث،ماذا قدمتم للتراث المصري طيلة 20 سنة هي مدة وجودكم على رأس وزارة الثقافة؟
-مشاريع كثيرة لا يسع الوقت لإحصائها أهمها الإبقاء على كل الأحجار الأثرية في الأهرامات رغم إخضاعها لعمليات ترميم و الحمد لله بلغ عدد السياح مؤخرا 5000 زائرا و ما وصلنا إليه مقارنة بالدول العربية الأخرى هو “انجاز”.

.و ماذا عن التراث الفلسطيني و العراقي في ظل معطيات سياسية و ثقافية و مواقف عربية غير مطمئنة؟
-لقاء وزراء الثقافة في الجزائر لمناقشة التراث الفلسطيني و العراقي هو خطوة ايجابية لان كسب موقف عربي مشترك سيدعم الصوت العربي في اليونسكو ما يصل إليه المؤتمر هو توصيات ستؤخذ بعين الاعتبار مستقبلا و مسالة التراث إنسانية لان الشواهد التاريخية ليست ملكا للدولة و إنما ممتلكات إنسانية.

.ما تقوله خطير عن “إنسانية التراث” ألا ترى انك تناقض ما يدعو إليه المؤتمر؟
-أبدا،رفض تهويد القدس أو استرجاع العراق لقطعها التراثية المترامية هنا و هناك هو حق مشروع ما اقصده هو أن المواقع المصنفة ضمن التراث العالمي هي معالم إنسانية حضارية و هذا لا يتعارض مع مبدأ الدول العربية المجتمعة.

.عارض المثقفون المصريون و على رأسهم الشاعر فؤاد نجم و الفنان أسامة أنور عكاشة ترشحك لمنصب اليونسكو،ألا ينقص هذا من نسبة انتخاب الدول العربية عليك خاصة بعد ترشح المغربية عزيزة بناني؟
-كما سبق و أن قلت ،لكل إنسان أعداء و في نفس الوقت أصدقاء و عليه اعتبر موقف بعض المثقفين المصريين موقفا شخصيا و يبقى انتخاب الدول العربية أظن انه يكون مبني على أسس أكثر موضوعية و أبارك ترشح المغربية لان ما يهم هو الوجود العربي سواء كان مصري أو مغربي فنحن لا نترشح للدول أو الأشخاص و كما قلت أيضا المسؤولية ثقيلة و أنا متفائل.

.متفائل حتى في ظل معطيات سياسية قد تغير المواقف مثل “انابوليس” و استياء السفير الإسرائيلي في مصر من ترشحك و موقفك من الحجاب وغيرها كثير؟
-أفضل أن نبقى في الثقافة باعتباري وزير القطاع.

.أتقصد أن وزير الثقافة ليس سياسيا؟
-يضحك- سعدت كثيرا بالمشاركة في مؤتمر الجزائر و سنأخذ بعين الاعتبار التوصيات ويبقى أن نسمع الصوت العربي في المنظمة الدولية بالتنسيق مع المنظمات العربية.
.سعدنا بمحاورتك و أسفنا لتهربك من الإجابة عن الكثير من الأسئلة.شكرا

ـــــــــــ
حاورته..آسيا شلابي