-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وقفة عرفان لشهيدة الزيبان

فاطمة لبصايرة.. الفدائية التي عذبت في الشهر التاسع من حملها!

جواهر الشروق
  • 9693
  • 11
فاطمة لبصايرة.. الفدائية التي عذبت في الشهر التاسع من حملها!
ح.م

قصص الأبطال لا تملّ ولا تبتذل، هي الوشم البارز في الذاكرة الجماعية، لا تتقادم بالزّمن ولا تهتلك بالتكرار، وكلّما تحييها الأجيال يشع منها وهج البدايات، بحماستها وصدقها وعبرها ..وقصص أبطال الجزائر خير أنموذج نفتخر به ونفاخر.

قبل 56 سنة من اليوم، اِهتزت الجزائر على نبإ استشهادها، بعدما رصّعت سجلات التاريخ باسمها، وتركت مواقفها خير ميراث للأجيال، إنها ابنة الزيبان الخالدة فاطمة لبصايرة.

هي من مواليد 1932 بمدينة بسكرة، ترعرعت في بيئة ثورية على صوت الغاضبين والناقمين على فرنسا المحتلة، فقررت المساهمة في ثورة التحرير المجيدة، وتطوعت لخياطة البدلات العسكرية، والأعلام الوطنية لإخوانها المجاهدين وكل ما يحتاجونه من ألبسة.

 وفي ديسمبر 1960، تلقت معلومات بوجود مسيرة يوم 11 ديسمبر تعبيرا عن رفض الجزائريين للإستعمار الفرنسي، وتأكيدا للاتفاف الشعب حول إخوانهم الثوار، فطُلب منها خياطة العديد من الأعلام الوطنية ليتم حملها في ذلك اليوم المشهود، فعكفت على آلة الخياطة لعدة ليال دون انقطاع، من أجل تجهيز ما طلب منها في الموعد، وقد اختارت لنفسها أحسن الأعلام التي خاطتها. من أجل ذلك اليوم الأغرّ.

لم تكترث لجنينها الأول الذي كان يتأهب للخروج إلى نور الحياة بعد أيام قليلة، لأنها كانت تدرك أن الحرية بذرة تسقى بدماء الأحرار، لقد قررت الخروج مع إخوانها للتظاهر دون تردد أو حساب، لم تكن تبحث عن مجد في كتاب، بل كان حلمها الأوحد عتق التراب.

وفي يوم 11 ديسمبر 1960 خرجت فاطمة لبصايرة من بيتها والتحفت بذلك العلم، وسارت في مقدمة المتظاهرين، صادعة بحب الوطن، ورفض الاستعمار. وعندما وصلت حشود المتظاهرين إلى حي الضلعة ببسكرة، تصدت قوات الإستعمار الغاشم لهذه المسيرة وفرقت المحتشدين واستعملت الرصاص الحي لقتل من يقود المسيرة.

 كان الجميع يبحث عن مكان يختبئ فيه من رصاص العدو، لكن فاطمة لم تكن تملك القوة الكافية لتهرب وتنجو، لكونها حاملا في شهرها التاسع، فتمكنت قوات الإحتلال من القبض عليها، وأركبوها سيارة عسكرية وانهالوا عليها بالضرب المبرح بالأقدام على بطنها، ومع ذلك لم تكن تصيح من الألم، بل كانت تردد :” تحيا الجزائر” وهمّوا بنقلها إلى المعتقل، لكنهم رأوا حالتها الصحية ساءت أكثر، فنقلت إلى مستشفى ”لافيجري” أين أجريت لها عملية قيصرية، وأنجبت ابنها عبد الله، قبل أن تلتحق بالرفيق الأعلى جرّاء ما لحق بها من ضرب مبرح، وتعذيب وحشي. فرحم الله الشهيدة فاطمة وأسكنها فسيح جناته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • الجنة غايتي

    هل كانت طبيبة رحمة الله على شهدائنا الابرار 🤲🤍

  • jijliya

    tumma honaka hitisti yaktab ala lhit nnissaa akhawat shayatin!!

  • Abdallah Sidhoum

    انا سيدهم عبدالله ابن الشهيدة لبصايرة ولدت بعد ان فاقت الحياة بنصف ساعة
    كاين شهداء ياسر ماتو امثال الشهيدة لبصايرة فاطمة
    وليوم راهم يعيشو فيها بني ويوي
    كما اشكر الصحفية التي قامت بنشر هذه القصة مشكورة
    27/02/2016

  • سماعيل الحيارة

    الأشخاص في مجتمعاتهم قد يكونوا ورودا وقد يكونوا أشواكا ،قد يكونوا عقبات وقد يكونوا وسائل هذه السيدة الشهيدة فاطمة ليست مجرد نجمة في فضاء واسع بل شمسا تنير الطريق ،علينا أن نظهر من تاريخنا كل أنوار طريق مستقبلنا ،فالكلام عن الشهداء والشهيدات قد يحيي فينا الرغبة في حياة أفضل بوطننا

  • الونشريسي

    اللهم اكتبها في الخالدين في حنات النعيم

  • بدون اسم

    السلام
    هذا هو حال الجزائريين......لو خرجت امراة من هذا الزمان في مظاهرة ...لقالوا ...مكانها البيت و تزاحم الرجال ..و زوجها ديوث...
    لا تقولوا نحن في سلم................حب الوطن يبقى حب الوطن......و التظحية تبقى تظحية
    حتى جدتي كانت تطبخ للمجاهذين و كانت ممرضة .....و عانت كثيرا حين كان جدي مبحوثا عنه.....ولم تخرج في مظاهرات

  • قادة الفلياشي

    بسكرة دفعت الكثير من خيرة ابنائها في الثورة الجزائرية استشهدوا من اجل الحرية والعيش في كنف الاستقلال لافرق بين جوب ولا شمال لكن للاسف الشديد مافعلته الانظمة الفاسدة الذين خانوا امانة الشهداء فهاهي فرنسا ترجع من الباب الواسع و بلادنا مغيب فيها العدل بين المواطنين وخاصة في التنمية والبنى التحتية فجنوبنا الكبير محقورعلى الرغم من نه اعطى كل شيء من اجل الجزائر ابنائه واراضيه وخيراته.من باب التذكيرفقرية فلياش اليوم(هي حيا لمدينة بسكرة) ابان الثورة كان سكانها لايتجاوزال200 نسمةعددشهدائهايناهزال30شهيدا.

  • الجزائري الحر

    الجزائر قدمت الكثير في الصحراء كما في الشمال لكن للاسف بعض الخونة والمعتوهين لا يتكلمون على آلاف الشهداء من الجنسين في الجنوب في بسكرة الوادي وادي ريغ تقرت ورقلة بشار ادرار لمنيعة غرداية والسبب يعود لبعض اشباه المؤرخين الذين يقزم دور هذه المناطق التي قدمت الكثير مكن الرجال والنساء والاموال والمخاطر لشراء وادخال السلاح من الحدود الليبية خاصة السوافة ولبساكرة وهم محسوبين على العرب وهناك من بالعنوة يهمشهم لكنهم عارفين هذا ومن يقوم بهذا الدور العنصري لكن الحمد لله اليوم هم اكثر وطنية بالعمل والانتاج

  • dahmane

    ضحت بنفسها و كل ما تملك و الان عايشين فيها المفسدين ولاد ..........

  • بدون اسم

    هاذي هي فرنسا لي يحبوها ناس بزاف للاسف الشديد

  • بدون اسم

    هل قصة مثل هاته كانت في ارشيف فرنسا . عندما يتكلم علي على مجد الكرة تجده يدور و يحوم في العاصمة فقط .و نسيى ان مدن صغيرة من الغرب و الشرق و الجنوب كانت تزخر بلاعبين لو سلطت عليهم الاضواء لفاقوا مهارات لالماس و بلومي .وانت تسمع مؤخرا باحد ابطال الثورة من سطيف الغير معروف للعامة و اسمه احمد لمطروش الذي قتل من اعدائه الى 611 من كل من الاصناف التي وطات ارجبهم الوسخة ارض الوطن من الفرنسيين ولا يجسد في ذاكرة الشعب ..هنيئا للشهيدة لبصايرة و في عليين ان شاء الله